احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 6798 - 2021 / 1 / 25 - 14:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاستثمار في الصحة بدل المساجد والمآتم، هو السبيل للإفلات من الانهيار القادم...
بعد عقد من الزمن، قد نشهد أوبئة وربما كائنات غامضة تهدّد حياة البشر، ولن يكون بإمكان الدول التي اعتمَدت صرف الملايين على بناء المساجد الكبيرة، المُزخرفة بالذهب والفسيفساء للتباهي، إلا أن تكون تحت رحمة الدول الصناعية التي تحتكر اللقاحات...
وإذا كانت دولنا المستهلكة للدواء اليوم تشتكي من تأخر لقاحات فايزر، فمن يعلم بعد غد، لن تكون محظوظة بتوفر اللقاحات المبتكرة لأوبئة قد لا تكون صينية هذه المرة فقط،فقد تأتي من ديار مختلفة ومن بيئات فقيرة وقذرة ومن تسربات لمختبرات غير آمنه مندول فقيرة التقنية تغامر بحياة البشرية...
ازرعوا مساجد بهذا العدد وانشروا، بين كل مسجد ومسجد مسجد...تجاهلوا بناء المختبرات والاستثمار في البحوث العلمية، وركزوا على الأبحاث التراثية واللسانية، ثم ابحثوا عن لقاح للمجهول القادم خلال السنوات القادمة...
هذا العالم لم يعد آمنًا بوجود دول مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران تتستر على فضائح التسربات العشوائية من مختبرات ومعامل غير آمنة...لذا ليس بمستبعد أن تباغتنا جائحة أشد فتكًا من كورونا ونحن غير مستعدين لأننا لم نقتحم مجالات البحوث العلمية، ولأننا مشغلون بالرهان على أنظمة قديمة مهترئة لم تعد صالحة في لهذا العصر الذي فيه العالم لم يعد بأمان وثمّة أخطار تهدّد الصحة والاقتصاد والاستثمار...
اقتصادنا ومحاولاتنا لتنفيسه، تعتمد على التجريب والتشوهات وعدم الكفاءات، ومحاولات الإنقاذ بالحقن والديون وبيع السندات، لن تجدي خلال العقود القادمة عندما تتفجر البراكين المرضية بكلّ حقول ومجالات الحياة من دون أن نكون مستعدين للمواجهة...
إذا كانت أوروبا وأمريكا ضربها إعصار كورنا وثملت من هول الصدمة، ما هو حالنا نحن عندما نتلقى ضربات المجهول وما زال اقتصادنا السلاح الأمضى في هذا العصر لدى الدول المتقدمة، في بلادنا يترنح تحت ضربات انخفاض أسعار النفط وفرض الضرائب في زمن الركود الذي يحتاج للتحفيز وليس للتضييق...إذا كانت سياساتنا المالية تجريبية وخططنا بناء مساجد أكثر من مختبرات...ماذا نتوقع؟
الانهيار قادم لامحالة، لن يرحم دول تستثمر في بيوت قديمة بحجة التراث ومعابد ومآتم ومساجد وحتى مقابر ومغارات مشكوك في تاريخها، أكثر مما تستثمر في مختبرات علمية؟
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟