أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي عبدالقادر ريكاني - السياسة العامة الحكومية في العراق -ادارة الدولة-














المزيد.....

السياسة العامة الحكومية في العراق -ادارة الدولة-


سامي عبدالقادر ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 6774 - 2020 / 12 / 29 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجزء الاول

سياسة تبني تغير سعر صرف الدينار العراقي من 1190حسب المعمول به رسميا الى 1450 دينار مقابل الدولار الواحد" من قبل وزارة المالية العراقية لتسديد النقص في رواتب الموظفين والذي اوردتها مسودة الموازنة العراقية لسنة 2021، هي سياسة عقيمة، بل هي اشبه بمن يحاول ارواء ظماه بماء البحر.
فاذا كانت بعض الدول تتبنى هذه السياسة وتخفض من قيمة عملتها المحلية امام الدولار سواء بصورة دائمة كالصين او مرحلية كتركيا اليوم، انما تفعل ذلك لتوفر عدة عوامل لديها منها:
اولا :لكونها دول منتجة وتعتمد في اقتصادها بالدرجة الاولى على الانتاج المحلي والتصدير والاستثمار وتخفيض العملة ستزيد الطلب على انتاجها.
وثانيا تمنحها هذه السياسة الميزة التنافسية في التجارة داخليا وخارجيا.
وثالثا: ستزيد وتوفر لبنوكهم ومصارفهم التنوع من الاحتياطي النقدي من العملات الاجنبية.
ورابعا: ستخلصهم من الركود والكساد الاقتصادي وستنعش حركة الاسواق الاقتصادية على المستويين الداخلي والخارجي لصالحها.
فعادة نتائج هذه السياسة في هذه الدول تصبو في صالحهم، بغض النظر عن الفارق الهائل بين الصين وتركيا، فلا مقارنة بين سياسة كليهما في هذا المجال، خاصة اذا ماقارنا مستوى النجاح في الاولى وتلكؤها عند الثانية.
ولكن الى حد ما فان تركيا مع كل ماتعانيها من ازمة اقتصادية مستفحلة الا ان حركة السوق بقيت نشطة واستطاعت ان تتخلص من الركود والكساد في اسواقها الداخلية الى حد كبير وذلك بفضل خفض قيمة عملتها امام العملات الاجنبية الاخرى .
وبخلاف ذلك فان الدول الغير المنتجة او التي تعتمد على الاستيراد لتسديد كل حاجياتها الاستهلاكية او اكثرها، كدولة العراق، خاصة وانها دولة ريعية ومع الانخفاض في اسعار البترول، فان تبني مثل هذه السياسات لاتجلب لها الا مزيدا من التدهور الاقتصادي، ابتداءا بغلاء المعيشة وانتهاءا بمزيد من تهاوي قيمة العملة المحلية، والتي في الاخير ستسبب بالتضخم ، خلافا لما يتوهمه البعض من الداعمين لهذه الخطوة بانها ستوفر الميزة التنافسية للاقتصاد الوطني امام منافسيه التجاريين .
خاصة اذا اضفنا الى هذه السياسة ما اقدمت عليه الحكومة العراقية وما ستقدم عليه لاحقا للسنة المقبلة، بلجوءها الى الاستدانة الخارجية، ونيتها تبني سياسة استقطاع او تخفيض جزء من رواتب الموظفين من المخصصات والتي ستصل مجموع ما ستستقطع من رواتبهم الى النصف، اذا ما اضفنا اليها ما سيخسرونه من قيمة العملة بعد تخفيض قيمتها امام الدولار الامريكي، اي ان الحكومة العراقية ستدفع نصف الراتب للموظفين وبدون اي جلبة اعلامية ووجع الراس كالذي حصل في الاقليم مع رواتب الموظفين، ولكن الخطوة الاخطر من كل هذا هي اعطاء الصلاحيات الغير مباشرة للحكومة لتتصرف بالاحتياطي النقدي عبر البنك المركزي العراقي.
ووفق هذه المعطيات ومع تقلبات اسواق النفط والتي لانتصور بانها ستنتعش قبل الربع الاخير من السنة القادمة، فان العراق ستقبل على عام عصيب ومستقبل اقتصادي مجهول، خاصة مع بقاء مستوى الفساد الهائل المستشري في جميع القطاعات الحكومية النفطية والمصرفية وغيرها دون تقديم اي اصلاح في هذه المجالات .
وطبعا فان اقليم كوردستان ليس استثناءا من هذا الفساد، ولا من تبني ودعم هذه السياسات، كما انها ليست بمناى من هذه التاثيرات بل سيكون المتضرر الاكبر من هذه الخطوة خاصة اذا ما استكملت الترتيبات بتحويل واردات الاقليم النفطية وغير النفطية الى بغداد مقابل دفع رواتب الموظفين في الاقليم.



#سامي_عبدالقادر_ريكاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة لم تنتهي بعد( الانتخابات الامريكية)
- التطبيع مع اسرائيل والشعارات المضادة بين الحقيقة والزيف
- التطبيع مع اسرائيل والشعارات المضادة بين الحقيقة والواقع
- ماذا ينتظر الكورد بعد اتفاق قسد وامريكا
- الكورد والاسلام والدولة
- سيبقى اقليم كوردستان رغم كل الازمات
- فلسفة (الوجود والعدم)
- القمة الثلاثية بين (روحاني، اردوغان، بوتين) ومستقبل المنطقة
- الازمة السياسية في الاقليم الكوردي
- وباء كورونا وخيارات التصدي. الجزء (3)
- وباء كورونا وخيارات التصدي. الجزء (2)
- وباء كورونا وخيارات التصدي الجزء(1)
- وباء كورونا وخيارات التصدي: الجزء(1)
- ماركس عدو الراسمالية(نظرة اقتصادية ورؤية واقعية و(انصافا للح ...
- اللصوصية السياسية والهروب الى الرفاهية
- وهم العقل
- فهم الصراع الامريكي الايراني بين مفهومين( الكلاسيكي والمعاصر ...
- لديمقراطية واشكالية الدولة (العراق نموذجا)1-3
- امريكا واستراتيجية -حافة الهاوية-
- زيارة روحاني للعراق، الابعاد والتداعيات.(قراءة جيواقتصادية)


المزيد.....




- -أسر غواصة تجسس أمريكية في كمين إيراني-.. هذه حقيقة الفيديو ...
- -سرايا القدس- تقصف مستوطنات في غلاف غزة
- إسرائيل تقوم بـ-تجزئة- غزة.. ومظاهرة جديدة ضد حماس في القطاع ...
- ترامب يلقي -القنبلة-.. رسوم جمركية على دول في مختلف القارات ...
- -أسوشيتد برس-: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قاذفات -بي 2- ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي من موقع في جنوب لبنان: -حزب الله- لم ...
- الأوقاف المصرية والأزهر يحذران من اقتحام بن غفير للأقصى: است ...
- محللون: نتنياهو يضع المنطقة على الحافة وترامب يساعده على ذلك ...
- غزة في لحظة فارقة.. هل تتحرك روسيا والصين؟
- تامر المسحال يكشف آخر تفاصيل مفاوضات الهدنة بغزة


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي عبدالقادر ريكاني - السياسة العامة الحكومية في العراق -ادارة الدولة-