كولم تويبن يفوز بجائزة إمباك الأدبية عن رواية المعلّم

عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:19
المحور: الادب والفن
    

فاز الكاتب الآيرلندي كولم تويبن " Colm Toibin" بجائزة إمباك " IMPAC" عن رواية " المعلّم " وهي أكبر جائزة أدبية تمنحها دبلن للرواية، وقيمتها " 100.000" يورو. وتسند هذه الجائزة لأي كاتب روائي شرط أن تكون روايته مكتوبة باللغة الإنكليزية. وقد إشترك في هذه المسابقة الأدبية " 132" مرّشحاً يمثلون " 43 " بلداً. تألفت لجنة التحكيم لهذا العام من كل من البروفيسورة جين كوستاس، والروائي والناقد ماري أودونيل، والروائي أندرو أو هاغان، والشاعر والروائي باولو روفيللي، والقاضي الأسبق يوجين آر سوليفان، رئيس محكمة الإستئناف الأمريكية. أما الأعمال الروائية العشرة التي رشحت لنيل الجائزة نذكر منها " أرض الرحمة " لكريس أباني، و"خرائط العشاق التائهين" لنديم أسلام، و " الخراب في عامه الثالث " لرونان بينيث، و " الدائرة المغلقة " لجوناثان كو، و " سنونوات كابول " لياسمين خضرا، و " لا تتحرك " لمارغريت مازانتيني، و " اللغز" لتوماس مارتن. وقد أعرب كولم تويبن عن سعادته الغامرة بهذا الفوز كي يندرج اسمه ضمن قائمة الكتاب الروائيين الكبار الذين ظفروا بهذه الجائزة في الأعوام الأحد عشر السابقة عن أعمالهم الأدبية الخالدة من بينها " تذكر بابل " لديفيد معلوف، و " قلب أبيض جداً " لخافير مارياس، و " أرض الخوخ الأخضر " لهيرتا مولر، و " إسمي أحمر " لأورهان ياموك، و " تلك العتمة الباهرة " للطاهر بن جلون، و " العالم المعروف " لأدوار بي جونس. تمحورت رواية " المعلّم " حول السيرة الذاتية والإبداعية للروائي والناقد الأمريكي هنري جيمس الذي أصدر طوال حياته " 20 " رواية، و " 112" قصة قصيرة، و " 12" عملاً مسرحياً، وعدداً كبيراً من الدراسات النقدية، إضافة إلى كتاباته المعروفة في علم النفس والفلسفة، وروايتين غير مكتملتين وهما " البرج العاجي " و " معنى الماضي ". وكان مثله الأعلى في الأدب كل من تشارلس ديكينز، وبلزاك، وهوثورن. وقد قال غير مرة بأنه تعلّم حرفة الكتابة من بلزاك أكثر مما تعلّمها من أي شخص آخر. ولد هنري جيمس في مدينة نيويورك لعائلة ثرية، وكان أبوه واحداً من أبرز المثقفين في أواسط القرن التاسع عشر في أمريكا. وكانت تربطه علاقات حميمة مع كتاب معروفين أمثال تورو وإيمرسون وهوثورن. عاش هنري جيمس حياة إشكالية مضطربة، وقد رصد منها كولم تويبن أربع سنوات فقط، وهي تلك السنوات المحصورة بين عام 1895- 1899والتي هام فيها هذا الكاتب بين عواصم ومدن أوروبية مثل جنيف ولندن وباريس وروما وبون. وقد إختار الكاتب عام 1895وهو العام الذي قدّم فيه هنري جيمس عمله المسرحي " المعلّم دوموفيل " على أحد مسارح لندن في الوقت الذي كانت فيه مسرحياته أوسكار وايلد رائجة، وتستقطب جمهوراً واسعاً من المشاهدين البريطانيين. لم تحقق هذه المسرحية أي نجاح يُذكر، بل أن الجمهور بدأ يسخر من مؤلف النص هنري جيمس عندما صعد إلى المنصة ليحيي الجمهور بعد إنتهاء العرض، وعندها قرر الإنسحاب من المسرح، والإعتزال في بيته لمدة من الزمن قبل أن يعود لكتابة نصوصه الروائية. ويعتقد كل من قرأ رواية " المعلّم " أو " السيد " بحسب بعض الترجمات أن كولم لويبن قد قرأ كل أعمال هنري جميس، وقطّرها في نصه الروائي الجديد الذي أثار إعجاب لجنة التحكيم فأسندت إليه هذه الجائزة الكبيرة مادياً ومعنوياً. لم تترك هذه الرواية جانباً غامضاً أو معتماً أو مثيراً للجدل إلا وسلطت عليه الضوء، وحللت مشاعره الدفينة، وآراءه المتناقضة، وأحاسيسه المتداخلة بأسلوب أدبي شديد الكثافة والتركيز. وفضلاً عن تأثير الفشل الذريع الذي عانى منه هنري فقد ألقت بعض الحوادث بظلالها القاتمة على حياته غير المستقرة أصلاً، إذ ماتت المرأة الأولى التي أحبها متأثرة بمرض السل، بينما ألقت الثانية بنفسها من النافذة، وماتت موتاً مريعاً. كان هنري جيمس يعاني من الكبت الجنسي، إذ إنحرفت مشاعره صوب نحات صغير ووسيم وسببت له الكثير من الإشكالات التي لم يستطع البوح بها علانية، فظل يعاني من الإحتباس فضلاً عن عالمه الموحش الذي تلفه العزلة، ولم يستطع عمه وأخته وخادمه من إنتشاله من جو الوحدة القاتل.
ولد كولم تويبن في إنيسكورثي في مقاطعة ويكسفورد عام 1955. ذهب إلى دبلن في سن السابعة عشرة حيث درس اللغة الإنكليزية والتاريخ في جامعة " كلية دبلن ". وبعد أن تخرج من هذه الجامعة إنتقل إلى أسبانيا عام 1975 قبل وفاة فرنكو بمدة قصيرة جداً. وفي برشلونه زاول مهنة تدريس اللغة الإنكليزية في معهد يدعى " مدرسة دبلن الإنكليزية ". مكث في كتالونيا ثلاث سنوات قبل أن يعود إلى آيرلندا عام 1978. وقد نشر جزءاً من مذكراته عن هذه الحقبة في روايته الموسومة " الجنوب ". في أواسط الثمانينات من القرن الماضي زار قارتي أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وإستقر بعض الوقت في السودان ومصر. أصدر تويبن عدداً من الروايات المهمة التي نالت إستحسان النقاد والقراء على حد سواء من بينها " الحقل المتوهج "، و " قصة الليل " و " المنارة العائمة "، كما أنجز عدداً من الكتب ذات الصبغة السياسية والتاريخية من بينها " بيعة إلى برشلونه " و " رمز الصليب " و " حب في الظلام ". وقد رشحت رواية " المنارة العائمة " لجائزة " بوكر "، كما رشحت أيضاً لجائزة إمباك الأدبية الدولية، غير أن رواية " المعلم " هي التي حصدت هذه الجائزة بإمتياز كبير.

#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات