تعالي

عاصي علي عفارة

الحوار المتمدن-العدد: 6797 - 2021 / 1 / 24 - 01:28
المحور: الادب والفن
    

وقالت: ضمني
وكان بيننا
جبل وواد وبحر
ودول بشعوب منهكة
بقهر وذل وجوع
ضمني ضمني
أنا أجمل امرأة في العالم
أنا الألطف
وأنا التي تمشط الريح شعري
بأسنان النسيم
متعبة أنا
ياحبيبي متعبة
وجدراني مهدمة
وخائفة خائفة
من وحشة الروح
مد الزمان يديه
تهدل قلبي
وغارت عيناي
والطريق طويل
وموحش موحش
ضمني ليرتفع القلب
وتبرق عيناي
ويعشب الطريق
عانق جروح الأمس
وابتسامة اليوم
وفرح الغد
حاصر وجعي
بطيبة يديك
أنقذني من احتمال الوحوش
خذني إليك
لاتدع ياسميني يهطل
في سماء الآخرين
عانق سراب الروح
أشعل شراييني
بذرة حب
ضمني ضمني
يكاد الصقيع يأكل من دمي
ضمني
أنا التراب
ياشجرة العمر
ياغابة تستظل بها الروح

تعالي تعالي
قلت:
ولاتفري فرار الريم
فلست ثعلب الحكايات
ولست ذئب الخطيئة
هذا العالم قاس ياحبيبة
قاس
بما يكفي لأنكسر
مريض
بما يكفي لأموت
تافه
بما يكفي لأرحل
ولاشيء يجبرني على البقاء
سواك
وجودك يكفي
لأسجد للرب ألف عام
وألف أخرى
وأطيل السجود
فتعالي تعالي
أتعبني هجرك
ومشيت إليك
حتى نزف الطريق دماء العابرين
اشتقتك
حتى نزفت دمائي
وجرت دموعي في الشرايين
والقلب الفتي شاب
وانهار عن عمر البنفسج
تعالي لمرة
أضمك عمرا
أنا العاشق الأوحد
وكل حب دوني سراب
فجميع العشاق هواة
هم لايدركون
أن الحب
هو مابعد الرعشة
مابعد اهتزاز الدم في الأوردة
مابعد انفكاك الجسد عن الشهوة
مابعد ركود الدم
في شرايين حقيقة الخلق
مابعد سكون العواصف
في غابات الشوق
مابعد عكاز انحناء الظهر
مابعد التراب
تعالي
أعانق صوتك الممزوج
في لغة الشحارير
ودفء هديل الحمام
تعالي أعانق سراب صوتك
لأغرق في الدفء
وأطرد مليون سنة من الصقيع
عل العصافير
تعود إلى رشدها
تعالي أضمك
بحرف من شوقي
بكلمة من حنيني
بجملة من حياتي
وبلغتي التي تعود فتية
بعد كل لقاء
لغتي التي تتنقل
من غصن الى غصن
وتحلق أعلى وأعلى
ولاتخون الشجرة
سأعانقك ياحبيبة
لأشعل ما استطعت
من قناديل روحك
سأهدم قصر دموعك
وأبني لك عالما من الفرح
سأضمك دمعة
وأطلقك ضحكة
ضحكة تهز عروش الكآبة
وتحول ساحات العالم
إلى مهرجانات فرح
تعالي تعالي

#عاصي_علي_عفارة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات