أغنية إلى جميلة للشاعر بودلير

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 16:04
المحور: الادب والفن
    

ترجمها عن الإنكليزية محمد عبد الكريم يوسف

أأنتِ من جنة عدن أم من لج سحيق
أيتها الجميلة؟ نظراتك ، المقدسة الحارقة،
تسكب بارتباك العطايا والجريمة،
أنت والخمر صنوان .

في عينيك شروق وغروب،
تفوحين عطرا مثل ليل عاصف،
قبلاتك صافية وثغرك عين ماء،
تحول الأبطال جبناء والأطفال شجعان.

أأنت بنت النجوم ، أم بنت السعير ؟
فالقدر المسحور ، يلتصق بك كما الكلب بصاحبه،
تنشرين الفرح والنكبات بلا وجل،
تحكمين كل شيء ، ولا تستجيبين لأحد.

تطئين الأموات بقدميك وتسخرين منهم ، أيتها الجميلة!
ومن بين مجوهراتك ، الخوف ليس أقلها سحرا،
وتأتي الجريمة بين أغلى المجوهرات ،
ويتراقص الموت بخيلاء على ناهديك .

وتطير الفراشة صوبك مفتونة بالنور، أيتها الشمعة!
تفرقع وتحترق وتقول : " ليبارك الله هذا المصباح"
وينحني العاشق اللاهث فوق حبيبته،
تماما كما يداعب المحتضر قبره.

من يهتم ، إن كنت من جنة عدن أم من الجحيم ،
أيتها الجميلة !فأنت عظيمة ، مخيفة ، كالوحش البريء،
لو فتحت عيناك أو ابتسامتك أو قدماك لي بابا
أبديا أحبه ، أتراني جربته من قبل؟

من يهتم ، إن أتيت من الله أو الشيطان؟
من يهتم ، إن كنت مصنوعة من ملائكة أم من جان البحر؟
أيتها الجنية ! يا ذات العينين المخمليتين والايقاع الناعم
والعطر الجميل والضياء البهي ، أنت سيدتي ومليكتي الوحيدة !
هلا أعدت العالم أقل قبحا والدقائق أقل ثقلا ؟

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات