أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - العجوز الحكيمة














المزيد.....

العجوز الحكيمة


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 15:58
المحور: الادب والفن
    


توقفت كثيرا عند فيديو بعث به احد الاصدقاء عبر الماسنجر الفيديو الذي استغرق 3 دقائق و17 ثانية تظهر من خلاله امرأة عجوز يقوم بتصويرها احد المقربين اليها ولعله ولدها الذي يستنطق والدته فيثير داخلها استفهامات استعصت على عقول كبار العلماء والفلاسفة عل امتداد التاريخ .
المرأة الطاعنة في السن تبحث عن حل عقلاني ومنطقي لمعادلة الحياة والموت فهي ترى ان الله لو اكتفى بخلق السموات والارض دون ان يكون هناك بشر يحيا ثم يموت ليندبه المقربون ويبكيه الباكون ثم لا يلبث هؤلاء بعد عقود من الزمن ان يغادروا الحياة مرغمين فيبكيهم الباكون ويندبهم النادبون وهكذا دواليك
لو فككنا حديث العجوز الحكيمة لعناصره الاولية لوجدناها تثير اسئلة بالغة الاهمية شغلت اذهان الفلاسفة والحكماء حتى يومنا هذا
الابن الذي يتجاذب اطراف الحديث مع والدته يشترك معها حول بعض المفاهيم بحكم عنصر الوراثة والتنشئة الاجتماعية لكنه يستدرجها لتبوح وبكل عفوية بكل ما يختلج في صدرها من اسئلة قلقلة وملحة .
العجوز تسال عن سر خلق الانسان والابن يرد بان هناك من يقول بان الله لم يخلقنا فهناك جرثومة ما هي التي كانت وراء خلقنا فترد العجوز بكل قوة وثبات وهل يعقل ذلك ؟ اذا من ذا الذي خلق لنا كل تلك الاعضاء الدقيقة والجوارح الرقيقة ؟
الابن يسوق لوالدته بعض الحجج التي يعتمدها رجال الدين بان سبب خلقنا هو العبادة او ان تكون هناك رغبة الهية جامحة في معرفته والتمجيد باسمه والتسبيح له لكنها مرة اخرى ترد بجد وقوة انها غير مقتنعة بهكذا اجوبة فهي تبحث عن اجوبة اعم واشمل
المرأة العجوز مؤمنة بامتياز الا ان ايمانها محاط باستفهامات عدة فهي عطشى لأجوبة تختلف عن اجوبة النصوص الدينية الجاهزة انها تبحث عن شيء اكبر من النص فهي تؤكد لولدها ان تلك الاسئلة قد رافقتها منذ الطفولة واخذت رقعتها تتسع وتتسع كلما تقدم بها العمر وتعددت امامها مصارع الاحبة ومقاتل الاعزة وهي بذلك تشير الى تنامي حالة الوعي المضطرد لديها.
لماذا خلقنا الله ؟ ولماذا لم يقتصر خلقه على الارض والسماء دون وجود للإنسان ؟ الذي اهلك الحرث والنسل ففسد في الارض وسفك الدماء ولوث الكون بسمومه واشعاعاته وحروبه ونزواته ونزقه وطيشه .
الابن يؤكد لوالدته انها لن تجد اجوبة شافية كافية لأسئلتها الملحة عند الشيوخ والمعممين وهي تصر على الوقوف على حقيقة ما تبتغيه وتبحث عنه منذ طفولتها الابن يسوق لها بعض الاحاديث والروايات التي كانت وراء خلق الانسان الا ان ما ركز في طبيعة المرأة العجوز يأبى ان يذعن لتلك الاجوبة المعلبة التي لا تغني عن الحق شيئا من وجهة نظرها .

كانت والدتي رحمها الله تطرح عليه هكذا نوع من الاسئلة حول حقيقة ومفهوم الحياة والمغزى منها اذا كانت نهايتها بتلك البشاعة بشاعة الموت لكنها سرعان ما كانت تستغفر وهي تردد بصوت خافت ورأسها الى الارض
لا حول ولا قوة الا بالله .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطار في التراث الغنائي العراقي
- تواريخ سيئة
- موعد مع الموت
- اسقاط النظام الملكي في العراق .. هل كان لصالح العراق والعراق ...
- بطون وعقائد
- مدينة الحرية ايقونة الكرخ وموطن الابداع والمبدعين
- شكرا كورونا
- الخوف في قصائد الشاعر الراحل ...كاظم اسماعيل الكاطع
- هل يعد الحديث عن السنة والشيعة حديثا معيبا ؟
- الجريمة البشعة
- ما هو المطلوب من المتظاهرين في الوقت الحاضر ؟
- الجماهير والسلطة
- القوى المدنية على الأبواب
- لماذا لم يخرج معظم العراقيون في مظاهرات يوم امس ؟
- جيل الثورة
- الهيام بسنوات حكم صدام ...مؤشر جهل ام معرفة ؟
- القول السليم في الباشا والزعيم
- الحرب لم تنته بعد
- افكار داخل دماغ يغلي
- هل ينتفع الصائمون من صيامهم ؟


المزيد.....




- الليبي سعد الفلاح يهزم البلجيكي ساجورا بالضربة الفنية القاضي ...
- غارديان: هل كانت محاولة الانقلاب في بوليفيا مسرحية نظمها الر ...
- مصر.. تفاعل ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن إقامة حفل ابنة مذي ...
- شاومينج بيغشش.. تسريب امتحان اللغة الأجنبية الأولى ثانوية عا ...
- شوف أحلى برامج الأطفال .. تردد قناة توم وجيري نايل سات 2024 ...
- بعد اعتذاره.. الفنان المصري محمد رمضان يعلن إحياء حفل ختام م ...
- انطلاق مهرجان RT للأفلام الوثائقية
- ألسنة وتكنولوجيا.. غوغل تضيف الأمازيغية لخدمة الترجمة
- تقرير: إعدام شاب كوري شمالي بسبب -موسيقى أجنبية-
- -أيام الثقافة الإماراتية-.. ريابكوف لـRT: نتلمس الثقافة العر ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - العجوز الحكيمة