مناع النبواني
الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم أكن مشدودا لسماع الأخبار ومتابعة الأحداث , بقدر ما أنا متسمّر أمام التلفزيون هذه الأيام .
لا أود الدخول في مساجلات الإيديولوجيات , وأحتقر التعصب للعقائد والمبادىْ الدينية أو السياسية أو الاجتماعية , أو حتى الشخصية .
عندما يكون الوطن أولا , تذوب جميع الخلافات التي هي دون الوطن . الدين , والحزب , والحاكم , وكل المقدسات , هي جميعا دون الوطن . وإلا فنحن لا نستحق لقب المواطن , لأننا لا نبني وطنا .
ما يجري في لبنان – حاليا – خير دليل على ذلك . التعالي فوق الانتماءات المختلفة , والكظم على الجراح , وتناسي الخلاف والاختلاف , هو جوهر الوطنية , وهذا ما تجلّى لدى كل الفئات السياسية والدينية والاجتماعية اللبنانية رسميا وشعبيا . جميعهم قالوا - لبنان فوق الجميع – لبنان أولا – ونتحاور حول الصواب والخطأ بعد انتهاء المحنة .
العكس تماما , ما نراه لدى النظام العربي الرسمي بكافة أشكاله وتسمياته . اللبنانيون المختلفون ديمقراطيا , توحدوا لمواجهة العدوان . بينما الأنظمة العربية الموحدة قمعيا , اختلفوا حول تسمية ما يجري , أهو عدوان , أم مغامرة , أم دفاع عن النفس , كما تصفه الإدارة الأمريكية ؟؟؟!!!.
ليس مهما الآن إذا كانت المقاومة اللبنانية مصيبة في اختطافها لجنود العدو ؟ ليس مهما الآن إمساك الدفاتر التجارية لحساب الأرباح أو الخسائر . ما يهمني الآن هو وجود عدوان صهيوني حاقد , يصبّ جام غضبه على كل لبناني لأنه يهدم البنى التحتية للدولة اللبنانية . ما يهمني الآن هو أن أعرف أين أقف , ماذا أقول , كيف أفعل .
فإذا كان لديك ولد مشاكس أحرق بيتك , فماذا تفعل ؟! هل تطفىْ الحريق أولا , أم تعاقب الولد ؟؟؟!!!.
إن مقاومة العدو الصهيوني هو – فرض عين – على كل عربي , وبأية وسيلة .
ماذا فعل النظام العربي الرسمي لمواجهة العدو الصهيوني منذ عام 1948 وحتى الآن ؟
العدو الصهيوني بنى وأنتج القوة النووية لحرقنا وإذلالنا . وحاكم أحد مسؤوليه لوجود حساب مصرفي له خارج الكيان الصهيوني .
النظام العربي الرسمي بنى القصور التي تفوق جنات عدن جمالا وروعة ,وأودع المال العام الذي سرقه في البنوك الأجنبية , وخاصة الأميركية .
أنا لست مع هذا الحزب - في لبنان – أو ذاك , ولي من التحفظ والنقد على جميعهم , الكثير الكثير . ولكن يجب ألا نتبع المثل القائل (( إذا وقعت البقرة يكثر سلاّخوها )) . بل نتمثل القول التالي :
(( الحّرة تموت ولا تأكل ثدييها )) .
وأخيرا , أكرر تأكيدا لا تجديفا – الوطن أولا – الوطن أولا – الوطن أولا –
فلا مقدس إلا الوطن .
15/7/2006
المحامي
مناع النبواني
#مناع_النبواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟