أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - لبنان، للخروج من الطريق المسدود














المزيد.....

لبنان، للخروج من الطريق المسدود


فؤاد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 6797 - 2021 / 1 / 24 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سنوات والعديد من الصديقات والأصدقاء، الناشطات والناشطين في دوائر الحركات التغييرية نتبادل الرأي ونشارك في لقاءات ومؤتمرات وجلسات عصف فكري، وننشىء المجموعات وهيئات التنسيق والجبهات لدعم الثورة وإيصالها إلى بر الأمان.
لم يبق كلام لم يقال ولا فكرة لم تُمحّص وتقلب على كل الأوجه. ولا دعوة للتنظيم والتوحيد والائتلاف لم تُتابع.

يمكن الاستنتاج بأن المسألة كلها لم تعد محصورة في مناقشة برنامج أو رؤية أو خطة إنقاذ أو خارطة طريق. كل تلك النقاشات أصبحت برأيي مستهلكة وهي قد حصلت وتحصل وأصبح التكرار فيها غير مفيد.
لقد قيل كل ما يجب أن يقال في توصيف الكارثة التي ألمت بشعبنا والمصيبة التي حلت ببلدنا.
التشخيص أصبح واضحاً للجميع، والمرض معروفاً، والحل لن يخرج من جعبة قائد أو مفكر أو محلل أو ناشط، ولا من كواليس مجموعة أو جبهة أو ائتلاف. لا علاج سحرياً مطلوب اكتشافه، ولم يعد مجدياً المزيد من العصف الفكري أو البحث عن حلول في اجتماعات ماراتونية (حصل منها المئات) ولا في ثنايا الكتب والمقالات.

هناك شبه إجماع على أننا وصلنا إلى القعر، والمطلوب واحد وهو انتقال سلمي للسلطة تُفرِج عنه المنظومة الحاكمة الفاشلة والعاجزة والتي استنفذت كل حيلها وألاعيبها.
العطب معروفة أسبابه، وهو وجود عصابة تقاسمت السلطة منذ نهاية الحرب الأهلية فأحرقت والتهمت الأخضر واليابس ونهبت كل ما يمكن نهبه وأمعنت في تمزيق المجتمع وفي تفكيك الدولة. ليس المطلوب، بعد كل الهوان والعذاب الذي تجرعه شعبنا، أقل من تنحي تلك المنظومة عن السلطة طوعاً أو قسراً، وتسليم السلطة لحكومة انتقالية موثوقة بصلاحيات تشريعية استثنائية، تتصدى لمهمة الإنقاذ ولمهمة التحضير لانتخابات نيابية تفرز مجلساً نيابياً جديداً ينتخب حكومة تقوم بإخراج البلاد من القاع الذي وصلت إليه.

لذلك، برأيي فإن التركيز ينبغي أن يكون على صيغة محددة مثل "مجلس وطني للإنقاذ" يجتمع على رؤية واضحة وضوح الشمس، وعلى تعريف للثورة بأنها ثورة تحت سقف الدستور والقانون ضد الطغمة الحاكمة التي داست بأقدامها الدستور وأمعنت بانتهاك القوانين وتخريب المؤسسات. كما يجتمع هذا المجلس على تحديد وسائل الضغط الشعبي وسبل تأطيره وتوجيهه نحو مزيد من الفعالية من دون اللجوء إلى العنف.
مجلس وطني للإنقاذ (أو سمّه ما شئت)، يضم نخبة من الكفاءات النزيهة التي تتمتع بالثقة والمصداقية، يمكن أن تنبثق منه، في الظرف المؤاتي، تلك الحكومة الانتقالية العتيدة بصلاحياتها التشريعية الاستثنائية والتي لن تعدم وسيلة لمعالجة كل الملفات العالقة تحت مظلة الدستور، ولن ينقصها القدرة على اتخاذ القرارات الشجاعة.

عندما كنا نطرح فكرة تشكيل مجلس وطني للإنقاذ (أو هيئة وطنية عليا للمعارضة)… كان الاعتراض هو على آلية انتقاء أو اختيار الأسماء، وأغلب المعترضين كانوا يطرحون فكرة انتخاب الأعضاء، لا فرضهم "من فوق".. لا بأس ما المانع من الانتخاب، ترشيحاً أو ترجيحاً؟ تبين لاحقاً أن الانتخاب لم يتحقق في الساحات ولا في المناطق ولا داخل المجموعات. لماذا؟ الجواب معروف سلفاً: الانتخاب يفترض وجود مؤسسات ديمقراطية ورقابة واتفاقات مسبقة. وبما أن الطموحات لا حدود لها والتواضع ليس من شيم الطامحين، لم يحصل انتخاب ولن يحصل في مدى منظور.
لكل ما سبق، من المرجح أنه لن يكون هناك اعتراضات وجيهة على أسماء شخصيات ذات تاريخ ناصع. يوجد في لبنان وبين اللبنانيين في الداخل والخارج المئات من الشخصيات الكفؤة والنزيهة ذات الكف النظيف والفكر الخلاق وبعد النظر، التي من السهل أن يتشكل حول بعضها شبه إجماع إن لم يكن إجماعاً كاملاً.
المطلوب ليس حكومة "ثورية" ولا حكومة خارقة حارقة، بل حكومة قوية، قوتها في حياديتها، في شجاعتها وفي استقلالها عن المنظومة السلطوية بالكامل وعن الأحزاب "الثورية" المتنافسة في نفس الوقت، وفي تمتعها بثقة الداخل والمجتمع الدولي.

طالما أن المنظومة السياسية بكل أطيافها تقول إنها حريصة على اتفاق الطائف، فهذا سيسهل مهمة الحكومة الانتقالية، عندما يحين وقتها، بإعلان إنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية التي أخرت تشكيلها حكومات التحاصص الطائفي. هذه نقطة قوة يمنحها الدستور لأية حكومة وطنية للإنقاذ. استكمال تطبيق دستور الطائف يشكل تغييراً حقيقياً في الحياة السياسية يتمثل باحترام الدستور وتنفيذه من دون الحاجة لمؤتمر تأسيسي يعيد النظر في كل شيء ويمكن ألا يتوصل أبداً لتغيير حقيقي لأسباب يعرفها الجميع..



#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزاحة منظومة الفساد في لبنان كأولوية!
- النوادي العلمانية في لبنان، مؤشر للتغيير أم عارض في موت النظ ...
- الانتفاضة، قيادة أو لا قيادة؟
- بولا أخطأت، لم تخطئ؟
- إئتلاف مدني أم تحالف يسار في لبنان؟
- في ضرورة بلورة قواسم مشتركة لقوى التغيير في لبنان
- تخبط المعارضة في لبنان وتكرار أخطاء 2015
- تقييم أولي لتحرك الأحد الماضي
- الشيوعي في مواجهة أزماته
- المعركة الثقافية السياسية
- دعوة للنقاش: السيادة أولاَ أو الإصلاح؟
- سبعة، حزب أم منصة؟
- مراجعة نقدية للتحركات الاحتجاجية في لبنان
- هل يتحكم الشيعة بالنظام اللبناني، وكيف؟
- النظام الطائفي والإصلاح المحظور
- المعارضة في لبنان إلى أين؟
- قطب معارض كبير، هل هذا ممكن؟
- المعارضة جنوبا، بين الماضي والمستقبل
- المعارضة جنوبا، وعموما، عندما تلعب لعبة السلطة
- صوت واحد للتغيير


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد سلامة - لبنان، للخروج من الطريق المسدود