أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل البياتي - ما بين الديوانية أيام العهد الملكي والعراق اليوم - فرق بالتوقيت وجمود بالافكار














المزيد.....

ما بين الديوانية أيام العهد الملكي والعراق اليوم - فرق بالتوقيت وجمود بالافكار


احمد جليل البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 6790 - 2021 / 1 / 17 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتحدث أليزابيث فيرنيا صاحبة كتاب "ضيوف الشيخ" وهي دراسة لأحد قرى الديوانية قبل ثورة عبد الكريم قاسم عن جابر المهندس الوحيد في القرية [1].
كان جابر شيوعي ويسعى لتحقيق الازدهار الصناعي والعمراني عن طريق الاطاحة ب نوري سعيد وحكومته. كان جابر غالبا يتكلم مع زوج أليزابيث عن تحقيق ثورة صناعية وزراعية في العراق مماثلة لتطور الزراعي والتكنولوجي في الغرب ولكن زوج السيدة أليزابيث يخبره بان التطور في الغرب لم يحدث نتيجة ثورة ولكن حدث بشكل بطيئ وتدريجي وهو ما يحتاجه أي تغيير جذري ومستدام، ولكن جابر رفض هذه الفكرة وبين ان العراق بحاجة الى تغيير سريع:
"ألا ترى حالة الفلاحين وجوعهم وحاجتهم الى العناية الطبية".
يسترسل جابر في الحديث حيث يبين أن الديمقراطية لن تنفع الفلاحيين، وانما الشيوعية ونظريتها في امكان تغيير اجتماعي سريع ومنطقي هي الحل المناسب وكل ما نحتاجه أقامة النظام وبناء المدارس والمعامل والمستشفيات والناس سيتغيرون.
تبين السيدة أليزابيث أن هذا هو الجو الذي كان سائد في ذلك الوقت حيث تتكلم عن أحد زعماء القبائل في الديوانية الذي أخبره زوجها ان النظام الشيوعي في روسيا حقق ما حققه الغرب من التطور والتقدم خلال أربعين سنة فقط ولذلك فأن النظام الشيوعي هو الأفضل وأن كان شمولي لانه أسرع من الأنظمة الديمقراطية التي احتاجت عقود طويلة.

وهكذا استبدل العراقييون النظام الملكي المعلول بثورات عقيمة بسبب رغبتهم في احداث تغير سريع وهو ما لا يمكن أن يحدث. حيث كل ما تمكن جابر من فعله هو انه خلع عباءة زوجته وجعلها تثقف بنات قريتها على خلع العباءة واليوم بعد ما يقرب من ثمانون سنة من العذاب والدمار ما زلنا ندور في نفس الدوامة في حيث ان امريكا تقدمت بشكل ملحوظ وبطيء في مجال حقوق الانسان ومنح حرية التصويت للنساء و انهاء الفصل والتمييز العنصري وغيرها من التغييرات الأجتماعية المهمة.

اليوم لدينا الكثير من أمثال جابر ممن يدعون الى مقاطعة الانتخابات بحجة أنها غير مثالية وكأنهم يردون للعراق أن ينظم أنتخابات على مقياس الدول ذات الديمقراطيات المتجذرة وهم بذلك يحاولون الانتقال بسرعة الضوء متجاهلين ان التغييرات الأجتماعية لا بد لها من زمن ولا بد للحريص على مستقبل بلده من أن يشارك في الانتخابات ويعمل على تغيير ما يمكن تغييره نحو الافضل ببطء وتخطيط وبخلافه لن نخرج من دوامة الدمار والعنف.

[1] Elizabeth Fernea – Guests of the Sheik - Anchor Books – Doubleday P. 282



#احمد_جليل_البياتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاظمي وبوادر صناعة صنم
- التطرف الإسلامي: هل هو نتاج عبد الناصر وأشباهه أم سيد قطب وأ ...
- غدير خم وأثرها المعاصر
- دراسة الاداء الحكومي (6) : الدين و الدولة
- دراسة الاداء الحكومي (5) : الأبتعاث الخارجي لطلبة الدكتوراه ...
- دراسة الاداء الحكومي (4) : ماذا فعل عبد الكريم قاسم بالعراق؟
- دراسة الاداء الحكومي (3) : الوطنية العراقية
- دراسة الاداء الحكومي (2) : التعليم والتعيين
- دراسة الاداء الحكومي: سقوط عبد المهدي: سقوط الشعارات ومانيفس ...
- أنطولوجيا الباحث وتأثيرها على نتائج البحوث: ريتشارد داوكنز م ...
- حكومة الامام علي: بماذا ولماذا اخفقت
- اللاوسطية في منتج سعيد ناشيد -الحداثة والقرآن-
- لماذا نفشل دائما؟


المزيد.....




- السلطات الروسية تتلقى عشرات الطلبات من أقارب الجنود الأوكران ...
- -أكسيوس-: الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قد ...
- يواجه -خطرا كبيرا-.. نتنياهو مفصول عن الواقع وينفذ -استراتيج ...
- -لوفيغارو-: الجزائر تطرد 12 موظفا من السفارة الفرنسية في قرا ...
- المغرب.. وفاة معلمة متأثرة باعتداء طالب عليها وسط غضب كبير ( ...
- مستشار ترامب ينفي وجود أي توترات في علاقته مع ماسك
- طفرة كبرى.. فك الشفرة الوراثية الكاملة لستة أنواع من القردة ...
- الإكوادور.. الرئيس الحالي دانييل نوبوا يتقدم في انتخابات الر ...
- سوريا: الشرع في الإمارات و-اللواء الثامن- في الجنوب يحل نفسه ...
- نتانياهو ونجله ينتقدان ماكرون بسبب ترويجه لفكرة دولة فلسطيني ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جليل البياتي - ما بين الديوانية أيام العهد الملكي والعراق اليوم - فرق بالتوقيت وجمود بالافكار