عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6772 - 2020 / 12 / 27 - 23:10
المحور:
الادب والفن
أنْ أحبّكِ للمرّة الثانية
خلال عُمْرٍ واحدٍ فقط
وكأنّكِ امرأةٌ أولى
لم تحدُث بعد.
لقد كانَ ذلكَ مُمكِناً
مثل مرورِ مليون عام
على موتِ آخرَ ديناصورٍ
كانَ يقتاتُ سعيداً
على عُشبِ قلبي.
لقد كانَ ذلكَ مُتاحاً
كأنّهُ المطرُ القديم
الذي يجعلُ الحنينَ كثيفاً
في حُزنِ أُمّي.
لقد كان ذلكَ كافياً
ليرأفَ الشتاءُ بنا
مثل كِسْرَةٍ من الخبز
في فمِ نملة.
لقد كان ذلكَ جديراً بالعناء
مثل اكتشافِ الشفاه
لأوّلِ قبلة.
لقد كان ذلكَ مُتاحاً
أن تصبحَ بشرَتُكِ القمحيّةُ ورديَّةً
ما إنْ يبدأ شغفي بالزحف
مثل جُنديٍّ مذعور
في سهلكِ الدافيء.
لقد كان ذلك أليفاً
مثل أولئكَ الذين يكرهونكَ
دون سبب.
لقد كانَ ذلكَ يحدث
وكأنّهُ لا يحدث
مثل موت الجنود
في الحرب العراقية الإيرانيّة.
لقد كان كلُّ ذلكَ .. الآن ..
كأنّهُ البارحة
كأنّهُ لم يحدث
وكأنّ أصابعها فوق شفتيك
تجعلُ الليلَ قابلاً للطيِّ
مثل تلكَ الرائحة
في فستانها الماضي.
لقد كانَ كُلُّ ذلكَ
لا معنى له
مثل أنْ تاتي إلى هذا العالم
وترحلَ عن هذا العالم
وظهركَ مكسورٌ
بأسئلةٍ ثقيلة.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟