أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - برحيلك الفوضوي (ترامب) تنفس العالم الصُعَداء














المزيد.....

برحيلك الفوضوي (ترامب) تنفس العالم الصُعَداء


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 6799 - 2021 / 1 / 26 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رحل الأرعن ترامب عن السلطة بشكل فوضوي غوغائي، ليتنفس العالم الصعداء؛ فهو - وعلى لسان الرئيس الجديد بايدن - أسوء رئيس عرفته أمريكا والعالم، لأن مبادىْ الجمهورية صارت تواجه خطراً جسيماً بسبب الانقسامات التي تفشت إبّان حكمه غير الرشيد، والانشقاقات التي مزقت النسيج الاجتماعي والسياسي، فجعل بجهله المركب الأكاذيب الفاضحة، القسوة الفجة والكراهية من أبرز سمات فترة رئاسته، وكان بامتيازٍ الفاشي الذي كبح الحريات، وأهان قدسية المؤسسات، وتجاوز وعطـّل القانون بأحكام ارتجالية سرعان ما كان يتراجع عنها.
رحل ترامب (ابو الفاينات) ولم يترك سوى أفعال مجنونة، قدر كبير من الغرور وتغريدات متواصلة طفولية، حاقدة، غاضبة وغير واقعية لأنه كان مزيجاً غير منسجم من الخوف والكراهية، أحلاماً مريضة بكوفيدا الحقد، ولحظات بالغة الخطورة، كتفكيره الطفولي في استخدام المطهرات، وأشعة الشمس لعلاج كوفيد/19، أي إرثا شيطانياً ثقيلاً يصعب إصلاحه على المدى القريب، إرثاً جعل المفاهيم تتغير بحسب أهوائه لتكون في المستقبل (الترامبية) نهجاً وسياسة لمؤيديه ومناصريه، والدليل ما توعد به ترامب من مدرج الطيارة قائلاً: "سنعود بشكل أو بآخر"، وبحسب قناعتي الشخصية لم يكن ذلك الوعيد سوى كذبة فاضحة تعود عليها ترامب لحفظ ماء الوجه.
من جهة أخرى قد يكون وعيده ضمنياً؛ أي الإشارة إلى تتبع نهجه، لأن مسألة عودته إلى سدة الحكم ضربٌ من الخيال، كونه معزول الآن، وغير قادر على إمتاع جمهوره، ولا يستطيع تصدر الأخبار في أمريكا وفي العالم فقدْ فقدَ قدراته كنجم في تلفزيون الواقع للتحكم بالأخبار.
رحل ترامب الفاشي الذي أشعل التوترات العرقية في أمريكا والعالم، وشجع الحروب الثقافية والغوغاء بأقبح صورها. ترامب اللا إنسان الذي أمر بفصل الأطفال اللاجئين عن عائلاتهم، هو ترامب مهندس الخيانة (صفقة القرن) الذي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتل، وشرعن كأحكامه الصبيانية الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة محققاً بذلك للكيان الصهيوني المغتصِب مكاسب كانت بعيدة المنال على صعيد التطبيع الكامل مع دول عربية لم تكن طرفاً مباشراً في الصراع العربي - الإسرائيلي.
أ لم يكن (بايدن) من السياسيين الأمريكان الذين صوتوا لغزو واحتلاله؟! إن هذا المكسب المصيري الخطر اثنى عليه الرئيس الجديد جوبايدن ومنذ اللحظات الأوَل من تسنمه مقاليد السلطة في أمريكا، رغم خلافه الكبير مع ترامب لأنه لا رئيس لأمريكا إلا أن يكون مختوماً صهيونياً، وبحسب رأيي المتواضع لن يكون بايدن إلا صهيونياً اسراميكياً جديداً، وربما يفوق سابقه قسوة وتهوراً.
من هذا المنطلق، ونزولاً على الحديث النبوي الشريف (لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين) علينا ان لا ننغر مرة أخرى بكلمات بايدن البراقة يوم تنصيبه لأنها كانت رسائل اطمئنان لشعبه دون غيرهم، وسيكون بايدن في القادم من الأيام الأمين على الاستمرار بالمشاريع التهويدية، وعلى نهج غريمه ترامب، لأن هذا النهج وبحسب العقلية السياسية الأمريكية أثبت فاعليته في تحقيق أهدافهم الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والأخبار ما بعد التنصيب تؤكد ذلك، منها توعد بايدن الجارة إيران بأقسى أنواع الرد في حالة قيام إيران بأي عمل عسكري ضد المصالح الأمريكية في المنطقة! لذا بات لزاما، ومن موقع المسؤولية أن لا نتحامق أكثر من ذلك، ولنتوقع شرقاً أوسطاً جديداً على وشك الولادة؛ نتيجة تلك التحولات والانقلابات الصاخبة، وستكون أولى ملامحه مسار التطبيع، ونمو دور الكيان الصهيوني المحتل في المنطقة برغم انف الجميع.
برغم صعوبة الموقف، والتداعيات الخطيرة التي ترافق هذه التغييرات القسرية في المنطقة، وبرغم التحديات المصيرية وجب علينا وبكل همة أن نمهد لمشروع نهضوي بحجم المرحلة كي لا يسرق مستقبل أمتنا العظيمة؛ لذلك نحتاج لأكثر من جهد أوله وأعمقه توحيد الخطاب لتأسيس مرحلة نعيد بها هيبتنا بين الأمم، والسعي لتوظيف اختلافاتنا المحمودة كي لا يكون سبباً للتحارب والتناحر بيننا بل سبباً لاحترام قيم بعضنا لأننا سنحتاج يد العون والمساعدة، وأيام أخرى سيطلب منا مد يد العون... هكذا هي الحياة بأبهى صورها الإنسانية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الاحتجاجات والانتفاضات من سبيل للعيش الكريم؟
- أقلامنا لساننا وسلاحنا بوجه التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيو ...
- التنمر هو المعيار وقول الفصل في السباق الرئاسي الأميركي
- الدول العربية ما بين التطبيع والتطويع
- سفارة أم قاعدة لإذلال وإرهاب العراقيين؟!
- (نوبل)، جائزة لمن هو الأسوء في العالم
- الفن رسالة إنسانية ودعوة للتسامح ونبذ التطرف
- معسكر الانبطاح العربي وبطولات السلام الوهمية
- (بيروت... شيما) ما بين التضليل والحقيقة المفقودة
- آيا صوفيا... ايقونة سلام ما بين الشرق والغرب
- قرار ضم (الضفة) ترجمة عملية لصفقة القرن الخيانية
- الحوار الإستراتيجي وصاية أميريكية جديدة على العراق
- ترامب مُنَظِّر العنصرية، وزاهق روح الإنسانية
- اليوم وغداً يا قفاص العصر (ترامب)
- الصلاة من أجل الإنسانية
- في ظل جائحة كورونا؛ العالم إلى أين؟
- العدوى العاطفية سبيلا لتعزيز الطاقة الايجابية في حياتنا
- (كورونا) والرهاب الصيني المفتعل أمريكياً
- ترامب (قفاص) القرن وطبّاخ الصفقات المشبوهة
- انهيار سلطة الصدفة الكارتونية في العراق


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - برحيلك الفوضوي (ترامب) تنفس العالم الصُعَداء