أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - محو الذاكرة التاريخية














المزيد.....

محو الذاكرة التاريخية


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6782 - 2021 / 1 / 8 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: هل تعتقد بأن النظم الاستبدادية تعمل بشكل منظم لمحو الذاكرة التاريخية وإعادة كتابة التاريخ بشكل مزور في غالب الأحيان؟

مصعب قاسم عزاوي: إن العمل المنظم لمأسسة فقدان الذاكرة التاريخية وتشويه حقائق التاريخ هو أحد أهم ركائز جهاز الدعاية السوداء (البروباغندا) الذي يمثل العصب المحرك للحفاظ على هيمنة كل النظم الاستبدادية الفجة الصارخة كما هو الحال في عالمنا العربي، وحتى في تلك المجتمعات المنمقة بلبوس الديموقراطية التمثيلية الاستعراضية على الطريقة الغربية.
وحقيقة تركز الجهد المنظم لمحو الذاكرة التاريخية عربياً في تأصيل نظمه الاستبدادية لذلك الوعي المريض، الجاهل بحقائق التاريخ، وعلاقة الشعوب العربية فيما بينها، فصرت تجد لبنانياً يجهد في توصيف هويته القُطْرِيَة الصغيرة وتباينها عن تلك السورية، غير عارف أو متجاهلاً عن عمد اللعبة القذرة التي قام بها الفرنسيون لاقتطاع متصرفية جبل لبنان عن سورية الكبرى في فترة الانتداب بعد الحرب العالمية الأولى، واحتيال القوتين الإمبرياليتين آنذاك فرنسا وبريطانيا على الشريف حسين ومن والاه في الثورة العربية الكبرى. وتجد آخر يؤدلج للفروق الراسخة بين السوريين والعراقيين، دون أن يعنيه عمداً أو جهلاً التفكر بالعنجهية العنصرية التي قام بها الإنجليز والفرنسيون بتقسيم أرض الناطقين بلسان الضاد في اتفاقية سايكس/بيكو وما تلاها في مؤتمر سان ريمو بطريقة مثل عنوان كتاب جيمس بار «خط في الرمل»، و هو التوصيف الأكثر دقة لكيفية صناعة تلك الدول المستحدثة عبر تقطيع الخارطة بشكل يتفق مع مصالح المستعمرين الآنية و التكتيكية، وبغض النظر عن أي اعتبارات اجتماعية أو تاريخية أخرى، وبشكل لم يكلفهم عناء سوى رسم «خط في الرمل» اختلقوا منه دولاً كسورية «الصغرى»، وعراقاً عظيماً «مبتوراً»، والأمثلة على ذلك عصية على الحصر، قد يكون أكثرها إيلاماً على نهج الكوميديا السوداء تبادل البريطانيين و الفرنسيين في مؤتمر سان ريمو للموصل و دير الزور لتصبح الأولى تحت النفوذ البريطاني بعد أن كانت خاضعة للنفوذ الفرنسي، و تصبح دير الزور التي كانت خاضعة للنفوذ البريطاني تحت إمرة الفرنسيين و ذلك لأسباب لوجستية تتعلق بصعوبات إمداد الفرنسيين لجنودهم في الموصل، و هو ما أفضى لأن تصبح الموصل جزءاً من العراق و دير الزور جزءاً من سورية، و هما المدينتان المبتورتان عن بعضهما في حقبة الفاشيين البعثيين من فئة حافظ الأسد و صدام حسن الذين كانا يريان في «استمراء» أياً كان لغريمه على الضفة الأخرى من الحدود التي اختطها المستعمرون جريمة نكراء اسمها «الانتماء إلى اليمين العفن»، و التي كان جزاؤها الأقل إيلاماً و تعذيباً التذويب بالأحماض الحارقة أو الإعدام رمياً بالرصاص بعد محاكمة «عادلة» في محاكم استثنائية لا قانون فيها سوى الأحكام العرفية و قوانين الطوارئ و دولة الفساد و الإفساد الأمنية.
ولتعزيز الشواه المعرفي التاريخي عملت النظم العربية الاستبدادية الفاشلة منذ إخفاقها في حرب النكبة وما تلاها من نكسات من تحويل كل طاقات الذاكرة التاريخية لحصر مأساة العرب الراهنة بصراعهم الوجودي مع «الكيان الصهيوني»، دون محاولة الكشف عن العناصر الموضوعية الأخرى لمعاناة العرب في حيواتهم اليومية، وأساسها الاستبداد وتغول الفاسدين المفسدين من الطغم الحاكمة العربية على كل مفاصل المجتمعات العربية عمقاً وسطحاً، وبالتالي مثل «الصراع العربي الصهيوني» شماعة وستاراً لإخفاء العيوب الحقيقية لضعف وهشاشة المجتمعات العربية إلى درجة أصبحت حيوات المواطنين فيها أقرب إلى جلجلة يومية يكابدون فيها عسف النهب و الإفقار و التهميش وقمع الحريات وبساطير العسس وهراوات البصاصين وسياط الجلاوزة والجلادين.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب وأعراض سرطان الرحم
- حركية التاريخ وانعطافات الربيع العربي
- مرض السكري من النوع الثاني: بعض الأساليب الوقائية والعلاجية ...
- تحولات اللغة و التزامات المثقف
- أسباب وأعراض سرطان الأمعاء
- تنويعات المقام الاستبدادي
- بعض الطرق الطبيعية لتحسين نسب الكوليسترول والدهون الثلاثية ف ...
- لقاحات كوفيد 19 وفيروس كورونا: تحليل علمي مخلص ورأي طبي صدوق
- أسباب وأعراض سرطان عنق الرحم
- المعدة بيت الداء والعقل رأس الدواء
- جلجلة الصحفي الحقِّ
- أسباب وأعراض سرطان المبيض
- مداخل طبيعية لعلاج الاكتئاب
- هل من صحفي مستقل؟
- أسباب وأعراض سرطان الثدي عند المرأة
- كيف يؤثر الضغط النفسي والتوتر على صحتك العقلية والجسدية؟
- غرامشي وشرعنة الوعي الزائف
- اضطرابات التواصل الجسدي النفسي عند الأطفال
- مفاعيل الدعاية السوداء في عصر العولمة
- خارطة طريق أولية لاتباع نظام غذائي صحي


المزيد.....




- ديوك رومية تهاجم ساعي بريد خلال إيصال طرد ليتحول المشهد لمعر ...
- السعودية.. ضبط مصري تحرش بفتاة وكشف اسمه كاملا.. وفيديو شخص ...
- نتنياهو يمثل للمرة الـ21 أمام المحكمة بتهم فساد
- الجيش الإسرائيلي يبرر عملياته في جباليا باستهداف بنية تحتية ...
- قمر روسي جديد يبدأ بتقديم خدمات استشعار الأرض عن بعد
- الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عملياته البرية في رفح ويرسل الفر ...
- سكان غزة لا طاقة لهم على النزوح مع إصدار إسرائيل مجددا أوامر ...
- الحل بين يديك.. هكذا يتم التجسس على محادثات -واتساب-!
- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت مجددا محطة كهرباء في خرق ج ...
- إيران تدين القصف الإسرائيلي الأخير للضاحية الجنوبية في بيروت ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - محو الذاكرة التاريخية