مصطفى عنترة
الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 12:00
المحور:
حقوق الانسان
ينتظر أبناء المغاربة في المهجر خطاب العرش القادم لإنصافهم من عملية الإقصاء من المشاركة السياسية في الانتخابات القادمة، وهو الإقصاء الذي تضمنه قرار الأغلبية الحكومية إثر معطيات تقدمت بها وزارة الداخلية وانتهت إلى تأجيل هذه المشاركة إلى انتخابات 2012.
وقد خرج الحزب الاتحادي للدفاع عن هذا القرار تحت مبررات سياسية غير مقنعة، فيما استغلت بعض الفرق السياسية داخل المعارضة البرلمانية هذا الأمر للتنديد بقرار الإقصاء الذي مس أبناء الجالية في المهجر، مع العلم أن أحزاب الأغلبية الحكومية كانت أول من صفق لمضمون خطاب 6 نوفمبر 2005 الذي أعاد فيه الملك محمد السادس حق المشاركة السياسية لأبناء المغاربة في المهجر، إضافة إلى أن البعض من هذه الأغلبية نظم لقاءات مع العديد من الفاعلين المدنيين والسياسيين في الضفة الأخرى وفتح منابره الإعلامية للحديث عن قضايا الهجرة والمهاجرين.. !؟
وتعقد الجمعيات المدنية التي تنشط داخل حقل الهجرة آمالا على خطاب العرش من أجل رد الاعتبار سياسيا إلى أفراد الجالية خاصة أن دورها الاقتصادي عرف منذ بداية القرن تزايدا تؤكده أرقام العائدات من العملة الصعبة... هذا الوضع جعل المغاربة في الخارج في وضعية شاذة حيث يتم الترحيب بمساهمتهم في اقتصاد البلاد وبالمقابل يتم حرمانهم من المشاركة في القرار السياسي.
لكن تفيد بعض المؤشرات أن الدولة تسير في اتجاه إعطاء الأولوية للمجلس الأعلى للمغاربة المقيمين بالخارج الذي جاء به خطاب 6 نوفمبر 2005. هذا المجلس الذي ينتظر منه أن يقدم الحلول الناجعة لمعالجة المشاكل المرتبطة بملف الهجرة ويجتهد في بلورة الإجراءات الكفيلة بإعادة الثقة للمغاربة في الخارج وحثهم على المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية، وأيضا يكون بمثابة همزة وصل بين المنظمات غير الحكومية الدولية والسلطات المعنية في القضايا التي تهم هذا الملف.
ونعتقد أن الوظيفة المرسومة لهذا الإطار لا يمكنها أن تتحقق بالشكل الإيجابي إلا إذا حرصت الدوائر العليا المكلفة بهذا الملف على اختيار أسماء لها مصداقية وأهلية وكفاءة للتمثيل داخل هياكل المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج.
فأول امتحان لهذا الإطار الجديد ستكشف عنه تركيبته البشرية خاصة أن بعض وسائل الإعلام خلقت لنا في السنوات الأخيرة عناصر متورطة هناك في ملفات خطيرة ( اختلاس الأموال..). وقد سبق للبعض منها أن تصدر صفحات العديد من المنابر الوطنية والدولية ( بلجيكا، ألمانيا..) مع العلم أنها تقوم بتحركات في صور متعددة ( سياسية، أكاديمية، علمية، مدنية..) من أجل كسب ثقة ورضا الدوائر المتحكمة في سلطة القرار السياسي ببلادنا في أفق التمثيل داخل المجلس الأعلى للجالية المغربية في الخارج وتغيير الصورة المرسومة لها من قبل الرأي العام...
مما لاشك فيه أن خطاب العرش سيتناول قضية المشاركة السياسية للمغاربة المقيمين بالخارج في الانتخابات القادمة، لكن لا نعتقد أن خطاب الملك سيتعارض مع قرار الحكومة على اعتبار أن الملك هو الرئيس الفعلي للوزراء وأن المعطيات التي بني عليها قرار التأجيل ذات صبغة أمنية، كما أن مصالح القنصليات والسفارات بأوربا على سبيل المثال شرعت في تصريف هذا القرار في لقاءاتها مع الفاعلين المدنيين بالخارج.
#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟