|
الشعب يريد اسقاط النظام...! لكن هل يعرف الشعب ماذا يريد و هل تعرف النخب ماذا يريد الشعب...!؟
عمران مختار حاضري
الحوار المتمدن-العدد: 6786 - 2021 / 1 / 12 - 23:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشعب يريد اسقاط النظام... ! لكن هل عرف الشعب ماذا يريد و هل عرفت النخب ماذا يريد الشعب !؟... لا شك في أن الشعار الأكثر شهرة و الأكثر ترديدا في المدن و الساحات و هو عينه أكثر الشعارات جذرية و انتشاراً ...! لكن بات جليا بعد عشر سنوات على إندلاع الثورة في تونس أن هذا الشعار ينطوي على لغز سياسي بالغ الأهمية و التعقيد حيث لم يرتقي إلى تشخيصه و تجسيده لا الشعب و لا النخب...! * الشعب المنتفض يريد تغييرا جذريا و لكن لم يعرف كيف السبيل الى هذا التغيير الجذري المنشود الذي يطال كلية المنظومة القديمة المتازمة التي اكتوى بنار سياساتها الاقتصادية والاجتماعية التي ذبحت مقدرته الشرائية و اعتدت على أسباب عيشه و لم يعرف كيف ينظم نفسه مسنودا بالاطياف التقدمية الناهضة و الديموقراطية الثورية في نواتات بديلة عن المنظومة تكرس هيمنتها البديلة في المجتمع و أجهزة الدولة حسب المفهوم الغرامشي بحيث يسقط النظام مع المحافظة على إستمرار الأجهزة الأساسية و الخدمية للدولة و هذا مرهون بقدرة الشعب و الأطياف التقدمية و الثورية على تحقيق هيمنة سياسية ثقافية مدنية مضادة لهيمنة الطبقة السائدة و النظام القائم و احيائها قبل أن تتلاشى في مرحلة الثورة المضادة... (و للتذكير هذا ما حصل في تونس لما ناورت إدارة باراك أوباما آنذاك من أجل تمكين الاسلامويين من السلطة و إحياء الجسور الممتدة بين الإدارة الأمريكية لسنوات والتي ساهم في تمتينها ما يسمى ب "مركز الدراسات في الإسلام و الديموقراطية" الذي كان يرأسه ر.المصمودي بأمريكا... و ذلك عبر سحب البساط من الثورة و "المجلس الوطني لحماية الثورة" و الإسراع بالعملية الانتخابية بالتنسيق مع بعض رموز المنظومة القديمة المدنية و العسكرية و بعث هيكل موازي فيما بات يعرف بهيئة عياض بن عاشور سيئة الذكر و التي هرولت لها كافة الأطياف السياسية و المدنية المتلبرلة إلا ما ندر و بالتالي تم التناور والتآمر على الثورة و كسر إرادة الشعب المنتفض في مراكمة وعيه و الالتحام بأصدقائه الحقيقيين المنتصرين له و لانتظاراته... و قتل الثورة في سقف ليبرالي انتخابي ملوث بالمال السياسي الفاسد و الدعم الإعلامي و اللوجستي و المنصات الالكترونية و بدستور جديد و "بدولة مدنية" تبعية عاجزة فاشلة، بين رواد الاسلام السياسي و حلفائهم من الحداثويين الزائفين... يسيرها صندوق النقد الدولي بالتنسيق الغير معلن مع "المعهد العربي لرؤساء المؤسسات" الذي تأسس في 1984 من أجل التوغل في النهج الاقتصادي النيوليبرالي و ما تسمى ب" اللجنة التوجيهية للاقتصاد" التي انبعث منذ 2014 في البنك المركزي و التي تشمل 16 عضوا بهدف صياغة البرنامج الاقتصادي 2016/2020 و الغريب وليس في الحقيقة بغريب أن من بين الاعضاء السفير الفرنسي آنذاك و المدير العام للخزينة العمومية الفرنسية و ممثل عن الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى وزير الاقتصاد والمالية آنذاك...!!! هذه العوامل و غيرها هي التي أفضت إلى هكذا أوضاع و أفرزت منظومة الاستبداد المنتخب العدوانية الغنائمية التقشفية الفاشلة التي حافظت بكل سماجة و إصرار، على نفس الخيارات القديمة المتازمة التي ثار ضدها الشعب و على نفس المنوال التنموي التبعي الريعي الخدمي البنكي خدمة لمصالحها و مصالح أقلية كمبرادورية رثة ...)... * و نخب تقدمية انتصرت للثورة و ساهمت فيها من موقع متقدم لكن لم تكن جاهزة لقيادتها و اقتناص اللحظة التاريخية... ! و نخب أخرى تلبرلت حتى النخاع و أسقطت الثورة من اهتمامها و اكتفت بالرهان على السقف الليبرالي و إهمال الجانب الاقتصادي والاجتماعي و النشاط ضمن المربع المسموح به و بشروط منظومة الحكم و تحولت إلى مجرد معارضة انتخابوية و " علمانية" في أفضل حالاتها و نزعت عن جسمها الشوكة الثورية و كأن الثورة رديف*للفوضى" و " الهمجية"و نقيض للديموقراطية في حين أن الثورة هي أعلى مراحل الديموقراطية ... ! و تناست أن نظام بن علي الذي ثار ضده الشعب لم يكن نظاماً دينياً و أن الدولة المدنية في ظل التبعية لا تختلف جوهريا مع الدولة الدينية في طابعها الطبقي و اعتمادها السياسات التبعية النيوليبرالية و الخيارات الكبرى التقشفية العدوانية بحق الشعب و الوطن و لو اختلفت زوايا النظر...! * وبالتالي الثورة لم تنته ولن تنتهي إلا بتحقيق مطالبها و هي مستمرة رغم حالات السكون و تعثر المسار... وهي بحاجة ماسة إلى احيائها و عدم إخماد الصراع الاجتماعي و حرفه عن جوهره الحقيقي و قيادة منظمة قادرة على تاطيرها و تنظيمها و حمايتها في كافة منعطفاتها و توحيد طاقاتها الذاتية و تصحيح مساراتها حتى إدراك التغيير الجذري المنشود شعبيا في إسقاط المنظومة الحاكمة و الاستعداد الفكري و السياسي و التنظيمي لتوجيه طاقة الاحتجاجات صوب التغيير الجذري المنشود شعبيا خارج التخويف من" إنهيار الدولة"و السقوف المنخفضة و التسويات و المبادرات الحواراية و الحلول الترقيعية الهشة و الشعارات الضبابية الهلامية الشعبوية... ! * الشعب يريد تغييرا جذريا لتحقيق مطالبه الاقتصادية والاجتماعية أساساً التي ثار من أجلها، نتيجة أوضاعه المعيشية المزرية والتي لا سبيل إلى تحقيقها إلا خارج منظومة الاسلام السياسي و شركائهم في الحكم من أدعياء الحداثة المشوهة الزائفة فالشعب وصل إلى حالة غير مسبوقة من الاءفقار و التجويع و التهميش بما يجعله يحتاج ربما إلى " الوجود البيولوجي" قبل أن يتقبل " الوجود الأيديولوجي"...! * كل ثورة تفرض منتهاها و منتهاها في الفوز بالحكم... 10/1/2020
#عمران_مختار_حاضري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على هامش اللقاء الحواري مع المناضل حمه الهمامي الذي اثثته قن
...
-
بمناسبة مرور عشر سنوات على إندلاع الثورة في تونس : الثورة مس
...
-
بمناسبة مرور عشرة سنوات على الثورة في تونس: الثورة مستمرة وه
...
-
مصدر قوة الاسلام السياسي هو فقر الجماهير و هشاشة البديل الحد
...
-
هل هي الثورة الدائمة... وهل حان الوقت لوعي حدود العفوية...
-
الأزمة أزمة خيارات لاوطنية و لا شعبية...
-
السلطة في ميزان الكورونا... لا لما يسمى قانون الاعتداء على ا
...
-
حول ما يسمى ب صفقة القرن و مساعي انعاشها... !
-
تونس بين فكي الإرهاب الغذائي و إرهاب الإسلام السياسي بمختلف
...
-
كسر الاستقطاب النيوليبرالي بشقيه الاسلاموي و الحداثوي الزائف
...
-
تونس أخرى ممكنة...
-
أين نحن من التنصيص الدستوري على الطابع المدني للدولة!؟ حركة
...
-
بعد فشلها في تمرير قانون صندوق للزكاة في البرلمان هاهي حركة
...
-
بمناسبة 17 دييمبرغ : عن الثورة و فوبيا الثورة
-
قول حول الانتخابات الأخيرة في تونس: الصدمة و الحقيقة التي تأ
...
-
مسار التطبيع يتفاقم في تونس ... !
-
الشعب يريد... !
-
على هامش الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية في تونس...
المزيد.....
-
كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسيك وموسكو تعلن التصدي لها
-
واقعة مثيرة للجدل داخل مستشفى في مصر.. ومسؤول يعلق
-
زاخاروفا: الهجوم على محطة زابوروجيه عمل إرهابي كشف خطورة نظا
...
-
حماس: موافقة واشنطن على صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل تؤكد أنها
...
-
خبير عسكري أوكراني يحذر من سقوط مدينة هامة بيد الجيش الروسي
...
-
مقتل 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على الضفة
-
احتجاز مواطن أمريكي في موسكو لاعتدائه على شرطي
-
إيلون ماسك يصف -الغارديان- بأنها -قمامة- وسائل الإعلام
-
الجيش الإسرائيلي يعلق على مقتل التوأم في غزة
-
مغامرة نظام كييف في كورسك بدأت فعليا في التحول إلى كارثة محق
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|