راني ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 6803 - 2021 / 2 / 1 - 09:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دأبت الأنظمة " السنية " العربية منذ عقود على استخدام النظام الإيراني شماعة تعلق عليه تسلطها وخياناتها وفسادها وفشلها وإفلاسها في إدارة أوطانها، وتحقيق تطلعات شعوبها في نيل الحرية والحياة الكريمة على غرار بقية شعوب العالم؛ ونسيت أو تناست أنها لم تكن قبل وبعد قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1979 واحة من الرخاء والازدهار ومنارة للديموقراطية.
فلم تقدم الدول "السنية" المتحالفة مع إسرائيل كالنظام السعودي والاماراتي والبحريني رصاصة واحدة للمقامة الفلسطينية "السنية" منذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948، وعملت الدولة السعودية " قائدة المعسكر السني " على افشال الوحدة العربية بين مصر وسوريا عام 1958, وحاولت افشال الثورة اليمنية عام 1962, وقامت هي والامارات والبحرين بالعمل على إفشال الربيع العربي، وتعمل حاليا معا على افشال الثورة الجزائرية والتونسية وتصفية القضية الفلسطينية.
اما النظام الايراني "الشيعي" او" الصفوي" الذي تعاديه بعض الدول العربية وتحرض شعوبها ضده فقام بدعم المقاومة الفلسطينية ويعتبر من ألد إسرائيل والوجود الأجنبي خاصة الأمريكي في المنطقة، وقام حزب الله ذراعها الأيمن في لبنان بطرد إسرائيل من الجنوب عام 2000، وقامت بالتدخل في اليمن وسوريا ولبنان والعراق دفاعا عن مصالحها ونجحت في استقطاب عشرات آلاف الشباب، حيث سبق أن أقر محمد جعفري القائد السابق لقوات الحرس الثوري الإيراني بوجود نحو مئتي ألف مقاتل من أبناء الطائفة الشيعية العرب مرتبطين بالحرس الثوري وقوات الباسيج ، يقاتل معظمهم إلى جانب النظام السوري.
فهل لو سقط النظام " الشيعي " الإيراني لما باع العرب فلسطين وتنازلوا عن فلسطين والجولان، وطبعوا مجانا مع الكيان الصهيوني، ووضعوا المقاومة الفلسطينية على لائحة الإرهاب العالمي، وألقوا بمعارضيهم بغياهب السجون؟ الأنظمة العربية "السنية" التسلطية الفاسدة التي أدمنت على الحماية الغربية، والتي لم تقدم مشروعا وطنيا واحدا لحماية أوطانها وشعوبها ومقدراتها لا يحق لها ان تنتقد إيران، ولا تستطيع أن تضعفها أو تقوض تدخلها في الشؤون العربية؛ إيران ليست دولة ديموقراطية، لكنها نجحت في التصدي للغطرسة الغربية، وصمدت ودافعت عن مصالحها واطماعها القومية، بينما معظم الدول السنية استسلمت لإملاءات الغرب، وتحالفت مع أمريكا وإسرائيل ضد إرادة ومصالح ومستقبل شعوبها.
#راني_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟