أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الإرهاب يعود من جديد وسياسيو الكتل نائمون!!















المزيد.....

الإرهاب يعود من جديد وسياسيو الكتل نائمون!!


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 6799 - 2021 / 1 / 26 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد بدا واضحاً لنا بأن النظام السياسي في العراق قد فقد هويته وصفاته السياسية، مستبعداً كل المحددات الدستورية والقانونية ولايمكن تعريفه هل هونظام ديمقراطي دستوري ؟ أم نظام إسلامي سياسي؟ أم نظام ذات تركيبة ليس لها شكل أو طعم أو أي معنى من المعاني السياسية فهذا النظام خليط عجيب غريب من أشباه السياسيين، وأشباه الوطنيين بالحدود الدنيا وأشباه المؤمنين بالقيم الدينية والأخلاقية وهكذا أُريد للعراق وشعبه بأن يتحكم فيه اللصوص والسراق وسياسيو الصدفة والإنتهازية، ولو بدأنا من رأس السطر لوجدنا التغيير الذي حصل في نيسان 2003 م لم يلبِ رغبة الشعب الحقيقية نحو إعادة البناء وإقامة العراق الجديد -عراق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فعندما تم إسقاط النظام الدكتاتوري بواسطة الولايات المتحدة وحلفائها، لم يكن هناك أي إتفاق حول طبيعة النظام السياسي وكيف سيكون، وهنا بدأت حكاية الآلام والمآسي والصراع الدموي بسبب تشابك الخطط والستراتيجيات الأمريكية التي توزعت بين الاحتلال وبين مجاراة الأنظمة الديمقراطية المعاصرة ذات الطبيعة الليبرالية وكان الهم الأكبر هو النظر إلى الشعب العراقي وتقييمه من قبل الأجانب، فكان تقييمهم بأنه شعب جاهل وليس له تأريخ أو إعترافهم بوجود دولة متكاملة تم تأسيسها في عام 1921 بعد ثورة شعبية عارمة ثورة العشرين ولكنها سرعان ما إنهارت بسبب إرتباط حكامها إجبارياً بالأستعمار والعمل لصالح أنظمتهم الرأسمالية وبعد ذلك سادت الأنظمة الدكتاتورية والأنظمة الشمولية التي تبعتها. وأمتثال الحكام الأجانب الجدد لنصيحة المستعمرين السابقين (البريطانيين) بسياسة (فرق تسد) هي الأفضل للسيطرة على (الحصان الجامح) وهوالعراق وشعبه وليد الحضارات والتأريخ الطويل الذي يعود إلى آلاف السنين صاحب الثورات والإنتفاضات ضد من يظلمه. لقد كان ديدن السياسيين المعارضين من حاملي الفكر الليبرالي والديني السياسي المتزمت والقومي المتعصب الذي همه الذات والقومية في حين من كان معارضاً من الديمقراطيين واليساريين لايستطيع الإرتباط بجهات أجنبية دولية أو إقليمية أو يلبي متطلباتهم في الحفاظ على مصالحهم، ومع كل ماتقدم فالحسابات إنقلبت بعد أن توقع العراقيون بأن الولايات المتحدة سوف تعمل ومن خلال قوتها الاقتصادية والعسكرية وتأثيرها السياسي، كحليف حقيقي للعراق بإعادة بناء العراق بعد التدمير المستمر، وتساعد على إعادة دور وتفعيل مؤسسات الدولة ليكون نموذج ممتاز في منطقة الشرق الأوسط للديمقراطية والحرية والتقدم والبناء، ولكن ما حصل منذ العام 2003 عام السقوط كان مخيب للآمال بعد شرعنة الاحتلال وتكوين طبقة سياسية فاسدة كانت تدعي المعارضة لصالح الشعب وتكون مثالاً للنزاهة والحرص والحفاظ على أموال الشعب، ولكن من المخجل أن هذه الطبقة السياسية كانت تتسابق نحو النهب والسلب وتكوين مليشيات تابعة لها وتدافع عنها وأمريكا بإعتبارها المسؤولة عن ذلك لأنها هي التي أحتلت العراق ودمرت البُنى التحتية ولم تستطع بأن تأسس البديل عن النظام الدكتاتوري السابق المعادي للشعب. وبدلاً من إجراء محاكمات صحيحة وقانونية لكشف آولئك الذين دمروا الوطن، إختصرت الإتهامات على قضايا ليس لها أهمية مقارنة بقضايا الإبادة وإغتيال وتعذيب وقتل المعارضين وإستخدام الأسلحة الكيمياوية وتغيير الخرائط السكانية أوالكشف عن أسباب الحرب العراقية الإيرانية وإحتلال الكويت وسياسة الفرد الواحد والحزب الشمولي والأضرار التي نتجت عن هذه السياسية. وبعد تشكيل الهياكل كمجلس النواب والمؤسسات الدستورية وغيرها والتي كانت حسب قول الشاعر (علمُ ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح مُحرف) هكذا كانت تجري الأمور تحت الاحتلال. وبنفس الوقت برزت ظاهرة الصراع الطائفي الشيعي -السني في عامي 2006-2007 وتحول إلى صراع وقتال دموي تسبب بقتل الآلاف وتم تخريب المدن وإزداد التدخل الأقليمي والدولي وإنقسم المجتمع إلى من يوالي المليشيات الإيرانية ومن يوالي السعودية ودول الخليج وتركيا وأصبح إعادة البناء والدولة الديمقراطية المعاصرة في خبر كان بل تبخرت كل أحلام الشعب العراقي بعد أن تحول الفساد إلى قوة هائلة وشبكة غطت البلاد مرتبطة بالحكومة العميقة. ثم إدخل العراق وشعبه في حرب دموية مع الجماعات المسلحة الإسلامية بمختلف أسماءها القاعدة وتفرعاتها وتنظيم الدولة الأسلامية في الشام والعراق والدخول بقوة إلى المدن العراقية دون مقاومة وإحتلالها وإرتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسان -وبحق البشر على إختلاف إنتماءاتهم، وبحق الحجر وتدمير الذاكرة التأريخية العراقية، ومنذ إحتلال العراق من قبل الإرهابيين تكونت العصابات وإرتكبت الجرائم من خلال التفجيرات والإغتيالات المستمرة. وبعد مرور ثلاث سنوات من إحتلال داعش عادت أمريكا وحلفائها من جديد للتنسيق مع الجيش العراقي لطرد الدواعش وإستعادة المدن وضواحيها. ولكن داعش والقوى الإرهابية لم تنتهِ بعد إندحارها والقضاء على قياداتها فبقيت فلولها متفرقة جاهزة لمن يدفع الأموال للقيام بعمليات عسكرية وتفجيرات مع بقاء فكرها التكفيري ونشره، وهكذا نرى حقيقة مؤكدة عندما تكون الطبقة السياسية وأجنحتها في حالة إحتراب وصراع يكون الأمن الوطني مهدد وتكون الظروف مهيئة لشن الغارت والعمليات التدميرية ولكن ضد من؟ ضد الشعب العراقي بالتأكيد ضد الفقراء والبسطاء، وعندما إنتفض الشعب وفي المقدمة الشباب المنكود في إنتفاضته المجيدة في تشرين 2019 وجهت له النيران وقُتل المئات وجرح الآلاف وإغتيال العشرات وخطف قسري والخ وإستعمال أساليب القمع والتعذيب والإعتداءات التي يندى لها جبين الإنسانية، فالشعب لم يسكت وإستمر يقاوم بكل الوسائل السلمية من وقفات إحتجاجية وتظاهرات وإعتصامات وأسقط أكثر من حكومة. ولكن الأزمة أعمق وهي معقدة على كل المستويات والتي أنتجت واقع اللادولة، دولة المليشيات وأحزاب الإسلام السياسي والقومي. لقد تنفست الطبقة السياسية الصعداء بعد حصول جائحة كورونا وبضغوط مستمرة على الحكومة وعلى المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات، إستطاعت أن تؤجل موعد إجراء الانتخابات المبكرة إلى شهر أكتوبر. وبسبب قانون الانتخابات الذي كرّس تعدد الدوائر ومحاولة تفتيت القوى الناخبة وكذلك عدم ضمان نجاح العملية الانتخابية أذا سلكت الطبقة السياسية المهيمنة نفس السلوك السابق فالمؤشرات تدور حول حالات الولادات الجديدة للأحزاب التي جاءت من رحم الأحزاب الفاسدة نفسها. وعدم وجود بلورة حقيقية تمثل مطالب الشباب أولاً والشعب بكل شرائحه ثانياً. الحكومات السابقة والحالية لم تستطع تنفيذ برامجها بالرغم من علو الضجيج حولها وكالعادة برنامج السيد رئيس مجلس الوزراء -الكاظمي لم ينفذ فيما يخص المحاور الساخنة 1- ملفات الفساد ورؤوس الفاسدين 2-نزع السلاح من المليشيات وحصره بيد الدولة 3- لم ينفذ كشف قتلة المواطنين الناشطين ومحاكمتهم 4-لم يعالج الأوضاع الاقتصادية المتأزمة وإرتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة العراقية فأزداد التضخم فضلاً عن القروض الداخلية والخارجية وهيمنة مايريده صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من شروط للقروض 5-التردد في إتخاذ القرارات بشأن الوضع الأمني كما حدث مؤخراً مع إرتكاب جريمة الإنفجار المزدوج في وسط بغداد -ساحة الطيران حيث تراجع رئيس مجلس الوزراءعن إقالة المسؤولين الأمنيين. 6- إستمرار هيمنة المليشيات الموالية لإيران وغير الموالية في الهيمنة وتشكيل أحزاب مسلحة، فلازال الوضع الأمني هش وأغلب الأجهزة الأمنية مُخترقة 7- التراجع عن موعد إجراء الانتخابات وتأجيله. فالشعب العراقي مُحبط ولايرى بارقة أمل لأجل التغيير الحاسم نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية. لقد أثبتت الكتل السياسية وأحزابها تخلفها عن ركب التقدم وبناء دولة المساواة دولة العدالة الاجتماعية، وبسبب ما تحمل من رؤى وأفكار لاتصلح ولاتنسجم مع التطور لم يلمس الشعب من مجلس نوابه أي تمثيل حقيقي ولاينطبق عليه بأنه صوت الشعب ولم نسمع صوته أو موقفه الحاسم تجاه العملية الإجرامية في وسط بغداد بل سياسيو الكتل نائمون. والآن لنقول بصراحة 1-بأن العملية السياسية التي جرت في العراق بالرغم من الهالة التي أحيطت بها فهي فاشلة في تحقيق إعادة البناء بسبب بناءها على قاعدة المحاصصة الطائفية والسياسية والإثنية أولاً و ضياع مليارات الدولارات وسرقتها ثانياً.
2- إستيلاء قوى الأسلام السياسي على السلطة والدولة 3-جميع البرامج أو المناهج الحكومية فشلت ولم تحقق ما يريده الشعب فيما يخص مكافحة البطالة والفقر والفساد وإرساء قواعد القانون وتعزيز دور الدستور في البلاد 4-الاقتصاد العراقي ضعيف وريعي ومنخور بسبب الطبقة الفاسدة 5-المليشيات أصبحت البديل عن السلطة الأمنية 6- لاتوجد توجهات حقيقية نحو إنجاز العديد من القوانين التي تخص معيشة الشعب وحرياته 7- تراجع الإلتزام بحقوق الإنسان 8- إزدياد واقع السجون تدهوراً 9- التفنن في أساليب التعذيب لإنتزاع الإعترافات من المواطنين 10- حرمان المتظاهرين من حرية التعبير 11- لم تتحقق الوحدة الوطنية ولازالت الطائفية تلعب دوراً في تمزيق وحدة الشعب وضياع هويته 12- لم تحدد السياسات الخارجية مع دول الجوار وكذلك الدول العظمى والمؤسسات الدولية والأمم المتحدة . فهناك من يريد ربط العراق بأية دولة مثل إيران وإتباع سياستها وتحمل مشاكلها بإعتبار العراق وإيران يحملون نفس المذهب الديني .فضلاً عن توقف خطط التنمية الصناعية والزراعية وإعادة تأهيل القطاع الخاص وإنعاش الطبقة الوسطى التي تمّ تدميرها وأهم من كل ما ذكر هو ضعف القضاء والعمل على تسيسه.



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعذيب ومشروع قانون مناهضة التعذيب في العراق
- تأملات وتحليلات لمناسبة حلول العام الجديد 2021
- الإنتفاضة مستمرة وشعلتها لاتنطفئ !! كفى قتلاً لشباب إنتفاضة ...
- لابدّ من تفكبك المنظومة السياسية الطائفية الفاسدة لأجل التغي ...
- الشعب الأمريكي يحسم نتائج الانتخابات لصالح بايدن!
- لكي لاننسى
- إنتفاضة تشرين في ذكراها السنوية .....والتحديات القادمة!!
- الدولة وهيبتها......والدولة العميقة ح3 والأخيرة
- الدولة وهيبتها ....والدولة العميقة ح2
- الدولة وهيبتها......والدولة العميقة ح1
- قوى التغيير والإصلاح في مواجهة الطبقة السياسية المتنفذة
- أتعلمُ أم أنت لاتعلمُ بأن جراح الضحايا فمُ
- مشروع قانون مناهضة العنف الأسري بين الرفض والقبول
- سلاماً لبنان ....سلاماً بيروت
- الانتخابات المُبكرة وغياب مجلس النواب عن المشهد السياسي !!
- الحراك الجماهيري الجديد ومسؤولية الحكومة المؤقتة
- رئيس الحكومة المؤقتة بين مطالب الشعب وبين سيطرة الكتل السياس ...
- ثورة 14 تموز المجيدة في ذكراها الثانية والستين !
- قانون الإقتراض المحلي والخارجي بين عجز الموازنة وبين الفساد ...
- سيادة القانون وسلطة الدستور


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الإرهاب يعود من جديد وسياسيو الكتل نائمون!!