فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني
(Fouad Ahmed Ayesh)
الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2021 / 1 / 1 - 17:13
المحور:
الادب والفن
أنا يا صديقتي نصفُ حكاية … أو ربما نصفُ أنشودةِ خريفٍ سقطت سهوًا من شجرة تفاحٍ لم يتقاسمها آدم وحواء … وهناك … هناك حيث نُسِيَ نصيبي العابث من تعب الزمن … قد بَحَّت حناجر البوح صُراخًا … وأنا أهذي حروف اسمٍ لم أتبينه بعد.
كل أساطيري عادةً ما تنتهي هكذا … يتعطل السردُ لينتحرَ المغزى على حافة النص … فدعيني صديقتي أبدأ كلامي ببعض ألغاز العرب.
هلاَّ أخبرتني كيف تكونين وطنًا وغربةً ؟.
كيف تكونين بعيدةً قريبةً برغم انهزام كل المنافي وكل الصحاري ؟.
اشرحي لي قبل البداية ، قصة آدم وحواء وأخبريني بعض الشيء عما دار فوق ظهر السفينة … سفينة نوح وروح الخيانة.
لا … لا تُصغي لذلك الصوت الذي يعلو بداخلكِ … فقد يكون صداهُ الوجعَ … فألمُ الصديقِ كلَيْلةِ شؤمٍ تقاوم نفسها رغم الصعاب ، وتقرع بكل تأنٍّ طبول الوهن.
كوني صديقتي وإن لم نمشِ سويًّا ونأكل سويًّا ونحلم سويًّا … ولا حتى أخذنا صورةً سويًّا أو شربنا سويًّا ولو كأس نبيذٍ على نخب فعلٍ ماضٍ وحاضرٍ لضميرٍ تائهٍ كشبه الغائب أو المُستتر.
صديقتي ... هلاَّ قرأتِ لي كفّي ؟ ودقّقتِ في تفاصيل الخطوط وقلتِ إنها رمزُ دروبي ، وأن دربي طويلٌ ؟ طويل …؟ ولخصتِه في كلامٍ مُنمّق … وأشعلتِ لي عودَ ثِقابٍ … يُنيرُ طريقي ويحرق كوابيسي على عتبة المنتظَر.
أَعيدي عليَّ قصة بائع الكعك الذي قاوم الظلم ولم ينتصر … أَعيدي عليَّ قصة الحلم الأمريكي … لكن أرجوكِ لا تذكري لي القومية العربية لأن لا التاريخ ولا الجغرافيا قد منحانا فرصةً لعناق القدر.
سأكتفي بحقي الشرعيّ في أن أدوسَ بِلاط الفرح بلحظةٍ واحدة من كل خريف … أغرِفُ من قدحِ المحبةِ عِرجون امتنان … لكل أشيائي المُبعثرة … أكوِّنُ حينًا لعبةَ نردٍ أو لعبةً أُخرى … أَمتطِيني أحيانًا كي أصنع لنفسي أرجوحة حياة.
كوني صديقتي في هذه الليلة وارحلي باكرًا … باكرًا … قبل صلاة الفجر … فهم إن رأوكِ سيقولون عنّا فجرةً زُناةً .. عصينا ولم نستَتِر.
#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)
Fouad_Ahmed_Ayesh#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟