الجزء الثاني
(نص مفتوح)
..... ...... ...... .......
هبطَ الليل فوق خُوَذِ الجنود
أجسادٌ مشتعلة
ارتعشت الأرض
خرّت دموع القمر
فوق نجيمات الصباح
ذُهِلَتْ مياه المحيط متسائلةً
لِمَ كلّ هذا الإرتصاص؟
زمجرتِ المياه من أعماق القاع
وجعٌ مشنفرٌ
فوق هامات المحيط
تأوَّه المحيط باكتئاب
زيحوا عن رقبتي
أطنان الرصاص!
أكادُ أن أُسْلِمَ الروح
زيحوا عن رقبتي رغوة طيشكم ..
أرهقتم كاهلي!
غيمةٌ سوداء*
موشّحة بالدم
غولٌ فوقَ أراجيح الطفولة
برقٌ فوقَ جسدِ المدائن
زنازين غير مرئيّة
شيوخٌ مجنّحة بالحسرة
تخشى احتراق أحلام العمر
أحلام البنينِ
أحلامِ السنينِ
تاهت الحضارة
عن لُجين الطينِ
زاغَت عن دربِ الملوحة
لا طعم في وهادِ العمر
ولا رائحة في دروب الربيعِ
حضارة مصقولة بالاسفلت
بطائرات الشبح
بالمكر
بشراهةِ السيطرة على مالِ الغيرِ
آهٍ .. يا ثعلب الصحراء
عن قصدٍ أو دون قصد! ..
طرَحْتِ نفْسَكِ ثعلبَ الصحراء
ماذا يتوقَّع الإنسان
من ثعلبٍ
يعبر أعماق الصحارى ؟
..... ..... ...... يُتبَع!
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطّي مع الكاتب.
ستوكهولم: آذار ـ نيسان 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]