أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فخر الدين فياض - آخر حروب العرب ..وهزائمهم














المزيد.....

آخر حروب العرب ..وهزائمهم


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من مهازل التاريخ ومآسيه أن يستبيح الغزاة بيروت.. مرة أخرى.
وأن تعود أجواء الحرب الكافرة بنيران قبحها على لبنان الأخضر..
وأن يدفع هذا الوطن الصغير ضريبة الصراعات الإقليمية والدولية دائماً.. وأبداً!!..
من مهازل التاريخ أن ينتظر العرب (ومنذ نصف قرن) مقاومي أرز لبنان وحدهم.. ليدافعوا عن عروبتهم..
من مهازل التاريخ أن تختبىء الجيوش العربية النظامية.. المليونية العتاد والرجال.. بينما يخرج إلى السفوح رجال لا يغطيهم في معاركهم الكبرى سوى إيمانهم.. وعدالة قضيتهم..
ليس مهماً البحث فيما أراده (حزب الله) من هذه المواجهة الجبارة مع آلة عسكرية مهيأة لمواجهة الجيوش العربية مجتمعة!!
وليس مهما البحث فيما أرادته إسرائيل من حربها الشعواء على كامل الأرض اللبنانية..
وليس مهماً البحث فيما تريده أميركا من إطلاق اليد الإسرائيلية داخل مساحات هذا الوطن الصغير..
وليس مهماً البحث فيما أرادته الأمم المتحدة من (السماح) لإسرائيل بأسبوع آخر من القتل.. والتدمير.. والتوحش.. مهما بدا هذا الموقف (الأممي) مرعباً في جبنه وتخاذله.. وابتعاده عن أقل معايير حقوق الإنسان: حق الحياة!!..
وليس مهماً البحث فيما ذهبت إليه الأنظمة العربية من تبرير للقذيفة الإسرائيلية وهي تفجر تلك القرى القاطنة على سفوح جبال طيبة وأودية عرشت على حوافها عفوية الإنسان.. وكرامته..
يبدو أن لا شيء مهم في حيثيات هذه الحرب الكافرة..
ويبدو أن العبث هو سيد أهدافها.. رغماً عن المصالح الإقليمية.. والمخططات الدولية.. وما يقال عن إعادة رسم الخريطة السياسية لهذا الشرق الأوسطي الكبير..
إذ لا يمكن لنا أن نفهم.. أو نتفهم المغزى الحقيقي من هذا (الذبح الشرعي).. فأطراف هذه الحرب تملك جميعها مبررات (شرعية) لخوضها.. مع الفارق بين من يدافع عن وطن وتاريخ ووجود.. ومن يحاول أن يخلق وطناً وتاريخاً ووجوداً!..
عبثية هذه الحرب تتجلى في سؤال لم يسأله أحد في هذا العالم (على ما يبدو): أن هناك جيلاً بدأت حياته مع حرب 1975 وامتدت مجزرة تلو مجزرة على مدار خمسة عشر عاماً.. لم تتوقف أثناءها آلة القتل يوماً.. عن العمل..
هذا الجيل لم يكد يلتقط أنفاسه حتى عادت فوهة الجحيم تلقي حممها وقبحها ثانية لتحوّل محاولات عيشه واستمراره إلى أرض محروقة..
جيل يحاكي عقاب سيزيف ولعنة الآلهة عليه..
عبث عقاب الآلهة لسيزيف..
وعبثية تلك الصخرة العملاقة التي حكموا عليه بدحرجتها نحو القمة.. لتهبط ثانية وثالثة وللمرة المليون نحو القاع..
هل يمكننا تفهم هذه الحرب اليوم؟!..
وهل تكفي الشعارات لنستعيد عبرها إنسانية البلاد والعباد التي استباحتها آلة قتل عنصرية.. لا يمكنها التمييز بين البندقية.. والفراشة؟!..
فكرة أخيرة..
لم يخرج العرب من التاريخ فقط.. لقد خرج العرب من آخر بقعة كان يمكنها أن تعيد إليهم بعضاً من كرامتهم وإنسانيتهم..
تلك البقعة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها العشرة آلاف كيلو متر بقليل.. تدعى لبنان!!..
وقد خرج العرب منها يكللهم عار جبنهم وتخاذلهم.. وتواطؤ قياداتهم على اغتصاب أحلى ما في الجغرافية العربية.. عاصمة الثقافة والفكر والحرية.. بيروت!!



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عين الرمانة.. إلى حي الجهاد
- بين عبير.. وبغداد
- نعيق الغربان.. ومشروع المصالحة والحوار الوطني
- نحو أممية .. كرة القدم
- نبوءة فوكوياما .. على شواطىء غزة وفي بلاد الرافدين
- هل تسقط الأقنعة.. مع سقوط الزرقاوي؟!!
- نلتحف حلم الجسد
- رؤوف عبد الرحمن ..وفصام الشخصية الوطنية
- الفخ الإيراني ..العراق ساحة معركة.. والعراقيون وقودها!!
- محنة العلمانيين العرب هل نرحل إلى المريخ يا سادة؟
- الجغرافيا السياسية في العراق متاهة رعب ..وتشاؤم
- قنبلة نجاد النووية والأمن القومي العربي
- زياد الرحباني في (نزل السرور) البغدادي!!
- في الذكرى الثالثة للغزو ..تصبحون على وطن
- صفارة العولمة .. هزيمة حتى نقي العظام
- الأضحية العراقية ..في الأعياد القومية الأميركية ..والإيرانية ...
- سيادة العراق الوطنية ..في ظل الحوار الأميركي الإيراني
- محنة سيزيف.. في الذكرى الثالثة للغزو
- ما أقدس (الكفر) إزاء هذا الإيمان القبيح
- حقوق الإنسان بين إمبراطوريتين..


المزيد.....




- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فخر الدين فياض - آخر حروب العرب ..وهزائمهم