أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سائس ابراهيم - التضامن الأممي المغربي 2|3 مع السالفادور : الطبيب الثائر















المزيد.....

التضامن الأممي المغربي 2|3 مع السالفادور : الطبيب الثائر


سائس ابراهيم
باحث في الأديان

(Saiss Brahim)


الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 29 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف العالم أجمع الطبيب الثائر إرنستو شي غيفارا لكن قلة قليلة من الناس يعرفون "لسان الدين بوخبزة" الطبيب المغربي الثائر الذي استشهد بتاريخ 19 يناير 1987 وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره، حاملاً رشاشه في يد وأدوات التطبيب في اليد الأخرى ضمن صفوف ثوار الفارابوندو مارتي في السالفادور. ه

كيف ومتى تعرفت عليه : في نهاية الثمانينات استدعتني "جمعية العمال المغاربة" في إحدى الدول الأوروبية لإلقاء محاضرة حول "الوضع المأساوي لحقوق الإنسان بالمغرب"، وفي تلك الأمسية التي انحفرت في ذاكرتي وبعد الإنتهاء من العرض والنقاش، تحلق الجميع حول طاولات مليئة ببعض الحلويات والمشروبات، وهناك اقترب مني شاب أنيق وسيم وعرفني بنفسه كطالب طب ثم استدعاني لقضاء الليلة في منزله مع عائلته الصغيرة لتعميق النقاش حول الموضوع ورغم أن الجمعية كانت قد حجزت لي غرفة في فندق وسط المدينة فقد استجبت لدعوته الكريمة. في بيته ترك جانباً موضوع "حقوق الإنسان" وطلب مني الإستماع لسيرة صديق طفولته، مناضل أممي مغربي استشهد منذ مدة قريبة. كان الشهيد هو الطبيب "لسان الدين بوخبزة". فمن هو هذا المناضل الأممي الذي جعلتني الصدفة أتعرف على تاريخه واستشهاده بالصدفة من صديق عمره ؟. ه
كان ميلاد الشهيد لسان الدين يوم 13 شتنبر 1956، بمدينة تطوان في شمال المغرب وهو الابن البكر لأسرة من أربعة أبناء، تولى أبوه مهنة القضاء وانتهى عضواً في المجلس الأعلى للقضاء. ه
بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في الطب العام، وبعد فترة انتظار ليست بالطويلة، شد الرحال في اتجاه أوروبا لاستكمال دراساته المتخصصة، كانت البداية بسويسرا، ثم فرنسا التي قضى فيهما المدة الأطول أثناء وجوده في أوروبا، حيث اشتغل طبيبا في مجموعة من المستشفيات لكن حركته شملت أقطارا أوروبية كثيرة مثل إسبانيا، بلجيكا، هولندا واليونان… غير أن الحدث الأبرز في هذه الرحلة كان لقاؤه بمواطنة سويسرية " ساندرا أوستيت" ه
OSTET Sandra
وهي من أبّ إيطالي وأم سويسرية ومناضلة نشيطة في مجال الدفاع عن السلام ومناهضة الحروب. وقد لعبت دوراً رئيسياً في حياته حيث أسهمت في إدخاله إلى منتديات الأنشطة المرتبطة بالنضال الأممي في نصرة الشعوب التي تعاني ويلات الاستعمار والتدخل الامبريالي خاصة في أمريكا الوسطى والجنوبية وهي التي دفعته للإنخراط في واحدة من أشهر المنظمات الإنسانية الدولية، هي : "منظمة أطباء العالم" ه
Médecins du monde
التي كانت منظمة ذات نفَس تقدمي يحمل رسالة تحررية، ولم تكن ذات نفَس إنسانوي ضيق مثل "أطباء بلا حدود" التي كانت ذات نفس يميني. ه
وبعد حصول الغزو الصهيوني للبنان التحق لسان الدين بقواعد "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في سوريا ولبنان لتلقي دورات تدريب مكثفة حيث كانت "الجبهة الشعبية" حينها مركز ثقل تعاطف عربي وأممي وكانت دورات الشهيد التدريبية في قاعدة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة "حوران" جنوب سوريا، وبعدها في قواعد عسكرية مختلفة في لبنان في البقاع وصيدا وبيروت. ه
وبعد سقوط بيروت خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان عاد "لسان الدين" إلى أوروبا وإلى حبيبته ساندرا وعلى الرغم من حبهما الشديد وعلاقتهما الإنسانية الراقية اتخذ لسان الدين قراره بالالتحاق بأمريكا الوسطى. ودعها وأخبر عائلته في رسالة بأنه مُقدِم على خوض تجربة إنسانية أخرى دون تفاصيل. وسنة واحدة بعد سفره، أصيبت ساندرا بالسرطان، لتغادر هذا العالم بهذا المرض وعرف "لسان الدين" خبر وفاة حبيبته برسالة وصلته من من صديق عمره. حدث هذا قبل سنة واحدة من استشهاده هناك. ه
انتقل لسان الدين إلى السلفادور عن طريق نيكاراغوا، القاعدة الخلفية لثوار السلفادور حينها في عام 1984، ملتحقا بِـ "الحزب الثوري لعمال أمريكا الوسطى". ه
El Partido Revolucionario de los Trabajadores Centroamericanos (PRTC)
أحد المكونات الأربعة لجبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، الإطار الجبهوي الذي قاد الثورة هناك.
ترقى الشاب الطبيب القادم من المغرب بسرعة في صفوف الجبهة ليصبح قيادياً فيها، بسبب أخلاقه الثورية العالية. وبالإضافة إلى تفانيه في مهماته الثورية، تكلف بالمدرسة التكوينية داخل جبهة الفارابوندو مارتي. ه
بتاريخ 19 يناير 1987، قامت قوات الجيش السالفادوري و"فرق الموت" ه
Les escadrons de la mort
المدربة والمؤطرة والموجهة من المخابرات الأمريكية بشن حملة عسكرية دموية على مدينة غوازابا (التابعة لمحافظة العاصمة سان سالفادور) ومحيطها
Guazapa
بعد محاصرتها بدونا ماء ولا غذاء ولا دواء لعشرات الآلاف من المدنيين الذين اضطروا لأكل حشائش الغابات. حينها كان الشهيد لسان الدين قائداً مسؤولا عن تلك المنطقة، وكعادته لم يكن يُلْزِمُ من هم تحت إِمْرَتِه ِبالخروج والذهاب للاستطلاع، حتى يتسنى للمجموعة التي توجد معه من المقاتلين والمدنيين الحصول على ما يسد رمقهم، فخرج بنفسه للاستطلاع مع دورية صغيرة، وهناك تم عزله وتصفيته. "حكاية استشهادة مروية من طرف رفيقته "مارغريتا" المناضلة الأممية الباسكية التي كانت موجودة معه أنذاك". تضيف باكية بعد حوالي 30 سنة من الواقعى لأحد الصحافيين : "مثل هؤلاء لا ينبغي أن يُسمح لهم بالموت هكذا. إنهم بأخلاقهم الثورية والإنسانية أشبه بمن بلغ الكمال". هذه المناضلة التي كانت تشتغل ممرضة في بلاد الباسك في إسبانيا قبل التحاقها هي الأخرى بالجبهة في السلفادور... ه
احتجزت القوات الحكومية جثمانه ودفنته في مكان خاضع لسيطرتها. ولم يكن كافيا أن تعيش عائلة الشهيد محنة تلقي خبر استشهاده، بل إنها لم تسلم من يد أجهزة النظام الملكي المغربي العميل التي سارعت للتحقيق مع والده حين تم العثور على جواز لسان الدين في السلفادور، حيث جرى التنسيق مع الأجهزة الأمنية المغربية عن طريق المخابرات الأمريكية مما عرض الأب وبافي الأسرة لإرهاب ومضايقات مخابرات الحسن الثاني السفاك. ه

ما أشبه استشهاده بظروف استشهاد القائد الأممي تشي غيفارا في بوليفيا. نفس الظروف تكررت بطريقة مأساوية.. ه



تنبيه : تقويم لما جاء في مقالي السابق "التضامن الأممي للمغاربة : فلسطين أولاً" : "تعرف الأوقاف المغربية ـ الجزائرية - التونسية الموجودة بالقدس بفلسطين بأوقاف أبي مدين الغوث. وهي عبارة عن ممتلكات محبسة على المغاربة والجزائريين والتونسيين المجاورين بالقدس. كما ينص على ذلك رسم التحبيس المؤرخ بشهر رمضان سنة 720 هجرية (1320 ـ 1321 ميلادية) والمسجل بالمحكمة الشرعية بالقدس تحت عدد 194 صحيفة 395". ه
فهي بهذا "مغاربية ثلاثية" وليست "مغربية" فقط. أشكر بكل حرارة القراء المحترمين الذين نبهوني إلى اللبس الحاصل في مقالي. ه

لمزيد من التفاصيل يرجي الرجوع إلى مقال مكمل في جريدة "هسبريس المغربية" لعبد الإلاه المنصوري. ه



#سائس_ابراهيم (هاشتاغ)       Saiss_Brahim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضامن الأممي للمغاربة 1/3 فلسطين أولاً
- الْمَغْرِب وَإسرائيل اسْتِعْمَارَان اسْتِيطَانِيَان
- هَلْوَسَاتُ كَاتِبِ الْقُرْآنِ فِي قِصَّةِ الْخَلْقِ
- لَا تَرْقُصُوا طَرَباً فَبَايْدَنْ لَيْسَ مَسِيحُكُمُ الْمُخ ...
- مُحَـمَّدْ السَّادِسْ وَنَهْبِهِ الْمَجْنُون لِلشَّعْبِ الْم ...
- النَّهْجُ الدِّيمُوقْرَاطِيُّ الْمَغْرِبِيُّ وَإِلْغَاءِ حُر ...
- تَخْرِيفُ كَاتِبِ الْقُرْآنِ فِي حِسَابِ مُدَّةِ خَلْقِ الْك ...
- حراك جماهيري لكنه مطلقاً غير ثوري
- مَا بَيْنَ زُوَّارُ الْحِوَارِ الْمُتَمَدِّنِ وَحُجَّاجُ الْ ...
- إلى شعب مصر عُمَّالْ وَفَلَّاحِينْ وِطَلَبَة ... دَقَّتْ سَا ...
- فلاسفة الماركسية الكبار، المرأة وإحصائيات الحوار المتمدن (2)
- يا فرج فوده، ها هو الإسلام يخرج مدحوراً من المونديال
- أُسْرَةُ وَسِيرَةُ كَاتِبِ الْقُرْآنِ وَكَذِبِ التَّارِيخِ ا ...
- الأمبريالية تسعى لإنقاذ الدواعش في سوريا
- هل مات قثم بن عبد اللات مسموماً أم منتحراً ؟
- الشَّبَقُ الْجِنْسِيُّ عِنْدَ قَثْم بْن عَبْدِ اللَّات
- دفاعاً عن حق تقرير المصير والإستقلال للشعب الريفي
- من يدفع الجزية للأمبريالية عن يد وهو ذليل صاغر ؟ مملكة الشر ...
- إنهم يقتلون الأطفال بتشريعات محمد وإلاهه
- إلاه محمد والقسم، محاولة فهم متواضعة


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سائس ابراهيم - التضامن الأممي المغربي 2|3 مع السالفادور : الطبيب الثائر