أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - ما من شيء يدفعنا للإحتفال بالمئوية الأولى














المزيد.....

ما من شيء يدفعنا للإحتفال بالمئوية الأولى


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6787 - 2021 / 1 / 13 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احترامًا للوطَن ولهيبَته وتاريخه العريق ؛ حاولتُ ألّا أقوم بكتابةِ أيّ شيءٍ مُتعلّق بالحديث عن المئوية، وعَن ما يِتم تداولهُ في أزقّة مؤسسات الدولة، التي أُفقِدَت وجُرِّدَت مِن دورها بطُرقٍ تدّميريّة مُمنهجة، وفيها الكثير الكثير مِن الإحترافيّة في توظيفها للمصالِح الشخصيّة .

لكن، كُل هذه المُحاولات، لَم تستَطِع أن تُكِمل سيرها في طريقِ الإلتزامِ بما أردتهُ، وخاصةً، بعد موجة التصريحات التي انهالَت علينا ممَّن يُجيدونَ بيع الكلامِ المعسول، ويبّرعونَ بإلقاءِ العِظات وهُم يقفونَ على أسوار مقبرةِ الوطَن، التي تعجُّ بجُثثِ أحلام الأردنيين . إذ أنَّ عدَم نجاح هذه المُحاولات، لا يُحسَب كما سيظُنّ البَعض، أو كما سيُلبِسهُ البعضُ ثوبًا لا يستحقّه، كأن يكون قد قفزَ عن حُدود الإحترام للوطن، بل هو على العكّس من ذلك، حتى وإن كانَت محاولاتي قَد بُنيَت على هذه الأُسس، كما قُلت في بدايةِ حديثي . لكن حين نرتطِم بتصريحاتِ عليّة القوم، التي تهدِم قواعد الوطن، قاعدة قاعِدة، فإنّ هذه الأسس تُصبح اعتداءً على الوطَن، وانتهاكًا لكرامته، وتُشارِك في مُحاولات قتّلهِ ببُطئ، وأنّها ما عادَت، وبأيِّ شكلٍ من الأشكال، تصبُّ في مصلحةِ الوطن .

فعند الحديث عن المئوية الأولى، وبعيدًا عن الحُقَب التاريخيّة التأسيسيّة للدولة، سنقِف عند بداية الألفيّة الثانية حتى يومنا هذا ؛ كي نتعرَّف على شيءٍ مِن سياسة العقدين الماضيين، حيث أنّ مَن يتربّعونَ على العروش السياسيّة في هذا الوطَن، لا يمتّونَ للسياسة إلّا بتصريحاتهم المُتلاعبة، ولا يعرفونَ منّها/عنها - أي السياسة- إلّا جلساتهم في مزارعهم التي تكّفي تكاليفها لإنقاذِ مئة عائلة أُردنيّة مِن قيعانِ أودية الفُقر السّحيقة، والتي لا تكاد تتجاوَز حدودَ أحاديثها، أي الجلسات، تعيينات أبنائهم في المراكز الحساسة للوطَن، والتّعامل معها على أساس أنّها أحقيّة لهُم ولأبنائهم، دونَ سواهم مِن المواطنين، مع أنّهم الأكثر إساءة للوطن، إذ أنّهُم لا يحترمونَ لا تاريخ الوطَن ولا حاضره، ولا حتى يقدّرونَ هيبته، وهذا السّبب، هو ما دفعَ بيَ إلى ألّا أكِملَ صيامي عنِ الكتابة إلى غروب شّمس الوطن، التي نُصلّي لها كي تُشّرِق، وتُضيء عتّمتنا، ولو قليلا ؛ فهؤلاء يظنّونَ بأنّ صمّتنا ما هو إلّا سكوت ولِدَ مِن رحمِ الخوف مِن سياساتهم المُتعجّرفة، والتي دومًا ما تهدّدنا بالزنزانة والسّياط . لكن، ما صمّتنا إلّا خوفًا مِن أن يمتلئ جسد الوطنِ طعنات، فوقَ الطّعنات التي يزّرعونها به، وعندها لا نكون إلّا قَد حقّقنا لهُم ما يُريدون وما يخطّطون له، أي أنّ الوطنَ قَد تمّ اقتياده ليُنصبَ على مشّنقة الموت .

إنّ مَن يتفاخرونَ بالمئوية الأُولى، اليوم، ويدّعونَ إلى نشّرِ الإحتفالات، ويتباهونَ بصكّ عُملات جديدة، سيكون لها التأثيرِ السّلبي على الإقتصاد الوطنيّ، في مُستقبلهِ المُنهار مِن الأساس..هُم ذاتهم مَن باعوا مُقدّرات الوطَن، وأضّعفوهُ كما لَم يُضّعِفهُ أحَد مِن قبلهِم، وكما لَم يُضّعِفه أقسى أعدائه ؛ فنصبوا لهُ مشّنقَة المَوت، في قلبِ الصّحراء، بعد أن نشّفوا كُلّ مياهِ الأنهار المُحيطة بهِ، وقطعوها عنه .

وهُنا، وإن كانَ ثمّة أسئلة في هذا الإتجاه، فلن تكونَ إلّا الأسئلة التّالية :

لا أدّري على ماذا يتغنّون بالمئوية، وما هي الدّوافع الملموسة على أرضِ الواقِع كي يحتفلوا بالمئوية الأولى ؟! هل يحتفلونَ على ضياع البلاد، وجوع المواطنين، وتدّميرِ المؤسسات، وإنهاك الشّباب ؟! أم يحتفلونَ على السيادة التي جرّدوا الوطنَ منها ؟!

وكشَعب، ما الذي تعنيه لنا المئوية الأولى ؟!

ماذا تعني المئوية للشّعب الأُردنيّ، إن كانَ ساستهم ما زالوا لا يعرفونَ إلّا لونًا واحدًا مِن ألوان القيادة السياسيّة المُتعدّدة، والمتمثّلة في أنَّ الوطَن ما هو إلّا ما تراهُ السُلطة مُناسبًا لها، وما يوفّر لها الرّاحة المُطلقة، حتى لو كانَ على حساب أرواح كافّة المواطنين ..

ماذا تعني المئوية للشّعب الأُردني، إن كانَت أرقام البطالة في ازدياد، والتي -في الغالب- تجّمعها علاقة طرديّة مع حالات الإنتحار الشبابيّ التي تُثير الرُّعب في الأوساط المُجتمعيّة..

ماذا تعني المئوية للشّعب الأُردنيّ، وهو يرى جُموع المُعلّمين تُزَج بالزّنازنِ، لمُجرَّد أنّها طالبَت بحُقوقها، ورفضَت أن تُذّعِن وأن تنصاع لمَن نهبوا الوطَن، ورموا بهِ على سككٍ حديديّةٍ مُهترئة..

ماذا تعني المئوية للشّعبِ الأُردنيّ، وهو في القرنِ الواحد والعشرين، وما زالَ يفتَقِد لكُلّ معالِم الحقوقيّة والديمقراطيّة، وما زالَت مراكز صُنع القرار في وطنهِ، تُعاملهُ بنظامِ السّياطِ والنّار..

ماذا تعني المئوية للشّعب الأُردني، والسُلطة التشريعيّة، التي تُعتبَر الرّكن الأوّل مِن أركان الحُكم، ما زالَت ترّزَح تحتَ وطأة النظام السياسي للبلاد ..



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أوليّة لتحرّكات دول المُصالحة الخليجيّة..
- الخوف من استدراجِ النقابة إلى حافة مجلِس النواب
- التوافق الأيديولوجي بين بعض الأنظمة والجماعات الإسلامية، ليس ...
- التطبيع وسقوط قُدسية العداء للصهيونية
- الأزمة الخليجية أشدّ فتكًا لما تبقى من الوحدة العربية
- أُغتيلَ وطن وصفي
- نتنياهو وسلسلة التطبيع
- غياب الإعلام ؛ صنع قدسة واشنطن بوست
- الوعي ينتَصر على الديمقراطية المُخادعة .
- مآلات التفاعلات المجتمعية
- السُلف المالية، تدّفع الأحزاب للمشاركة بالعُرس الوطني
- كيفَ سينتهي المطاف الانتخابي بحركة الإخوان ؟!
- العاطفة الدينيّة وتناقُضات العقلِ العربي
- النّقد البنّاء للسُلطة، يُعد لها دواءً شفايًا مِن الأمراض
- أنظمة البتردولار وقيادتها للتطببع
- -مصفوفات فاشِلة، وحكومة قمعيّة راحلة -
- -مَن منكُم قادِر على إعادة الثّقة للشباب في هذه البلاد -
- لا قيمة لطالبِ العلم الفقير في مؤسسات التعليم الرأسمالية -
- إيّاكُم ونبِذ الشباب الذين يختلفونَ في تفكيرهم عن تفكيرِ الم ...
- ديمقراطية مجهضة


المزيد.....




- رويترز تتحدث عن -عشرات الوفيات- بلهيب الشمس بموسم الحج
- يورو 2024.. قيادة منتخب البرتغال تدافع عن مشاركة رونالدو
- بعد هدوء لـ3 أيام.. -حزب الله- يعلن تنفيذ عملية ضد موقع إسرا ...
- الدفاع الروسية: استهداف منظومة صواريخ -إس-300- أوكرانية ومست ...
- روسيا تكشف عن منظومات صاروخية مضادة للدرونات والزوارق المسيّ ...
- ذهب رقمي.. ما هو شرط انتشار عملة بريكس في العالم؟
- روسيا تشل السلاح الأمريكي في أوكرانيا
- خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على -السيد لا-؟
- لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي
- هنغاريا تعارض ترشيح فون دير لاين كرئيس للمفوضية الأوروبية


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - ما من شيء يدفعنا للإحتفال بالمئوية الأولى