عبد الخالق كيطان
الحوار المتمدن-العدد: 6793 - 2021 / 1 / 20 - 09:54
المحور:
الادب والفن
١.
الحرب
عاد الجنود من الحرب إلا واحدا
لقد بترت ساقه قذيفة
سقط على الأرض ينظر إلى ساقه القطيعة
كانت الجثث تملأ المكان، وكان وحيدا يقاوم نهايته
الجنود الذين عادوا لم ينسوه أبدا
مرت الساعات ثقيلة قبل أن يلفظ الجندي صاحب الساق الواحدة أنفاسه
الجنود الذين عادوا لم ينسوه أبدا
كل جندي فيهم كان يتحسّس ساقه وينحب بصمت.
٢.
الحرب
كانت الأمّ تخيط شيئا
والزوجة تعدّ العجين
والإبنة تلعب بدميتها قرب الموقد
حلّ الظلام مبكرا هذه الليلة
لم ينم الجميع
حتى أن الدمية وصاحبتها لم تغلقا عينيهما قط
أصوات المدافع البعيدة تصل بانتظام
والرجل الوحيد الذي تعرفه هؤلاء النسوة
لم يصل أبدا.
٣.
القتيل
كانت مستغرقة في النوم عندما فكرتُ في قتلها
شربتُ آخر ما تبقى في قنينة النبيذ الأحمر، ثم
مسحت شفتي بباطن يدي، وجلست على كرسيي المفضّل
نظرت لها طويلا وهي تمشي في الزقاق مسرعة
كنت أقف على سطح البناية وأنا أرى عبائتها تهفهف
لقد قتلتْ للتو شخصا ما
وكانت في طريقها إلى شقتي.
******
#عبد_الخالق_كيطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟