علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 6782 - 2021 / 1 / 8 - 12:06
المحور:
الادب والفن
احضريني إليكِ
يا اِمرأة من خطر
اِجبري بخاطري
اِحتفلي بعيد ميلادي القادم
لم احتفل به من قبل
خلّصيني من آثامي
من أقلامي وكتبي وصوري القديمة
حرريني من العُرَّة
امهليني ولا تشتكيني
احضريني
حتى أكتب عنك وحدكِ
حتى أطبخ لكِ وحدكِ
حتى أرسم لكِ وحدكِ
لوحة "الكنافة الساحلية بعسل نحلٍ"
لا تغضبي مني
إن رسمتها لكِ بعسل القصب
فأنا فقير!
لا تعطي كنوزك المقدّسة إلا لي
لا ترمي لآلئك إلا أمامي
لن أدوسها بأقدامي
ولن أستدير باتجاهك
إلا لأمزقك حباً.
احضريني إليكِ
يا امرأة من خبز وزعتر
كل ما يحدث حولي لا يهمني
كل ما يجري معي ومعك يعجبني
عانقيني
لا تخافي
فكل بداية هي الأكثر إثارة
أدخليني فيك
كي لا أظل يتيماً
بلا مطبخ
قدّمي لي شاياً إنكليزياً ساخناً
الحرّ شديد
انحنيْ أمامي
انحنيْ أكثر
شايك الساخن
سُيبرِّد حتماً
غليلك
جسدي المنهك
ذكرياتي
وأحلامي التافهة
أو قدّمي لي إن أحببت كأس نبيذ أحمر فاتر
كأس بورغوندير
البرد شديد
الحياة وكل شيء بدونك بارد
اقتربي مني
دعيني أشم الحبق المخبأ بين نهديك
دعيني أطمر رأسي المتعب بين فخذيك
دعيني استلقي في معرضك
بين لوحاتك
دعيني أقبّل "أصل العالم"
دعيني أنام في مطبخك الليلكي
ابتسمي
واسمحي لي ولو ليلة واحدة
أن أصير شهبندر العشّاق
لأحصد الشهرة في المدينة
قولي لي:
كم من أحمق غيري تمنى لو يُطبخ رأسه في مطبخك؟
عساهم كثرٌ
أجيبيني أرجوك
كي استريح من تعب الغيرة
أثرثر معك اليوم لا لشيء
إلا لتنام الغيرة ملء جفونها
وتبقى الغربة
وحدها
قمر هذا المساء.
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟