|
تعثُر وإندِثار دور المملكة المتحدة ..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6801 - 2021 / 1 / 28 - 15:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعثر وإندثار دور المملكة المتحدة بعد خروجها من الإتحاد الأوروبي و إصطدامها مباشرة في مشاكل خطيرة وكانت اقواها الجائحة جرثومة كورونا .بعد تأثر بريطانيا من "تمحور " الكوفيد المُعدى مما ادى الى نزاعات داخلية قد تُعيدُ الساعة الى الوراء والقراءة لتداعيات وازمات الخروج السريع "بريكسيت" وبداية الحديث عن بروز تصدع حقيقي لمواجهة الجائحة الصحية الأن وربما الإنغماس لاحقاً في مستنقع غموض سلطة المملكة المتحدة التي أرعبت البشر والمحيطات معاً . هل نحنُ امام أفول وزوال شمس الأمبراطورية الساخنة !؟. لذلك علينا العودة قليلاً الى قراءة سقوط مشاريع وهمية .""إستقالة الموظفة لدى حفيدة العصر الفيكتوري الذي يرفض المشاركة "" . يجب ان يعلم الجميع وقبل اي شيئ عن الفكر البريطاني الإستعمارى الذي لم يترك فترة من الزمن إلا ولهُ ايادى وعبيد ومراكب وبواخر وأساطيل لا تنقطع عن الإبحار في الإتجاهات الأربعة بحثاً عن مستعمرة قد يجدها خُدام الملكة فيكتوريا التي سادت في عهدها النظرية التى أضحت واقعاً الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. من امام مبنى الرسمي للحكومة البريطانية في "دوانينغ ستريت 10" ، اعلنت السيدة رئيسة الوزراء البريطانية "ماى تيريزا" عن إستقالتها من منصبها بعد مرور ثلاثة أعوام من النقاش الجاد والموضوعي في حقيقة فرض سياسة جديدة على المملكة المتحدة. من باب احترام جيران بريطانيا العظمى، حول تقبل الإنفتاح والمشاركة أسوة بالأنظمة الأوروبية الجديدة او الحديثة العهد، في ترسيم السياسات الجماعية للقارة العجوز ،ومن المعروف لدى الجميع حب القادة الأنجليز في عدم فتح الأبواب للأخرين في مشاركتهم الاّراء حول كيفية الهيمنة والسيطرة على اوروبا وربما ما وراء المحيطات، كل ذلك لم يغيب عن ذهنية وعقلية من مروا على المملكة التي لا تريد سوى المثابرة على نهج الفرادة في التحكم السياسي الداخلي والخارجي على حد سواء. إذا السيدة الثانية بعد تاتشر زعيمة حزب المحافظين التي كانت قد شاركت في انتخابات طويلة المدى في عضويتها داخل حزب المحافظين وبعد خدمتها في الحكومات المتعاقبة ولها تجربة طويلة في معرفة كل شاردة وواردة داخل المملكة المتحدة حيث ادت واجبها كوزيرة داخلية في حكومة "ديفيد كاميرون" سلفها قبل فوز الذين طرحوا موضوع "بريكسيت"، او الخروج البريطاني من السوق الأوروبية الذي على ما يبدو للجميع بإن الموضوع اكبر من ان يُقال عَنْهُ السياسة الخارجية لبريطانيا ، حيث لا تقبل في ان يُفرضُ عليها فتح ابوابها امام جموع كبيرة من "المهاجرين واللاجئين"، في العقود الأربعة الاخيرة. التي تخللها تبديل واسع على الساحة الدولية حتى وصلت الأزمات الى السوق الأوروبية المشتركة وطالت المملكة المتحدة برغم عزلتها عن اليابسة في الجزر العائمة تحت غيوم وشتاء دائم ، وإرتباطها مع بقية الدول الأوروبية عبر معابر ضخمة في "المانش"، مع غريمتها فرنسا ،وألمانيا، لما لهما تاريخ طويل من العداء والحروب ، وذلك متداول حول السيطرة والهيمنة والنزعات في قيادة اوروبا، لكن موضوع الإنتخابات الاخيرة في البرلمان الأوربي الذي ادى الى فوز اليمين المتطرف في كل من بريطانيا حيث حقق "نايل فاراج" تقدماً ملحوظاً في إنتصاره ودفاعه عن خروج بريطانيا من السوق الأوروبية دون قيد او شرط ، مما عجل في فتح الأبواب اما ماى تيريزا في الإسراع بتقديم إستقالتها من رئاسة الوزراء ومن قيادة حزب المحافظين نتيجة الخسارة الديموقراطية المفرطة، كما ان فازت احزاب اخرى في البرلمان الاوروبي لها نفس النزعة العنصرية السريعة في الخروج من السوق الأوروبية وإقفال المعابر في وجوه من يُرِيدُ ان يدخل الى القارة العجوز ويفرض عليها مسارات ومساومات في خصوص الحياة العامة .وهناك العامل "الديني الإسلامى"، الذي صار اساساً ورقة حسابات كبيرة تجمع احزاباً أوروبية كبرى كتبرير في سياساتها الداخلية وإلتقاؤها واتفاقها في العداء التام مع الوافدين الجدد الذين سوف يغيرون نمط الحياة اليومية في اوروبا،وقد إشتدت حِدة العداء للنزوح الجديد نحو اوروبا في فرنسا وكادت زعيمة حزب جبهة الوطنية في فرنسا "ماريان لوبن "،ان تحقق فوزاً خارقاً اثناء الانتخابات الفرنسية الماضية،وكان لها شعار عنصري في طرد كافة الواردين الى السوق الأوروبية بلا هوادة او مهادنة او معاهدة، كذلك في النمسا، وبلجيكا، وهولندا، في العودة الى إستقالة ماى تيريزا حيث من المتوقع ان يخوض غمار التنافس حول خلافتها في مقر "داونينيغ ستريت 10 "، وزير خارجية بريطانيا السابق وصاحب فكرة الفوز الكبير في بريكسيت "بوريس جونسون"، الذي سارع الى تقديم ترشحه للقيادة خلفاً للسيدة التي "ذرفت الدموع " بعدما ضاعت كافة فرصها في خدمة بلادها حسب تعبيرها اثناء تقديم استقالتها مودعة المنبر الإعلامى في وجه حزين ومنكوب وعاجز على تقديم اى جديد لكى تستمر في منصبها. تختفي تحت نظرات السيدات الأربعة "الملكة فيكتوريا"، التي ساد في عهدها الغوص في بحار مجهولة حول نهب وسرقة الشعوب الفقيرة، والملكة" إليزابيت" التي "أوصدت ابوابها في إحكام بغيض " اثناء قوة الجبارين السوفيتية والأمريكية ، "ومارغريت تاتشر" السيدة الفولاذية التي قالت عندما إندلعت حرب "الفوكلاند الجزر الارجنتينية "، إننا نحنُ من إبتدعتا فكرة الامم المتحدة لكى نفك مشاكل الدول، والسيدة" ماى تيريزا "، لعلها وقعت ضحية العصر الحالى في تجاذبات ليس لديها خبرة طويلة في تخطيها. كما ان هناك وزير الخارجية الحالي "جيرمي هانت "، من كبار المرشحين وعينه على المنصب الشاغر منذ اللحظات الاولى للفراغ الذي احدثته صاعقة الإستقالة المتوقعة والمدروسة جيداً، ومن الأقوياء الجدد الذين يطمحون في الفوز بالمنصب إياه وزير الداخلية الحالى "ساجد جاويد "، الذي تعود اصوله الى الاسلام وقد اعلن مراراً عن طموحه في الوصول والتغيير اذا ما حالفه الحظ في نيلهِ ثقة الملكة إليزابيت . لكن الحزب العمالي المعارض تحت قيادة حكومة الظل المتوقعة لم يقدم الامين العام الحالى "جيرمي كوربن "، ورقة واقعية تخوله إختراق وإنتهاز الفرص في الوصول الى قيادة البلاد التي يجب ان تحظى اولا وأخيراً في وجهها الإستعمارى والنظرة الدائمة ان تبقى الامبراطورية التي لا تغيب عنها انوار الشمس. لعل حزب العمال له رأي ونظرة مختلفة في السياسات الخارجية خصوصاً في مسألة ومبدأ أحقية عودة فلسطين الى أصحابها ولجم دور اسرائيل في التطاول على جيرانها ، عصام محمد جميل مروة ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وحشية جلالة -- كورونا التاسع عشر -- ..
-
إعادة تمحوّر وتفاهم الأفرقاء .. على أُسسٍ طائفية و مذهبية ..
-
بحث وإنقاذ عّبَث الجمهورية اللبنانية ..
-
عن الديموقراطية التي أرادها ترامب .. للدول الخليجية بعد المؤ
...
-
شناعة رُعاة البقر ..
-
سذاجة العرب مَكَنت ترامب .. في تبديد وتوزيع اراضيهم ..
-
أمين الجميّل -- الرئاسة المقاوِمة -- ..
-
تأجيل وتأخير التشكيل الحكومي في لبنان .. إنعدام رؤية وطنية و
...
-
تقليد إلزامي لحضور عِظة الميلاد ..
-
قِمم امريكا السابقة مع ازمة الإنتقال للسلطة ..
-
عندما تتفتح الياسمينة و تُنتِجُ ثورةً ..
-
أهمية عقد مؤتمر باريس الدولى من اجل حّلٍ .. للقضية الفلسطيني
...
-
نواقص و نواصب ضد مهمة ترشّح المرأة في الإنتخابات العامة ..
-
مفهوم الإرهاب برعاية أمريكية ..
-
محطات في حياتي .. أرصدة جديدة للمفكر .. كريم مروة ..
-
المحافظون والإصلاحيون .. من الثورة والى الثورة المضادة .. إي
...
-
نهضة اليسار من كبوتهِ
-
زنابق منشورة على كافة أرجاء الوطن .. الشهداء الشيوعيون لا ير
...
-
الزاد في تُراثِ فيروز
-
فرنسا الضحية والجلاد .. العِقاب يُسَبِبّ الإرهاب ..
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|