بلقيس خالد
الحوار المتمدن-العدد: 6805 - 2021 / 2 / 3 - 02:49
المحور:
الادب والفن
مازلنا نحمل / نحتوي قديمنا في الراهن، أحيانا يتقدمنا هذا القديم بِلا إستئذان..
كان والدي يحدثني عن لغة الاشارة.. مثل الذي يمتنع عن ارتشاف القهوة ويضع الفنجان على الأرض..
او تلك التي تضع الملعقة داخل استكانة الشاي..وغيرها الكثير.
وشخصيا من تجربتي الخاصة أرى اللغة الصامتة أكثر جرأة ً وصدقا وأقوى من الكلمات المكتوبة أو الشفاهيات.
توقفت مرارا عند هذه الآيات في القرآن الكريم(فأصبح يقلّب كفيه) (يوم يعض الظالم على يده) ...
تقليب الكفين وعض اليد.. مهما كانت البلاغة فليس بمقدورها أن توصل رسالتها كما توصلها فاعلية الاداء العلاماتي في الايتين...
والجميل ان العلامتين متداولتين..
تذكرت ذلك وأنا احني رأسي امتنانا للبائع..
ذهبنا أجيالٌ ثلاثة : أنا وابنتي وحفيداتي للتبضع من محلات الازياء..
ما أن طرح البائع المهذّب سعراً للبدلة التي اعجبت أحدى حفيداتي..
بشكل عفوي وبهدوء واتزان تركتُ ابنتي وحفيدتي لحريتهما في الشراء.. وصرتُ خارج باب المحل،
سألت روحي: كان سعر البدلة قبل ارتفاع سعر الدولار، أقل من ذلك بكثير؟ وهاهم بحجة ارتفاع الدولار استغلوا..
لينتفعوا برؤوس الناس.
ابنتي على مضض وافقت لترضي ابنتها.
وهنا صدمة التلقي، البائع وبتهذيب عال وبابتسامة جميلة رفض البيع وخاطب ابنتي:
لا يمكن أن أبيع لك ..لأن الوالدة غير مقتنعة بالسعر .. فهي غادرت المحل وبقيت تنتظركما.
كم جميلة فطنة البائع وهو يثمن رفضي المهذب للتسعيرة.
هنا إيماءتي كانت محظوظة.. المرسل اليه التقط شحنتها الاخلاقية.
#بلقيس_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟