راني ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 11:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاء التقارب بين حماس وسلطة رام الله واتفاقهما على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بعد تسابق الحكام العرب في الهرولة لتل ابيب، وقدوم إدارة أمريكية جديدة، وتراجع شعبية الحركتين في فلسطين، وبعد أن خسرت حماس الدعم المالي والإعلامي التي كانت تحظى به من قبل العديد من الدول العربية خاصة مع تبني الأنظمة العربية للرواية الصهيونية لاحتلال فلسطين، وقيام تركيا الداعمة لحماس بمغازلة تل أبيب وتجلي رغبة أردوغان بالتقرب من الإدارة الامريكية الجديدة لتخفيف او إزالة العقوبات الاقتصادية الامريكية على بلاده من خلال تقربها من اسرائيل بتعيينها سفيرا جديدا لها في إسرائيل بعد عامين من تدهور العلاقات الدبلوماسية بينهما، واستغلال إسرائيل هذه الفرصة باشتراطها على تركيا وقف أنشطة كتائب عزالدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس في اسطنبول مقابل عودة العلاقات إلى طبيعتها معها.
وعلى الصعيد الداخلي وجدت حماس نفسها في مأزق حيث ان الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية يعاني من بطش واستبداد وفساد السلطة الفلسطينية المتمثلة بحركة فتح في رام الله، ومن افلاسها سياسيا واقتصاديا، ومن تنسيقها الأمني المعيب مع الكيان الصهيوني الذي يهدف الى حماية الإسرائيليين امنيا واقتصاديا من أي هجمات او انتفاضة فلسطينية.
وفي غزة يعاني الشعب الفلسطيني من حصار عربي إسرائيلي غربي خانق، ومن شح الكهرباء وتلوث في خزان المياه الجوفية، ومن حكومة حماس التي سارت على خطى فتح بنشر الاستبداد في قطاع غزة الذي تحكمه منذ عام 2007؛ حيث استهدفت عددا من العاملين في مجال حقوق الانسان في10 مارس/آذار 2019 ، واعتقلت 13 ناشطا منهم بعد اتهامهم بالتخطيط لتنظيم مظاهرات احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة في غزة، وقام أفراد من قوات الأمن الحمساوية باحتجاز مستشارة البحوث في منظمة العفو الدولية هند الخضري، واستجوبوها وقاموا بتحذيرها من إجراء بحوث في مجال حقوق الإنسان، وهددوا بمقاضاتها بتهمة التجسس والتخابر مع جهات أجنبية.
لذلك قبول حماس اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مع سلطة رام الله، ودون شروط تعجيزية مسبقة لم يأتي تغليبا للمصلحة الفلسطينية العليا بل أتى بعد أن ضاق الخناق عليها داخليا، وأصبحت محاطة بأنظمة عربية تعتقل وتشيطن أعضاءها، وتنسق مع إسرائيل لإسقاط حكمها في غزة، وبدول إسلامية او علمانية كتركيا التي يتغير موقف رئيسها بين الحين والأخر تجاه إسرائيل، او قد تصبح معادية لحماس في حال تبوئة الأحزاب القومية التركية الحكم.
نحن الفلسطينيين نأمل ان تتم الانتخابات التشريعية والرئاسية ويكنس الشعب الفلسطيني الفصائل الفلسطينية التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى التهلكة بسبب تقزيم مفهوم الوطن إلى فصائل وأحزاب، وبسبب حرصها على جبي الغنائم، بدلا من رص الصفوف والعمل معا لمقاومة المحتل ببندقية واحدة.
#راني_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟