ابراهيم مصطفى علي
الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 5 - 10:03
المحور:
الادب والفن
كلما يطوي الزمان ذكرى
تفوج في دفين الحسرة لوعةٌ
تسرح حيث شاءت وجمرها يسعل
والغصة في الحلق إنْبَثَّ وجرها دون خامدٍ *
حتى وإن اشتدت شراهٌ *
فما تلك إلّا نَزْراً لِسُمُوٍّ مُعَلَّى مبَّجَل
طالما الشِدَّة باتت للنواعب مترعٌ
كي تمتاح من جدب المهجة ما ينهل *
كانت تستأذن الحتم ساعة
بعد أن زَمَّتْ على وهنها تسأل *
دعني ألصق هوى نفسي كالوشم في عينيك
عَلَّ في مراسيها ياخذني الدمع
واجدف نحو قلبك المشعل
لا تغفل إيقونة طرفي في مسامِ اوراق شعرك بعدي
أو الماحي يغسل مداد حبرها
إن سلاك الكرى واضطجع الليل ؟ *
لكن إلى أن تنضى الروح عن جسدي
نحو موحشات الأبد
لا بد أن أرسم بألحاظك الباسمات سَيْمائي
كي لا يخلع الكرب الطويل برواز ذكراها الكحيل
بعدها إن شِئت ازرعني بقبري
علَّ الربيع بابتهال النسيم في آذار
يُنْبِت ما يذري من الدمع
في حدقة عينك مرة أخرى خليل
هذه الدنيا
جئت من سجف الظلماء في قارب حلمٍ
لتغفو الروح في دوح ذاتك المبتهل
واحتسي من حريق الفرقة صمت الأبد المليل *
............................................
* انبث .. اِنْتَشَرَ
* اسْتَشْرَى : اشتدَّ شراه
*سَلاه/ سلا عنه :نسِيَه، وطابت نفسُه بعد فراقه
*مليل .. ليل طويل شديد السواد
* يمتاح .. امتاح الماءَ من البئر اغترفه
*زَمَّ بِأَنْفِهِ أَوْ بِرَأْسِهِ : رَفَعَ رَأْسَهُ كِبْرِياءً وَتَكَبُّراً
* زَمَّ شَفَتَيْهِ دَهْشَةً : عَضَّ عَلَيْها
#ابراهيم_مصطفى_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟