أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - الكذّابة














المزيد.....


الكذّابة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6803 - 2021 / 2 / 1 - 20:42
المحور: الادب والفن
    


للنساء فوق السّتين
هل هنّ السبب، أم هم السبب؟
حديث يطول بين باسم ورباب حول وراثة العنف و الفقر، و الزيف .
تقول رباب : أخجل أن أسمي أمي الكذابة بيني وبين نفسي، فهي أمي، لكنها حقيقة تكذب، و الناس تعرف الحقيقة .
يتهامسان، وقد كانا قد تجاوزا سن العشرين حول والدتهما ، يصفانها مزاحاً ب: " الكذابة"، يقلدانها وهي تعيش حالة الفراغ مع والدهما . تقول رباب لأخيها أن أمها تعتقد أنّ والدهما ضحى بالزواج منها لأنه يصغرها بعام واحد إلا شهر ويوم ، يجيبها الأخ بأن أجمل ما في علاقتهما بأنها دائماً تأخذ دور المتحدّث بينما هو يصمت في سره ويبتسم ابتسامة صفراء. لم يصل أبو باسم للستين بعد، وهو يعتبر نفسه شاباً، وفي الحقيقة هو ليس عجوزاً بمقاييس العصر ، لكنّه بالتأكيد قد وصل إلى سن النّضج ، مع هذا فهو يعيش المراهقة كون زوجته أصغر منه بعام واحد إلا شهر ويوم.
أم باسم نشيطة اجتماعياً ، تجتمع النساء عندها في الصّباح ، يدردشن حول حياتهنّ اليوميّة ، و إن لم يأتين في يوم ما تضع كرسياً أمام بيتها فيجتمع النساء و الرجال، ومنهم زوجها، حيث يطيب له محضر النساء ، وتجري الأحاديث حول الحياة العائلية بينما باسم ورباب ينصتان إليها من داخل الغرفة المطلة على الشّارع حيث يفتحان جزءاً من النافذة، وبعد بدء الأحاديث تتبرع أم باسم بالحديث عن علاقتها المثالية مع زوجها، وتتهم النساء المطلقات بأنّهن لم يفهمن حاجات الرّجل، وفيما تقوله: " المرأة الذكية هي التي تحافظ على زواجها و أسرتها ، فالرجل يتعب و يشقى من أجل الأسرة ، مثلاً أبو باسم مرهق من العمل. أحدّثه بكلام طيب ، فنقضي ليلة سعيدة. أعتبر نفسي محظوظة كيف التقيت برجل استثنائي"
تسأل رباب أخاها: هل سوف تكون رجلاً استثنائياً كما والدك؟
-إن التقيت بامرأة استثنائية كأمّي تعتبر أنها تغطي على الفضيحة. البارحة فقط أمسكت به عند باب الدار يقبّل سماهر، ويعطيها مئة ليرة -طبعاً هذا الحديث عندما كان للمئة ليرة قيمة فباسم ورباب اليوم يكادان يصلا الخمسين من عمرهما-
-أمي تعتبر نفسها ذكية عندما أعطت ذهبها لأبي كي يطلّق سماسم بعد أن قضى معها سنتين .
لا أرغب أن أكون مثل أمّي يا باسم . أحبها لأنها تستطيع أن تفدينا بحياتها، لكنّها مزيفة.
-لا أرغب أن أكون مثل أبي . سوف أكون جديّاً . أحترم عائلتي ، لكنّني أعتبر أن أمّي تدافع عن وجودها، وليس عن أبي. نسيت أنّنا نعيش في الغاب. لا أعرف كيف أهرب من هذا المكان . بدأت بالدراسة الجامعية، ولست مقتنعاً بشيْ.
-معك حق . إن رأيت مخرجاً قل لي علني أذهب معك ، وعندما أصبح قوية مادياً سوف أساعد أمي فقط لأن أبي حتى لو صار عمره مئة عام لن يتوقف عن الطريق الذي سلكه.
-سوف تعطيه ما ترسلينه، فلا زالت تعتبر أنّه ضحى بشبابه ، وتزوجها تلك الفتاة العانس في الخامسة و العشرين من عمرها.
هل تسمع أصواتاً مثلما أسمع. أسمع أصوات تقول: حرّية، وأسمع ما يشبه طلق الرّصاص.
-الخبر على المحطات الفضائية . إنهم يقتلون المتظاهرين من أجل الحرية .
بعد خمس سنوات سمع باسم أصواتاً تقول الله أكبر!
عد سبعة أعوام سمع أصواتاً تقول: فداك أمّي و أبي يا رسول الله!
بعد عشرة أعوام سمع أصواتاً تقول : إلا رسول الله!
بعد عشرة أعوام وشهر سمع أصواتاً تقول: لا للحريّة !
أمسك بيد أخته ، بدءا يطويان الأرض و الزمن .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاج الذي أنقذ زواجي
- رغيف الخبز -يوم كنا عايشين-
- مطلوب من السّوري أن يتغيّر
- منقار البطّة
- ألكسي نافالني
- هل يجب أن يكون العالم بدون حدود؟
- رسالة تشارلز ديكنز حول الوباء
- العزلة الطّوعيّة
- التباكي على الضّحية
- يضيف الأدب قيمة إلى الحياة
- جنازة ديموقراطية في دولة دكتاتورية
- قضى هيرودس عقوبته ،وهو قادم
- دموع أمي -مترجمة-
- المثقّف و الثقافة
- همنغواي و الوباء
- يا ليل !
- قدرك هو الموت ربما
- لا مكان لك أيها السّوري بين المعارضة، أو الموالاة
- أيهما أفضل : الإغلاق ، أم عدم الإغلاق في ظل جائحة كورونا
- المدرسة العالمية لطبّ الذكورة


المزيد.....




- شاهد.. -موسى كليم الله- يتألق في مهرجان فجر السينمائي الـ43 ...
- اكتشاف جديد تحت لوحة الرسام الإيطالي تيتسيان!
- ميل غيبسون صانع الأفلام المثير للجدل يعود بـ-مخاطر الطيران- ...
- 80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع ...
- بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب ...
- مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند ...
- كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت ...
- إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
- هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف ...
- كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - الكذّابة