هاتف بشبوش
الحوار المتمدن-العدد: 6772 - 2020 / 12 / 27 - 23:10
المحور:
الادب والفن
أول أيامنا في الدنمارك وفي الشوارع المكتظة كنا نرى الدنماركيين شيوخا وشبابا وفاتنات يبتسمون لنا من دون أي سبب ، وذات يوماً كان أحد أصدقائي رأى فاتنة قد إبتسمت في وجهه مما حدا به في الحال أن يركض خلفها ويبتسم ضناً منه أنها إبتسمت لخلقته حباً وشغفا به وكان المسكين لايعرف اللغة أنذاك سوى القليل من الإنكليزية الهزيلة ، وظل يحاورها لكنها غادرته مبتسمة أيضا ومرة أخرى كرر المحاولة حتى لفظته وقطبت حاجبيها وأطلقت ساقيها للريح . تكررت هذه الحالات مرارا حتى عرفنا عندها من انّ الشعب الدنماركي هكذا هو ..وكتقليد سائد حين تقع عيناك على عينيه يتوجب عليه الإبتسام وكأنه قانونا أو دستورا مفروضا عليه ، فياله من تقليد جميل . بينما شعوبنا تراها تمشي في الشوارع وكإنها تبكي أو مقطبة الوجه حتى لوكان في العيد ، وأكثر الأحيان حين تصادف صديقا فتقول له كيف حالك فيقول لك في الحال كمن ضاعت السبل به ( كيف هو حالي ، ألهثُ من أجل أطفالي .. ويقولها باللغة العامية ..زعاطيطي ) . بينما في الدنمارك يعيش الطفل وكأنه إبن ملوكٍ وأباطرة . إبتسم ياصديقي فالحياة لحظة تمرق وأحيانا يخطفنا الموت ونحنُ لم نلحق على توديع بعضنا .
هاتف بشبوش/شاعر وناقد عراقي
#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟