أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد خالص - هرطقات عابر سبيل














المزيد.....


هرطقات عابر سبيل


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 6782 - 2021 / 1 / 8 - 14:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما كنت صبيا كان كل أملي أن يمضي الوقت بسرعة أكثر لأكبر كالأطفال؛ وعندما صرت طفلا صرت أتمنى الحصول بسرعة على شواهد دراسية، فحصلت تباعا على الابتدائية والثانوية والجامعية.
وعندما أجبرت قهرا على قضاء فترة الخدمة المدنية بالإدارة العمومية، كنت أتمنى أن تنتهي تلكم الفترة بسرعة أيضا للعمل في القطاع الخاص لتنمية بعض الثروات العائلية.
وأثناء الخدمة المدنية عقدت العزم على الحصول على شواهد جامعية عليا متخصصة فحصلت عليها ونميت بعض ثروات العائلة قبل الالتحاق بمهنة المحاماة التي أعشقها.
وكم كنت أتمنى أن تنتهي فترة التمرين بسرعة لاجتياز امتحان الاهلية لأرى إسمي على رأسية وممارسة المهنة كمحام مسجل بالجدول، فأنهيت التمرين ونجحت بتفوق في امتحان الاهلية وفتحت مكتبا خاصا بي وأصبحت لي رأسية باسمي ومارست المهنة وأديت ولا زلت اؤدي الرسالة.
وأثناء فترة التمرين قررت الزواج بالموازاة فتزوجت، وقررت إنجاب أطفال بعد ذلك فأنجبت ثلاثة حيث صار هدفي هو تربيتهم وتعليمهم ومرافقتهم، فربيتهم وعلمتهم ورافقتهم الى ان حصلوا على الشواهد الابتدائية والثانوية ليغادروا المنزل نحو جامعات هنا وهناك فأصبحت جهودي مشتتة بين المغرب وكندا وفرنسا الى أن حصلوا على الشواهد الجامعية العليا، واستقر كل واحد في مجاله.
وبين العلم والتعليم والأسرة والمهنة والأعمال والمال والمسؤوليات الكثيرة والكبيرة هنا وهنالك الى جانب العمل الثقافي والجمعوي جرت مياه ومياه تحت القناطر لا سبيل للوقوف عندها،
وانا أتصارع يوميا مع الزمن وحتى دون أن أدري بأنني أتصارع مع نفسي وأنني أطوي صفحات من عمري، وبعد وفاة صديق من أعز أصدقائي منذ بضعة أيام، صحوت فجأة وأنا أقترب من نهاية العقد السادس، والتفتت الى نفسي مستغربا كيف مرت كل هاته العقود بسرعة، وسألت نفسي عن نفسي وعن سبب وجودي في هذه الدنيا وهل أتيت اليها لأداء مهام معينة قبل الرحيل أم أن هنالك أسبابا أخرى أجهلها.
وأنا سابح في التفكير في شرفة منزلي أمام البحر تذكرت أغنية "من غير ليه"، التي كان سيغنيها المطرب عبد الحليم حافظ لولا وفاته سنة 1977، فغناها الموسيقار محمد عبد الوهاب، والتي تبرز كلماتها، -التي هي لمرسي جميل عزيز-، عمق السؤال الفلسفي لصاحبها انقل اليكم البعض من مقاطعها في إنتظار ايجاد جواب لسؤالي إن أنا وجدته يوما.
"من غير ليه
جايّين الدنيا ما نعرف ليه
ولا رايحين فين، ولا عايزين إيه
جايّين الدنيا ما نعرف ليه
ولا رايحين فين، ولا عايزين إيه
مشاوير، مشاوير مرسومة لخطاوينا
نمشيها في غربة ليالينا مشاوير
مشاوير، مشاوير مرسومة لخطاوينا
نمشيها في غربة ليالينا يوم
يوم تفرحنا ويوم تجرحنا
واحنا ولا احنا عارفين ليه، ليه، ليه
وزي ما جينا، جينا، جينا
ومش بإيدينا، بإيدينا جينا
وزي ما جينا، جينا
ومش بإيدينا، بإيدينا (...)
إلا انني لم أكمل الأغنية واستحضرت بسرعة، الحديث النبوي الذي كان يحب ترديده الأستاذ عبد الهادي التازي رحمه الله الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم "إن قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"؛ فانتعشت روحي وجوارحي وقلت لنفسي قم ولا تسأل كثيرا وقل "اللهم لك الحمد حتى ترضى، و لك الحمد إذا رضيت، و لك الحمد بعد الرضى"، لكي لا تسقط في اليأس والإحباط وواصل المشوار إلى النهاية المرسومة لك فإن "الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".
وهأنذا انتفض على الأفكار السوداء وعلى الحزن وحتى على المرض العارض الذي ألم بي مؤخرا لأجد نفسي اتقاسم معكم هذه الأسئلة الفلسفية الوجودية للحياة لربما تجدون فيها أنفسكم وكذا البعض من تساؤلاتكم ولربما تجدونها مجرد "هرطقات عابر سبيل" وهو ما اخترته كعنوان ربما عن صواب وربما عن خطأ لحديث الإثنين هذا.



#خالد_خالص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيك لولة يا سلطان
- المراكز والمسؤولية
- كلام عن الكلام
- كوفيد 19 والعقوبات البديلة
- ماشطة بنت فرعون
- دفاعا عن السيد شكيب بنموسى
- انت عيدي
- مناجاة
- ثقافة التبخيس
- إليك أشتكيهم يا إلهي
- الكلام المفيد في زمن الكوفيد
- كورونا والهزل
- انهضي بنيتي
- الماشطة
- أي دور للمحامي أثناء مرحلة التحقيق ؟
- ثقافة الإعتذار
- المحامي وكورونا
- الحجام
- هنيئا لنا بالسوشيل ميديا
- البراح


المزيد.....




- -ليس سؤالًا ذكيًا-.. شاهد كيف رد ترامب عندما ضغطت عليه مراسل ...
- دعوى قضائية بقيمة 20 مليون دولار ضد شرطية في ألاباما صعقت رج ...
- 10 أضعاف حجم البنتاغون.. الصين تشيد أكبر مركز قيادة عسكري في ...
- مراسلة RT: العثور على صاروخ غير منفجر في شمال لبنان
- طهران تؤيد استقرار سوريا ووحدة أراضيها وتدعم أي حكومة يوافق ...
- أورتيغا وزوجته يحكمان نيكاراغوا بسلطة مطلقة بعد تعديل دستوري ...
- نائب عن -حزب الله-: الغارات الإسرائيلية على البقاع عدوان فاض ...
- مباحثات روسية أمريكية حول نقل جثث ضحايا كارثة مطار ريغان الر ...
- كتائب القسام تنعى قائدها محمد الضيف و-ثلة من القادة الكبار- ...
- مراسلة فرانس24: ما يدور داخل الأروقة الداخلية الإسرائيلية أص ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد خالص - هرطقات عابر سبيل