أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - حقوق المواطن .. بين النهب وصراع المتنفذين














المزيد.....


حقوق المواطن .. بين النهب وصراع المتنفذين


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 6770 - 2020 / 12 / 24 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقوق الموتطن ... بين النهب وصراع المتنفذين
من بديهيات الامور خاصة منذ نشأة فكرة الاحزاب السياسية المنظمة ، في المجتمعات البشرية ، بإن عملية التغيير الناجحة تعتمد على وجود طرفين يؤدي كل طرف منهما دوره في عملية التغيير بشكل يتكامل مع دور الطرف الآخر ، وهما حزب منظم وشعب متحفز ، لذلك فان مسألة توفيرافضل المناخات ووسائلها للحصول على اكثر مايمكن من الحقوق الشعبية فهي من مهمة الاحزاب المنظمة ، واذا رأى بعضهم عكس ذلك فهذا يعني انه لاحاجة للأحزاب .
ولان نجاح التجربة يكمن في ان تظل منضبطة بين التنفيذ والتفاعل والرقابة اليقظة على التنفيذ ، وهذا الاطار الشمولي سيكون محك نجاح اي حركة ، او تيار، او فصيل ، بغض النظر عن برنامجه السياسي والاصلاحي ، وهنا لن يكون مهما” الواصلون الى مقاليد الحكم مفكرين ، اوعلماء ، بل المهم ان تتوافر فيهم مؤهلات القيادة واستعداداتها ، وان يتوافر فيهم نضوج الفكرة والرغبة الكاملة والارادة الحازمة في تبني المشروع وتحويل الفكرة او النموذج الى واقع ، اما بخلاف ذلك فستظل عملية الاصلاح عملية مملة واستبدادية واعادة لشريط الفترة التأريخية السابقة , ولكن بوجوه واحداث مختلفة ، كمن هو المريض الذي يحس بالآلم ويصرخ من وجعه لكنه لايستطيتع من معالجة نفسه ، متناسين ان الشعور بالآلم شيء ووصف العلاج شيء اخر، هذا يحصل في حالة واحدة ، وهي عندما يكون الانسان مريضا وطبيبا في آن معا ، واذا حصل فيكون الشعب بمستوى الثائر والقائد معا ، فعندئذ تحصل المعجزة .
ولذلك بانه من لم يأبه لاي من الاعتبارات المتعلقة بمفهوم القيادة العليا كقبول المجتمع بمن يمسك مقاليد الحكم قبولا مشروطا يتحمل كامل مسؤولياته السياسية ، وان هذا التراضي والقبول بين الحاكم والمحكوم يحول الحاكم الى أجير ، عليه اداء واجبات ادارة السلطة ادارة كفوءة ، وان من اهم تلك الواجبات هي حفظ حقوق المواطنة لكل مواطن ، وحشد موارد المجتمع وامكاناته وموارده من اجل رفاهيته, مقابل التزام مواطنيه بالقوانين الصادرة ، ولان المفاهيم مختلفة او مزدوجة المعايير عند هذا النموذج فانه يتمادى الى ماهو اسوأ من ذلك ليجعل الاجير مستأجرا ، والمسؤول سائلا ، والانتهاك حفظا ، والاستعباد حرية ، والاستبداد عدلا ، ولذلك كان يستلب طاعة شعبه بالانشطة والفعاليات الاستعراضية ، وبالقرارات المدججة بالجهاز الامني والعسكري الذي يحمي تلك الالاعيب السياسية بالاعتقال وسلب الحرية .
قد يتسائل البعض لماذا حصل التمادي في العراق على هذا النموذج ، يمكن القول بان من اهم الاسباب التي ادت لذلك ، هناك توجه اعتمدته عدد من الكيانات والاحزاب ان الدولة يجب ان تسخرامكاناتها لهذه التنظيمات ، وهذا ادى الى تمزق العراق وانقساماته وتأثيرواضح لمراكز القوى الدولية والاقليمية ، نتج عنه عوامل مختلفة كالتفكك ، وضعف التنمية ، وصراع على مغانم السلطة ، مع تهشم مستوى الوطنية وغموضها لدى البعض من المسؤولين ، في ظل المشروعات التي نشأت في سياق هذه الكيانات ، في حين لو امكن المواءمة بينهما لما تغلب واحدة منهما على الاخرى ، ربما يكون اي شئ لبناء دولة قادرة ومستقلة لاينفصل عن السعي الى بلورة تصور وطني وصحوة وطنية تتنهض بأولوية العراق ونهائيته وتقول ان من لايعمل بهذا لايكون في صفوف الوطنيين .
ومن اجل انقاذ العراق الذي تهدده اللاشيئية والافلاس المالي ، وتحيق به التحديات والازمات المستقبلية ، ومن اجل استنهاضه واعماره باستثمار الجهود واستجماعها لمنطقة الانتاج والتطوير ، واطفاء حرائق الطاقات واخماد حروب الجهود الموجهة امكاناتها ونتائجها ومآلاتها الى منطقة الهدر والتضييع والتفريط نتيجة الفساد المستشري في اغلب مؤسسات الدولة ، واستحواذ الجهات المتنفذة على المال العام ، اصبح لزاما محاسبة المفسدين المتسلطين على رقاب العراقيين ليصبح العراق عاجزا عن دفع مرتبات موظفيه بعد ان سرقوا عشرات المليارات من الدولارات واستثمارها لحساباتهم الخاصة خارج البلاد ، والانتقال التكتيكي الذكي من ساحات المعارك المختلف عليها الى الساحات المتفق عليها من مناطق البناء والنمو والمكتسبات . بعيدا عن الوسوسة والبرامج المفخخة ، وبعيدا عن الانسياق نحو التقليد الاعمى والاقتباس العشوائي وبعيدا عن الاجندات واستيراد الافكار المعلبة التي لم تخضع للتقويم والمراجعة والتجريب التي تبناها البعض ، لاسيما الخارجين عن القانون غرر بهم وزجوا في تظاهرات تشرين وما صاحبها من ممارسات لاخلاقية لم يشهد لها المجتمع العراقي عبرعاداته .
وبالتالي يمكن احترام معاناة القاعدة الجماهيرية ومشكلاتها وازماتها ونقاط ضعفها ، والنهوض بها ، والعمل على تصميم البرامج مع المشروعات المؤدية الى رفع المعرفة والوعي والادراك والمواكبة المؤدية الى حل مشكلاتها وازماتها ، وهذا الاسلوب يستخدم حينا بطريقة شريره للوصول الى المآرب والاطماع غير المستحقة ، فيكون عندها مؤامرة ، ويستخدم حينا آخر بطريقة خيرة وبنائية وتطويرية او تفاديا للمأزق او المشكلة فيكون عندها اخلاصا واصلاحا .



145



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشكيل الحكومة العراقية ومرحلة البناء
- الكليات الاهلية العراقية
- المفاعل النووي الإيراني والحشود الأمريكية
- مشاركة القطاع الخاص في مجال الكهرباء وآليات التنفيذ
- التحولات السياسية واساليب التغيير
- عندما تنحرف الاحتفالات والتقاليد الاجتماعية عن مسارها
- ديمقراطية العراق .. وتشكيل الحكومة
- تبعية الاعلام وانعكاساتها على المجتمع
- التظاهرات العراقية .. ومحاولة الالتفاف على شرعيتها
- الاسئلة الوزارية .. ومردودات التسرب
- الديمقراطية.. بين الهيمنة السياسية والتسقيط
- الا نتخابات القادمة .. ودور المواطن
- المآتم .. بين التفاخر والقيم الاجتماعية
- الفساد بين القانون والتكليف
- عقود الكهرباء مع القطاع الخاص .. نعمة أم نقمة
- عقود الكهرباء مع القطاع الخاص .. نعمة أم نقمة ؟
- توتر العلاقات الاقليمية .. من المسؤول
- عندما تنتهك السيادة .. يفعل الدستور وتبرز القيادة
- الاستفتاء ضرورة .. أم بداية لتقسيم العراق
- قراصنة الفساد انهكت ونهبت ميزانية البللاد


المزيد.....




- كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش ...
- الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال ...
- توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
- الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
- تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
- منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر ...
- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - حقوق المواطن .. بين النهب وصراع المتنفذين