أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - رهن أصول الدولة بشركات خاصة يعني الانتقال بالاقتصاد العراقي إلى الخصخصة














المزيد.....

رهن أصول الدولة بشركات خاصة يعني الانتقال بالاقتصاد العراقي إلى الخصخصة


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6805 - 2021 / 2 / 3 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتناقل وسائل الإعلام عن مشروع رهن أصول الدولة بشركات خاصة وهذه النغمة الجديدة بعد فشل المافيات المرتبطة بالأحزاب السياسية في العراق خلال تجربتها التي استمرت بعد عام/ 2003 إلى يومنا هذا عام/ 2021 التي أفرزت الأزمات القاتلة للعراق وطن وشعب. وهي تريد أن تدخل للحياة السياسية بأسلوب وستراتيجية جديدة باسم الخصخصة التي تروج له الآن بإلحاح لمفهوم اقتصاد السوق المقترن بالخصخصة ومضامينه وآلياته الفاشلة وحصره بالخصخصة في حين أن اقتصاد السوق هو نهج لتوزيع الموارد عن طريق آليتي السعر والمنافسة وبذلك يختصر المفهوم بالتبرير الأيديولوجي بدل النظرة العلمية لمشكلات الاقتصاد العراقي وتقديم الخصخصة دون قيد أو شرط وكأنه الحل الوحيد للتغلب على مشاكلنا. إن المنادين بذلك لا يميزون موقفهم في قضية مهمة هي طبقية واجتماعية. إن المسألة تخص الشعب العراقي كله مما يفضي إلى فصل ترابط التنمية عن الديمقراطية التي نحن بحاجة لها. إن الخصخصة تعني رهن أصول الدولة بشركات خاصة وإخراجها من المجال الاقتصادي أي التخلي عن الوظيفة الاجتماعية لقطاع الدولة بدعوى عدم الكفاءة الاقتصادية مختزلين مصير الشعب ومستقبله بصيغ حسابية بحتة وينكرون الآثار الاجتماعية لها وما تتركه من بطالة وفقر وجوع وتهميش واستقطاب اجتماعي في مجتمع يعاني أصلاً من أزمات شاملة وقاتلة مبررين ذلك اتهام قطاع الدولة بعدم الكفاءة متناسين لما تعرض له هذا القطاع من نهب وفساد وحرق في حكم الطاغية صدام حسين على مرأى من سلطات الاحتلال الأمريكي ثم اهمال متعمد بعد عام/ 2003 الذي انتشر فيه الفساد الإداري والمالي بشكل مرعب ومخيف وإنهم اليوم تعلو أصواتهم ومناداتهم بالخصخصة وحسب ادعائهم أن العراق يعاني من أزمات شاملة وقاتلة لا يمكن تجاوزها إلا بالإصلاح الاقتصادي الجذري ولم يبينوا مضمون هذا الإصلاح لكنهم يطرحون علاج الخصخصة وإن وقت القطاع الحكومي قد ولى عالمياً واليوم هو تاريخ الإصلاح الكبير الذي هو طبعاً وصفة صندوق النقد الدولي خاصة بعد ظهور الأحادية القطبية وهذه الوصفة التي اعتمدت الكفاءة الاقتصادية المزعومة لكنها قادت إلى أزمات من بطالة عالية وإفقار مدقع وشامل وتهميش اجتماعي واستقطاب. وهذا ما حدث في بعض الدول في جنوب آسيا وشرقها ودول أمريكا اللاتينية وحتى دول أوروبية مثل اليونان التي لا تزال تعاني إلى اليوم من أزمتها وكذلك الحال في دول أوروبا الشرقية بعد سقوط التجربة الاشتراكية ولجوئها إلى خيارات السوق والخصخصة ثم روسيا التي ما كسبت من وراء وصفات صندوق النقد الدولي إلا البطالة والتهميش وهبوط سعر صرف عملتها الوطنية إلى أدنى مستوى وتدني في الإنتاج الصناعي والزراعي وإغراق سوقها بالمستورد الرديء إضافة إلى تشويه البيئة الاجتماعية وتفشي ظاهرة صعود المافيات الاقتصادية التي تعيش على المضاربات بعيدة عن الإنتاج وشيوع الجريمة المنظمة وانتشار ظاهرة الدعارة .. وفي أوضاع العراق تتفشى الأزمة المالية والاقتصادية والصحية والتربوية والفوضى الأمنية والاستقطاب السياسي الطائفي وارتفاع سعر صرف الدولار وتقويم الدينار العراقي الذي عمق وزاد عدد الفقراء والجياع والبطالة لأن مثل هكذا وصفات وحلول لم تؤدي إلا إلى المزيد من الاستقطاب الاقتصادي – الاجتماعي العميق ونشوء المافيات الاقتصادية المدعومة من الأحزاب السياسية العراقية التي هي موجودة وستوظف حجمها الاقتصادي لضمان مواقع سياسية مما يقضي إلى اختلال في ميزان القوى الطبقي الاجتماعي وستنشأ علاقات جديدة في جو العراق المتلبد الانتقالي الذي لم تتبلور اتجاهاته بعد لظروف داخلية وأخرى خارجية. والخصخصة واقتصاد السوق سيعززان قوى اجتماعية جديدة بعد دمج الاقتصاد العراقي بالاقتصاد العالمي الرأسمالي على قاعدة عدم التكافؤ لأن المنافسة الحاسمة التي يمتاز بها الاقتصاد الرأسمالي سوف تهمش القطاع الصناعي وتضعف قدرة الصناعة الوطنية المحلية أمام المستورد وتغيب العديد منها وربما تؤدي إلى انهيارها أمام هجوم الرأسمال العالمي. وهذا ما تحوّل دون نمو البورجوازية الوطنية صناعياً ثم يتم تدمير القطاع الزراعي بعد رفع الدعم الحكومي عنه نزولاً لشروط صندوق النقد الدولي مما يؤدي إلى عدم قدرة المنتجات الزراعية على المنافسة مع الإنتاج الزراعي الأجنبي ويخلق اختلال في الميزان التجاري بين ما يصدره العراق وما يستورده من الخارج وخلق عدم تكافؤ واشتغال قانون القيمة العالمي وطبعاً سيكون لصالح الطرف الأقوى الرأسمالي العالمي ومن خلال ذلك تنشأ بورجوازية طفيلية وفئة من التجار المرتبطين ببعض أجهزة الدولة من أجل رعايتهم كما أن الخصخصة ستحول الاقتصاد العراقي إلى توظيف قطاعات محدودة دون غيرها من تلك القطاعات المكملة لاحتياجات رأس المال العالمي وليس من القطاعات الإنتاجية الأساسية الزراعية والصناعية والصناعية التحويلية خاصة وهذا هو ما ورد في وصفة صندوق النقد الدولي.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بهذا الأسلوب المتوحش يعامل أصحاب الشهادات الجامعية ؟
- الفساد الإداري في العراق
- فايروس كورونا من صناعة الإنسان وليس طبيعياً
- بايدن ووعوده المشؤومة
- مصافحة مع الأستاذ روج نوري شاويس
- بالأفعال وليس بالأقوال تنجز عملية الانتخابات المبكرة
- داعش تدخل إلى بغداد
- ما هو واجب المصلح في مشروعه الإصلاحي ؟
- الخميس الدامي
- ما هي الأسس التي تكون بها العلاقة بين الدولة والشعب ؟
- المطلوب ليس البطاقة البايومترية فقط
- ما هو دور الإنسان في هذا الوجود ؟
- الحكومة صامتة .. والشعب يريد تطمينات
- أين وصل الفساد الإداري في العراق ؟
- رؤيا في أحلام اليقظة
- هل بهذه الطريقة يقيم المبدعون ؟
- الشعب العراقي يحتاج إلى بناء وإعمار واستقرار
- الكاظمي ومشروعه السياسي والاقتصادي المضطرب
- أسباب تفشي الفساد الإداري في الاقتصاد العراقي
- القرار القاطع .. والحذر من الجياع والفقراء والمظلومين الذين ...


المزيد.....




- -أسر غواصة تجسس أمريكية في كمين إيراني-.. هذه حقيقة الفيديو ...
- -سرايا القدس- تقصف مستوطنات في غلاف غزة
- إسرائيل تقوم بـ-تجزئة- غزة.. ومظاهرة جديدة ضد حماس في القطاع ...
- ترامب يلقي -القنبلة-.. رسوم جمركية على دول في مختلف القارات ...
- -أسوشيتد برس-: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قاذفات -بي 2- ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي من موقع في جنوب لبنان: -حزب الله- لم ...
- الأوقاف المصرية والأزهر يحذران من اقتحام بن غفير للأقصى: است ...
- محللون: نتنياهو يضع المنطقة على الحافة وترامب يساعده على ذلك ...
- غزة في لحظة فارقة.. هل تتحرك روسيا والصين؟
- تامر المسحال يكشف آخر تفاصيل مفاوضات الهدنة بغزة


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - رهن أصول الدولة بشركات خاصة يعني الانتقال بالاقتصاد العراقي إلى الخصخصة