ليلى الصفدي
الحوار المتمدن-العدد: 1618 - 2006 / 7 / 21 - 10:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بلال على غير عادته يدخل مسرعا هذه المرة، لا ليشاهد قناة ديزني المخصصة للأطفال بل ليشاهد الأخبار، "أمي يقولون أنهم يقصفون قريبا من عين قنيا!!!".
بلال على غير عادته جلس واجما هذا الصباح، ما خاله دمية كانت طفلة يحملها رجل أمام الكاميرات، هو بعد لا يعرف كيف تبدو أجساد الأطفال عندما تغادرها الروح، هو سمع عن الموت.. لكنه لم يره بعد، ربما كان يظنه أكثر هيبة واحتراماً، ولأن التلفاز كان هذه الأيام ساحة معركتنا، احترم مشاعرنا وقرر الهرب للعب خارجاً، لكنه كان يعود كل مرة ليسأل سؤالاً له علاقة بـ لبنان: "أين تقع لبنان؟"
اللعبة لم تكتمل والأولاد في الخارج ينتظرون، يخرج ويعود: "أمي هل نانسي ما زالت في لبنان؟".
الكلب في الخارج جائع.. بلال سيطعمه، خرج وعاد: "أمي هل لدينا شيء للأكل؟، هل انتهى القصف؟".
النهار انتهى وانتهى وقت اللعب، بلال يشاهد الأخبار وينهال علي بالأسئلة:
"أمي هل انت متأكدة أنّ لبنان خلف الجبل؟"
"أين يختبئون؟"
"الى أين سيهربون؟"
أنا احضر العشاء وأجيب كعادتي باستطراد، ربما إجاباتي الموسعة أعطت لبلال الضوء الأخضر ليكمل:
- "أمي لماذا نحن فقط نموت؟"
- "أمي أليس لدينا دبابات لنرد عليهم؟"
- "أمي ألا يراهم الله؟"
ثلاثة أسئلة.... ثلاثة انكسارات....
أنا على غير عادتي.. أتجاهل الإجابة، للسؤالين الأول والثاني.. أقدم له فنجان شاي بارد.
وللإجابة عن السؤال الثالث أقول: اذهب لجدك وأسأله....
#ليلى_الصفدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟