أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - حداثات لا حداثة واحدة














المزيد.....

حداثات لا حداثة واحدة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6767 - 2020 / 12 / 21 - 12:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شغل موضوع الحداثة، ولا يزال، حيزاً كبيراً في السجال الثقافي والفكري والأدبي في مجتمعاتنا العربية. هناك نقاش مستمر يتمحور حول أسئلة مقلقة ووجيهة وعميقة، بينها مثلاً: أين نحن من الحداثة اليوم؟، أو كيف يمكننا التأريخ للحداثة العربية: متى بدأت، وكيف، وما هي أوجهها؟.
في السياق نفسه تطرح أسئلة من نوع: هل «حداثتنا» في تطور وتصاعد، أم أنها شهدت ردة ونكوصاً عما يمكن أن نعدّه إنجازات لها، خاصة على الصعيد الفكري، على أيدي رواد التنوير، بمن فيهم المجددون والمصلحون الدينيون، من أمثال جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده؟.
في الإجابة عن هذا السؤال تحديداً يمكن إيراد الكثير من المظاهر التي تبرهن على انتكاس الحداثة العربية، على الأقل في بعض أوجهها، بالارتباط مع اخفاق مع ما تعارفنا على وصفه ب «المشروع النهضوي العربي».
بعض المفكرين والمثقفين العرب، بينهم الجزائري محمد أركون مثلاً، دعوا، للتفريق بين الحداثة والتحديث عند الحديث عن ديناميات التحولات الاجتماعية والفكرية في العالم العربي، مشرقاً ومغرباً، واضعين التحديث في مرتبة أدنى من الحداثة، ليخلصوا إلى القول إننا عرفنا بعض أوجه التحديث في مجالات مختلفة، ولكن دوننا والحداثة، كقيم وسلوك وثقافة وممارسة سياسية ومجتمعية، ما زالت برازخ كثيرة يتعيّن اجتيازها.
للحداثة أوجه ومجالات. صحيح أنها مترابطة، وإن نجاح أي مجتمع في ولوج أحد هذه الوجوه، يعينه على ولوج أوجه أخرى، بحكم السيرورة الموضوعية نفسها، فالحداثة في أي مجال يترك أثره في مجالات أخرى ما زالت خارج التحديث.
الباحث المغربي محمد سبيلا عدّد، مرةً، بعض هذه الوجوه حين تحدث، وعلى سبيل المثال، عن حداثة تقنية، أي استخدام الآلات والتقنيات المختلفة، والحداثة الاقتصادية التي تعني الانتقال من الانتاج اليدوي إلى الإنتاج الآلي، وصولاً للإنتاج الموسع للسوق، ومن العشوائية إلى الإنتاج المخطط والمعقلن.. إلخ، والحداثة الاجتماعية التي تعني الانتقال من البنى الاجتماعية القائمة على العلاقات والروابط العصبية، إلى العلاقات الحديثة القائمة على أسس تتظيم اجتماعي، عقلاني، جديد محوره التنظيم الاقتصادي.
وربما يكون سبيلا قد ذكر أوجهاً أخرى فاتنا ذكرها، ولكن ما نذكره أنه تحدث عن الحداثة السياسية التي تعني إنجاز البنى الدستورية والقانونية التي تؤمن المشاركة السياسية عبر البرلمانات والمجالس البلدية ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها.
أما الحداثة الفكرية فهي بالذات أكثر أوجه الحداثة تعقيداً ومشقة، فيمكن تغيير الكثير من مظاهر الحياة حولنا، لكن تغيير العقول وتهيئتها لطرح الأسئلة بدل الركون للمسلمات أمر شائك.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفع الأشخاص على الأكتاف
- الأمية أنواع
- توليد الجدل
- لبنان وموسيقى تايتانيك
- غطرسة الثقافة
- سرفانتس العاشق
- تصدّع حوامل الحداثة العربية
- (كورونا) شأن سياسي
- أوهام ملفوفة بورق السيلفون
- قنابل شتاينبك الموسيقية
- حنين الكمنجات وحنينها
- فاطمة المرنيسي ونشيد النساء نحو الحرية
- في ذكرى صالح علماني مكتشف القارة اللاتينية
- مدافع الفكر بعيدة المدى
- رضوى المصرية الفلسطينية الغرناطية
- رامبو العدني الماشي على نعال من ريح
- الضمير الشقي
- في ذكرى هيئة الاتحاد الوطني، كيف صنع البحرينيون وحدتهم؟
- من الوطنية إلى المحلية
- (أوروبة) أوروبا


المزيد.....




- كييف.. على دقات ساعة موسكو وواشنطن
- رغم الحرب والحصار.. خان يونس تتشبث بالحياة
- -سأقتل نفسي قبل أن أعود إليهم-... محاولة هروب يائسة لضحايا ش ...
- حماس تعلن فقدان الاتصال مع محتجزي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ...
- قطر وروسيا.. تعزيز التعاون إقليميا ودوليا
- ناشطون لبنانيون يرسلون 6 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى دو ...
- البيت الأبيض: كرة الرسوم الجمركية في ملعب الصين
- هل تتجه علاقات الجزائر وفرنسا للقطيعة؟
- موسكو: غالبية أوروبا تعارض نشر قوات سلام
- أزمة صاعدة بين حكومة نتنياهو والشاباك


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - حداثات لا حداثة واحدة