أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - شريكة الحكم والدم / ميانمار الجغرافيا العصية على الإتحاد .














المزيد.....

شريكة الحكم والدم / ميانمار الجغرافيا العصية على الإتحاد .


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6805 - 2021 / 2 / 3 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ لم يكن مدهشاً بالطبع ، أن يُقدم الجيش على صنع الانقلاب ، فالتاريخ سجل قبل ذلك خطوة مماثلة ، بل لم تكن المرة الأولى أو أنها فريدة في تاريخه أبداً ، لقد تم قبل ذلك اعتقال رئيسة حزب الرابطة الوطنية الديمقراطية ( أون سان سو تشي ) عام 1990م ، وبعد احتياجات عارمة التى قادها طلبة الجامعات في العاصمة نايبيداو والتى مهدت للانتخابات الشهيرة ، رفض الجيش بعد النتيجة نقل السلطة للحزب المنتخب وقام بخطوة استباقية بوضع أون سو تشي تحت الإقامة الجبرية تماماً كما صنع اليوم ، فالبلد تاريخياً كان منقسم بين من هو موالي لبريطانيا ومن هو تابع لليابان ، وهذا ينطبق على الجيش والمعارضة ، فالجيش قد تأسس على أيدي اليابانيين في زمن الحرب العالمية الثانية ، عندما كانت اليابان تخوض حرباً ضد الجيش الأمريكي ، واليوم بات منقسم بين الحكومة المدنية التى تتلقى دعم من الغرب وتحديداً واشنطن والجيش الذي يحتمي خلف الجدار التى صنعته الصين مؤخراً في منطقة جنوب شرق آسيا، وبالرغم من الصولات والجولات بين الطرفين تمكنت زعيمة المعارضة من حل المجلس العسكري وتولت منصب مستشارة الدولة في عام 2016م .

فضلاً عن الانشقاق المستجد والذي يضاعف بلورة المشهد واكتماله ، إذن ، وهو واضحاً ، لقد أطاح الجيش بسو تشي الملقبة في بلادها بالسيدة ، بعد تحالف وشراكة امتدت إلى أماكن وصلت بارتكاب الوحشية بحق مسلمو الروهنيجا ، بل أكثر من ذلك ، لقد وافقت السيدة تشي على حرمان الأقلية المسلمة وغيرها من المشاركة في الانتخابات الأخيرة التى زعم الجيش بأنها مزورة ، على الرغم أن الأحزاب التى خاضت معركة الديموقراطية وصلت عددها إلى 90 حزباً ، جميعم تنافسوا على 1161 مقعداً ، لكن الحزب الحاكم كان قد أعلن فوزه في أغلب المقاعد والذي سيسمح له بتشكيل حكومة بمفرده ، وهنا تدعونا الوقائع على الرغم من شح المعلومات بسبب بُعد الجغرافيا وغياب الوسائل الاعلام التى جعلت من مصداقية الجيش أو المعارضة في موقع الشك ، لأن الحقائق التى يمكن التحقق منها معدومة وهذا يعود إلى ممارسات الحكومة المعتقلة الآن بتكميم أفواه الصحافة لكي تمرر ما يجري في حق الاقليات ، وبالتالي لم يبقى لنا سوى اللجوء إلى التجارب التى اكتسبها المرء مع الزمن ، بالفعل إتهام الجيش للحزب الحاكم بالتزوير ليس بالافتراء بل هو منطقياً ، لأن بإختصار الحكومة أبعدت عن الانتخابات شرائح واسعة وعريضة من المجتمع وحرمتم التصويت ، بل المستشارة سو تشي فشلت في الدفاع عن الاقليات وصهرهم في بوتقة الدولة ومن ثم فشلت مرة أخرى في وقف الابادة الجماعية التى حصلت أثناء ترؤسها للحكومة ، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك ، عندما رفضت تحميل الجيش مسؤولية جرائمه ، كما أنها سجلت فشل أخر ، عندما أخفقت في توقيف الحروب الأهلية الدائرة في مختلف البلاد .

هناك عبارة للعميد سويفت يقول الشاعر ورجل الدين ( القوانيين مثل بيوت العنكبوت ، تمسك بالذباب الصغيرة ، لكنها تسمح للدبابير بالمرور ) ، وهذه العبارة منطقية من حيث المبدأ ، كما أنها حكيمة ايضاً ، والأمر مع ذلك ، في النهاية ، من يُطلق عليها بالسيدة ، لم تكن بعيدة عن السلطة العسكرية ، فهي اولاً واخيراً تربت في منزل الجنرال أونج سان والدها ، الذي كان له الفضل في تأسيس الجيش لميانمار الحديث ، كما أن والدها الجنرال ترك لها إرث غني من المفاوضات مع البريطانين ، لقد فاوضهم وكان أول من تولى منصب رئيس الحكومة الأولى بعد الاستقلال عن الاستعمار والانفكاك عن الهند ، وبالتالي الجيش عندما قرر الانقلاب على حليفته ، كان بالتأكيد يراهن على بعده الصيني والحائط المنيع التى اقامته بعض الدول مثل كامبوديا والفلبين وتايلاند ، فهؤلاء سارعوا بتميع حدث الانقلاب بقولهم ، بأن ما يجري يندرج في سياقه الداخلي .

لقد رسبت ( أون سان سو تشي ) في امتحان الضمير ، غير أن ، كانت الخطوة الأولى للجيش هي إبراز وحشية عقيدته تجاه العزل من النساء والكهول والاطفال ، لقد تم اغتصابهن وقتلهم وتهجيرهم ونزع حقوقهم في المواطنة ، وبالتالي من الطبيعي أن يتوج قائده ( مين أونغ هلاينغ ) مشروعه العنصري ، بانقلاب يزيح شريكته التى إلتزمت الصمت داخل البلاد على جرائمه واجتهدت بالدفاع عن إرث ابيها في المحكمة الدولية . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع المتواصل بين الديمقراطية الليبرالية والاستقراطية اليم ...
- تونس الجديدة / صراع بين الاخوة الديمقراطيون على مراكز القوى ...
- ماذا يريد نتنياهو من الهند ... بعد الشرق الاوسط والمغرب العر ...
- بعد الشرق الاوسط والمغرب العربي وصولاً لافريقيا ، ماذا يريد ...
- بين القديم والحديث ، عالم يتغير لا يعترف باللبوث ...
- اختيارات الرئيس الأمريكي بايدن دلالة على إستراتيجيته الخارجي ...
- خمسمائة عاماً حتى تمكنت إمبراطورية التاج إقامة دولة اسرائيل ...
- إذا وجد المخرج الجيد يمكن ايجاد عمل مميز ..
- بعد يهودية الدولة تخطو الصهيونية بخطى ثابتة إلى المملكة السل ...
- الربيع الأسود أي زمن هذا ...
- الجميع يتجسس على الجميع ...
- التاريخ فن قبل أن يكون علم / المغرب الأقصى والارتباط التاريخ ...
- فرسان التيار
- الطاقة الإيجابية / بين العقد الاجتماعي والاستعمار والاجتهاد ...
- عدم استقرار المغرب ، فرصة للعبث في شمال أفريقيا ...
- من الضروري للمعارضة العربية مراجعة الطريقة التى تفكر بها ...
- الشعار الأول والثاني والعاشر لجهاز الموساد ( أقتل اولاً ) .. ...
- ها نحن نعود معاً كما حلمنا يا صديقي ..
- البحث عن الهواء النقي ...
- لم يكتفي بملامستها بل كانت لصيقة حذائه ...


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - شريكة الحكم والدم / ميانمار الجغرافيا العصية على الإتحاد .