مكيافلية زاوية -العدالة والتنمية-

كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 6768 - 2020 / 12 / 22 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد الإعلان عن التطبيع الخليجي الاسرائيلي, صرح البربري الإسلامي سعد الدين العثماني الأمين العام لزاوية العدالة والتنمية الإسلامي و رئيس خدام القصر الحالي عن رفض السلطة في المروك لعملية التطبيع بقوله" كل عملية تطبيع مع الكيان الصهيوني هي دفع له و تحفيز كي يزيد في إنتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والإلتفاف على هذه الحقوق التي تعتبر الأمة الإسلامية كلها معنية بها ويالدفاع عنها".
تصريح العثماني لم يمر عليه الا أسابع معدودة حتى تلقى صفعة موجعة من سيده العلوي ببيان إعلان استئناف العلاقات العلوية الاسرائيلية الذي أحرج العثماني و زاويته الإسلامية, البيان المتناقض لتصريح العثماني والمضاد للإيديولوجية الإسلامية المعادية لإسرائيل, تأكد أن الخطابات الاستهلاكية لزاوية العدالة والتنمية بشعاراتها العاطفية مثل " للتطبيع رافضون " و"التطبيع خيانة" وغيرها من الشعارات المدغدة لعواطف الجماهير الشعبية في الأعراس الإحتجاجية لا تعدو أن تكون مجرد شعارات ديماغوجية شعبوية و مظهرية الحماسة "القومية". لتبقى الشعارات في تناقض مع إلتزامات السياسية لزاوية "العدالة والتنمية", التي ستعري حقيقة الزاوية وأمينها العام سعد الدين العثماني الذي يرأس خدام القصر العلوي العروبي, فبمجرد إعلان القصر لرسمية العلاقات العلوية العروبية مع اسرائيل, إنقلب موقف الإخوانجية من موقف مخون للتطبيع الى موقف تبريري للتطبيع, ففي لقاء مع قناة "الجزيرة" القطرية, صرح رئيس خدام القصر, العثماني : "لا نريد أن تكون هناك مقايضة بقضية الصحراء, لكن الانتصار في هذه المعركة اقتضت الضرورة أن يتزامن مع الانفتاح على الآخر", وهو الموقف التبريري الذي إتخذه الإجتماع الإستثنائي للأمانة العامة لزاوية العدالة والتنمية, في 12 دجنبر 2020, والمؤكد على ما يلي:
( 1. اعتزازها وثقتها في القيادة المتبصرة والحكيمة لجلالة الملك حفظه الله, وما نتج عنها من إنجازات تاريخية وتحولات إستراتيجية تشهدها قضيتنا الوطنية.
2. اعتبارها الإعلان الرئاسي الأمريكي إعلانا هاما يؤكد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية, ويفتح آفاقا جديدة لتقوية الموقف المغربي في الأوساط الدولية, ويزيد من عزلة خصوم الوحدة الترابية, ويسهم في مواجهة مؤامراتهم التي تهدف إلى التشويش عليها.
3. تأكيد تعبئة الحزب وراء جلالة الملك وقيادته الحكيمة من أجل ترسيخ سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ودعم مسار التصدي لمناورات خصوم الوحدة الترابية وإنجازات الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالته ).
ورغم أن الزاوية لم تشير بوضوح الى إستئناف العلاقات العلوية الاسرائيلية, الا أن بيان الزاوية هو تغطية و تبرير لهذه العلاقات, بالارتكاز على الاعتراف الامريكي بمروكية الصحراء.
للتستر على التناقص بين الشعارات والمهام السياسية و ما سينتج عليه من التأثير على الأصوات الإنتخابية (العرو-إسلامية), إستعانت زاوية "العدالة و التنمية" الإسلاميية بشبيبتها, منظمة "شبيبة العدالة والتنمية" لتضليل الصوت الانتخابي الشبابي بالخصوص والإبقاء على الوجود والأمل في الصراع في الإستحقاقات الانتخابية القادمة, وعلى هذا الأساس تجندت الشبيبة الاسلامية وأصدرت بيانها المتناقض مع قيادتها السياسية, والذي جاء فيه: " تؤكد الشبيبة موقفها المبدئي الرافض للتطبيع مع الاحتلال (الإسرائيلي) الغاصب, وتبرير جرائمه ضد الشعب المظلوم والأرض المحتلة في فلسطين", هذا الموقف يفرضه مجرى الصراع الانتخابي على أحقية خدمة القصر العلوي العروبي, فإذا كان الموقف المبدئي هو الرافض للتطبيع, وأن قضية الصحراء كما أورد بيان الشبيبة " أن قضية إقليم الصحراء لا يمكن بأي حال أن تكون موضوع مساومة أو مقايضة أو ابتزاز للمغرب, أو ضغط عليه" فما معنى الإشادة بموقف النظام العلوي ((الملك)) و مواقفه الثابتة, ما جاء في البيان " أن مواقف الشبيبة الداعمة للقضية الفلسطينية جزء من الموقف الثابت للمغرب ملكا وحكومة وشعبا". أليس النظام العلوي هو المسؤول الاول على التطبيع مع إسرائيل, ألم يصدر قرار إستئناف العلاقات العلوية الاسرائيلية من الديوان الملكي؟. إذا كانت عملية التطبيع في حد ذاتها خيانة, فلماذا يستثنى منها النظام العلوي؟, الجواب بسيط من جهة أن القضية الفلسطينية ليس لها أولوية في أجندت النظام ولا خيار شعبي ملح, بل أصبحت هذه القضية ظاهرة نوعية في المزايدات والصراعات الإيديولوجية في المروك, ومن جهة أخرى فقرارات القصر ملزمة لكل خدام القصر المباشرين (المؤسساتيين), أو لخدام القصر الغير المباشرين سواء الزوايا السياسية أو دكاكين الشغيلة اليدوية والفكرية, فما على الزاوية الا الاستقالة من الخدمة المباشرة للقصر (وهذا غير وارد بسبب سياسة الزاوية الانتهازية والوصولية) وإما الترحيب بإستئناف العلاقات مع إسرائيل, وهذا هو الحاصل. رسمية العلاقات قرار مخزني يحتم على العدالة والتنمية الاسلامي قبول التطبيع الرسمي مع إسرائل, الذي سيدخل حيز التنفيذ منذ اليوم الثلاثاء 22.12.2020. وسيوقع فيه ( بعد سويعات) إتفاقيات التعاون في المجالات المختلفة, كما سيصافح فيه قادة زاوية العدالة والتنمية أيدي الوفد الاسرائيلي المشارك في توقيع الاتفاقيات.
السياسة الانتهازية والنفاق الايديولوجي ل"لعدالة و التنمية" من تمليا عليه المواقف الميكيافلية, من جهة مهمته المؤسساتي المخزني التي لا يمكن أن تفرط الزاوية في هذه الغنيمة السياسية و من جهة آخرى الحفاظ على الكتلة الانتخابية المتعاطفة مع كل ما هو عرو-اسلامي, فالتضليل السياسي والايديولوجي هو من يوجه الحركة الاسلامية المسيسة في كل مواقفها.

#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات