مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6797 - 2021 / 1 / 24 - 11:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ لا تحتاج الاحتجاجات الأخيرة في تونس جهداً كبيراً أو عناءً لكي يتمكن المحلل من تفسير مقاصد المتظاهرين ، لماذا تظاهروا . بل فعلهم ليس سوى مرآة صادقة تعكس جوهر الحال الذين يعيشونه ، وبالرغم من نجاح السياق السياسي في تونس إلا أن الظروف المعيشية باتت لا تطاق ، توسعت البطالة ، والرغبة بالهجرة لم تعّد تقتصر على الفقراء ، بل بات الغني يبحث عنها قبل الفقير ، والفقر أصبح مناخ سائد بين أغلب شرائح المجتمع ، بالاضافة لتدهور الدينار مقابل الدولار ، لهذه كل هذه العوامل بالتأكيد ستؤدي ببساطة لخروج الناس إلى الشوارع تطالب بإسقاط من أوصلهم إلى حافة إنهيار الدولة ، وبالتالي ليس صحيحاً أن الهدف من التظاهرات هو فقط التخريب مع أن قد يكون هناك عناصر أو مجموعات لديها النوايا الشريرة في أخذ البلد إلى المجهول وعلى إيقاع الجار الليبي ، لكن تظل الطبقة السياسية وحدها من تتحمل الفشل التى فشلت أن تكون بديلاً لنظام أبن علي ، وهذا الفشل له دلالات كبرى ، لأن عدم قدرة النظام الديمقراطي الحالي انشاء اقتصاد ناشيء ، باختصار يهدد الديمقراطية الناشئة وسيعيد عقارب الساعة إلى الوراء ، بل في تقديري الشخصي ، التظاهرات التى حصلت تُعتبر قرعاً للأجراس على غرار تلك التى قرعة أيام زين العابدين .
في المقابل ، للمراقب أن يتتبع خلفيات ثانية محسوسة لهذه المستجد ، إذنً من الخطأ للبعض الاعتقاد بأن العرب يخضون وحدهم معارك الديمقراطيات ، بل أثبتت الانتخابات الأمريكية الأخيرة أنها معركة البشرية جمعاء ، وقد إنتهت الولايات المتحدة الأمريكية للتو من معركة تاريخية لم يشهدها العالم من قبل ، وبالتالي ما هو غائب عن سياسيو تونس ذلك الفارق العميق بين بكين وواشنطن ، لأن الصينيون صحيح استطاعوا صناعة اقتصاداً مزدهراً لكنهم لم يخروج من دائرة الاستبداد وهذا كفيل في أي ازمة سياسية أن تعيد البلاد إلى الماضي .
وبمعزل عن ضحالة قراءة السياسين لغضب الناس في تونس ، نقول باختصار لقد دخل النظام التونسي الحالي في دوامة الصراع على مراكز القوى ، لم يتح له الفرصة بإنشاء مؤسسات دولة تعتمد على الكفاءة وبالتالي ، من الصعب للتونسي الشعور بالكرامة والامن والحرية طالما النظام غارق في متاهات التمركز الحزبي . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟