أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - ترامب وانصاره ..سحابة صيف ام تيار جديد؟















المزيد.....

ترامب وانصاره ..سحابة صيف ام تيار جديد؟


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 6797 - 2021 / 1 / 24 - 17:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انتهاء تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن تحت اجراءات امنية مشددة تطلبت اغلاق العاصمة واستدعاء الحرس الوطنى ، وذلك بعد رفض الرئيس الامريكى المنتهية ولاياته "دونالد ترامب" الاعتراف بنتيجة الانتخابات المنعقدة فى نوفمبر وسط حملات اعلامية من الجانبين وتراشق بالاتهامات تتراوح بين التزوير وانتهاءا بالتعدى على قيم الديمقراطية والتشكيك فى النظام الانتخابى الامريكى وزعزعة قيم الديمقراطية الامريكية
وكما تابع العالم الصراع المحموم نحو البيت الابيض طوال العام الماضى ، والذى شهد تكتلا اعلاميا ضخما وراء بايدن ، بدءا من كبريات القنوات والصحف الامريكية التى اعلنت رسميا انحيازها له ، وانتهاءا بشبكات التواصل الاجتماعى التى تحكمت بشكل توتاليتارى فى التغريدات والتدوينات التى تحمل وجهة نظر مضادة ، بل وحتى شبكات الافلام المدفوعة مثل امازون برايم التى انتجت جزءا ثانيا من الفيلم الشهير "بورات" للممثل اليهودى المعروف " ساشا باروخ كوهين" للسخرية من ترامب ومؤيديه وللتحفيز فى رسالة مباشرة فى نهاية الفيلم من اجل التصويت لترامب .
الامر الذى استمر بعد الانتخابات وادى الى اغلاق كافة حسابات الرئيس الامريكى قبل انتهاء ولايته واغلاق مئات الصفحات التابعة لمؤيديه . مما اثار العديد من التساؤلات والمخاوف حول حقيقة دعم تلك الشبكات ومدراؤها واصحابها لقيم الديمقراطية وحرية التعبير والمحاضرات المماثلة التى تتلى علينا ليل ونهارا فى دول العالم الثالث عبر نفس تلك الشبكات
الامر الذى يستدعى التحليل والذى جذب انتباه العديدين هو كيف تمكن دونالد ترامب بخطابه الشعبوى من الحصول على اصوات 70 مليون ناخب امريكى ؟؟.. كيف تلقى كل ذلك الدعم رغم كل تلك الحملات الاعلامية الممنهجة ضده؟.. هل حقا مؤيدوه هم حفنة من WASP المتشددين العنصريين الفاشيين فقط؟... وان كانوا كذلك فهل يبلغ عددهم 70 مليون مواطن؟...
لسنا هنا فى مجال تقييم رئاسة دونالد ترامب ، ولكن فى مجال تقييم هذا التيار الجارف الذى خلفه والذى شهدناه يصلى على ابواب مراكز الاقتراع ليفوز ترامب.. الذى كون عدة مظاهرات عارمة فى مختلف المدن وخاصة العاصمة واشنطن ليظهر رفضه لما يدعى انه تزوير فى نتيجة الانتخابات.
ارتكز خطاب ترامب الشعبوى على عدة اتجاهات :
1- امريكا امة قادرة على البقاء مستقلة عن الناتو واوروبا العجوز
2- رفض الصوابية السياسية
3- قدرته على دفع الاقتصاد ونجاحه فى ذلك تمثل فى انخفاض ارقام البطالة وهو الاهم للرأى العام الامريكى
4- امريكا قادرة على فرض ارادتها على الصين وروسيا
5- الدفع مقابل الحماية لممالك الخليج وغيرها
6- رفض التدخل فى حرب عسكرية واسعة والاعتماد على الاستجابة العسكرية العنيفة للحفاظ على السيطرة الامريكية على الساحة السياسية (اغتيال قاسمى مثالا)

خطاب يتجاوز الحسابات الايدلوجية المعتادة ولا يعتمد على التمايز المعتاد بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى ، ولا يعير بالا لمصطلحات اليسار الجديد والصوابية السياسية و اقصى اليمين ...الخ . خطاب ينطلق من متطلبات جناح واسع من الشعب الامريكى اعتاد ان تكون السياسة الداخليه هى ميزانه الرئيسى .
كانت محاولات ترامب هى محاولة لاحياء الحزب الجمهورى من سبات عميق منذ بوش الاب .. حيث فى حقبة بوش الابن كانت احداث سبتمبر وحرب العراق هى محور الثمان سنوات التى قادها بوش الابن وانتهت بكارثة اقتصادية فى 2008 .
التزم الحزب الجمهورى منذ السبعينات برعاية متطلبات حركة الاحياء الدينى وخاصة الكنائس المعمدانية والبروتستانية الكبرى فى الجنوب ، ودعم الصراع من اجل محاربة الاجهاض وايقاف زواج المثليين ومكافحة الاجهاض .....الخ، بجانب تدعيم الليبرالية الاقتصادية وتقليل تواجد الدولة فى داخل سوق الاعمال وتخفيض الضرائب على رؤوس الاموال وتسهيل حركتها . احدثت تلك التحركات تمايزا كبيرا عن الحزب الديمقراطى الذى تميز بدعم الاقليات والحريات المختلفة وجزءا من تدخل الدولة لدعم الطبقات الفقيرة وغير المشتغلين
استمر هذا التمايز سنوات الثمانينات والتسعينات حتى خمد التمايز تحت شعار الحرب ضد الارهاب وساهمت انكشاف الحقائق المتعلقة بالحرب على العراق وخاصة ضغوط بوش الابن ونائبه تشينى على وزير الدفاع آنذاك كولين باول ورئيس الوزراء البريطانى من اجل تزييف الادلة المتعلقة بالبرنامج النووى العراقى ودعم القاعدة من اجل ايجاد شرعية للحرب فى ضرب مصداقية الحزب الجمهورى وصعود نجم الحزب الديمقراطى الذى رشح امريكيا من اصل افريقى واب مسلم الى منصب الرئيس ، بل واستمر الحزب الجمهورى فى الانحدار " من وجهة نظر مؤيديه المعتادين" بترشيح ميت رومنى المنتمى الى طائفة المورمون فى 2012
لم يأت ترامب من فراغ بل سبقه تكون حركة "حفلة الشاى" فى الحزب الجمهورى فى محاولة لاعادته الى النسق المعتاد حيث طالب أعضاء هذه الحركة بخفض الضرائب وبتقليل الديون القوميّة الأمريكيّة وعجز الموازنة الفيدراليّة خلال تقليل الإنفاق الحكوميّ.. وصِفت حركة الشاي بأنها حركة تأسيسيّة مكوَّنة من خليط من الليبراليّين والشعبويّين اليمينيّين والنشطاء المحافظين.وتشير بعض البحوث ان اعضاء الحركة يصوتوا فى الكونجرس كحزب ثالث اكثر يمينية. وكانت تلك الحركة احتجاجا رئيسيا ليس ضد سياسات اوباما المنتمى الى الحزب المنافس بل ضد ضعف قيادات الحزب الجمهورى نفسه .
هكذا وجد ترامب آذانا صاغية مكنته من حسم الترشح فى الانتخابات الداخلية للحزب الجمهورى فى 2016 لصالحه ، واخطأت هيلارى كلينتون خطأ جسيما بعدم قراءة صعود ترامب القراءة الصحيحة وتعاملوا ان الانتخابات محسومة لصالحها ، بل وكما اثبتت استطلاعات الرأى فيما بعد ، تقاعس الناخبون المؤيدون لها عن النزول للتصويت مما مكن ترامب من الوصول لسدة الرئاسة .وقد تجنب الحزب الديمقراطى ذلك الخطأ بعد 4 سنوات حيث اصر على اعتماد التصويت بالبريد واطلق حملات دعائية متتالية من اجل حث الناخبين على التصويت مما احدث فارقا فى انتخابات 2020.
حرص ترامب طوال 4 سنوات على اتباع سياسات جناح حركة "حفل الشاى" والتعبير عنها بقوة فى مختلف قراراته وسياساته الداخلية والخارجية مما مكنه من كسب مزيد من الشعبية واعادة البريق الى الحزب الجمهورى ، وتمثل ذلك حتى اللحظة الاخيرة فى اختيار قاضية محافظة متشددة "ايمى كونى" كخليفة للقاضية الليبرالية "روزا باركس" ، حيث مثلت ايمى باسرتها الكبيرة والتزامها الاخلاقى لمحاربة مسائل الاجهاض والمثلية النقيض المباشر لروزا
ان ترامب ومناصريه لم يكونوا ابدا سحابة عابرة فى صيف السياسة الامريكية ، بل تيار يضعف ويقوى ، وان صحت الانباء الواردة عن اعتزام ترامب تأسيس حزب ثالث ، فسيكون حزب له ثقل وسيكون لاعب حاسم فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس خلال عامين



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من خطاب تنصيب 2024
- القومية المصرية..الحقائق والأساطير
- الاخوان وصياغة الرواية البديلة
- نحو صياغة قومية مصرية
- مستقبل داعش..الفكر والتنظيم
- معسكرات تأهيل وليس الدية
- الأشبين
- الحاكمية عند الشيعة
- حزب التحرير.. المنسى فى الاسلام السياسى
- من قتل السياسة فى مصر؟!! -2-
- احمد خالد توفيق...وداعا
- من قتل السياسة فى مصر؟!!
- من اجل القلعة
- الخروج من عباءة فايمار المصرية
- الامير المصرى
- ثورة بلا قضية
- موعد مع الرئيس
- كوكب العقلاء...مصر
- لماذا لا يحب الجمهور مجلس طاهر ؟
- من اجل تاريخنا يا د. محسوب


المزيد.....




- الانتخابات التشريعية الفرنسية: أبرز تصريحات المسؤولين السياس ...
- بعد هبوط اضطراري.. مسؤول تركي يرد على ما أثير حول رفض تزويد ...
- فرنسا.. سحب عبوات مشروب غازي شهير لاحتوائها على مادة كيميائي ...
- مارك روته يحث الهولنديين على دعم أوكرانيا قبل توليه قيادة ال ...
- تجمع مياه الصرف يهدد سكان خان يونس
- دول أجنبية تدعو رعاياها لمغادرة لبنان
- ماكرون يدعو إلى توحيد الصفوف ضد اليمين بعد نتائج حزبه السيئة ...
- -كتائب شهداء الأقصى- تستهدف جنودا إسرائيليين بعملية مركبة عن ...
- الماكرونية.. عهد الارتباك والانكفاء
- إعلام عبري: متظاهرون من الحريديم يرشقون سيارة وزير الإسكان ا ...


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - ترامب وانصاره ..سحابة صيف ام تيار جديد؟