فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6767 - 2020 / 12 / 21 - 11:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النضال الجماهيري لم يكن جديداً على مدينة الناصرية .. وليس جديداً أن تنطلق منها وتستعر جذوة ثورة الجوع والغضب التشرينية الباسلة ويمتد لهيبها إلى العاصمة بغداد ومدن الوسط والجنوب ومضى عليها عام وشعلتها لا زالت تتوهج نوراً ساطعاً وضياءً بهياً في سماء العراق العظيم .. المناضل الخالد (فهد) يوسف سلمان يوسف ولد ونشأ وترعرع في مدينة الناصرية، كان من أوائل العراقيين الذين استوعبوا النظرية الماركسية – اللينينة بفضل تتبعه الشخصي ودأبه حيث تأسست في العشرينات من القرن الماضي بواسطة (فهد) شبكة تنظيمية من الخلايا الشيوعية في الناصرية ثم البصرة بفضل جهود فهد ومؤهلاته القيادية والتنظيمية واستيعابه للنظرية وإصراره الثوري وما عرف عنه من جهادية ونكران ذات في العمل الصامت كجندي مجهول، لقد كان وجود قائد مناضل على مثل هذه المزايا في بداية الحركة عاملاً مهماً في تسريع تكوين الحزب الشيوعي وتطوره وتماسكه ولم تكن الخلايا الشيوعية التي انتقلت من مدينة الناصرية إلى مدن الجنوب مجرد حلقات دراسية تضم المولعين بقراءة الكتب الشيوعية المنفصلين عن حركة الجماهير، فمنذ البدء كان فهد وزملاؤه وثيقي الصلة بالنضال الجماهيري في مدينة الناصرية وريفها حيث تمرسوا بالنضال الوطني قبل تأسيس الحزب الشيوعي كمنظمة مركزية على النطاق الوطني والمعروف أن فهد نفسه كان كادراً بارزاً في الحزب الوطني العراقي والقائد الفعلي لفرع الناصرية الذي كان رئيسه الزعيم الوطني (جعفر أبو التمن) حتى أغلق الحزب عام / 1935 .. حيث اتجه فهد إلى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عام/ 1934-1935 .. لقد امتد شعاع الفكر الشيوعي من مدينة الناصرية إلى جميع مدن العراق مثلما الآن امتد شعاع ثورة الجوع والغضب التشرينية من مدينة الناصرية إلى مدن وسط وجنوب العراق مما جعل مدينة الناصرية الشعلة التي تضيء الطريق النضالي لكل المظلومين والجياع والمحرومين، وأصبحت المدينة التي يفتخر بها التاريخ لأنها أفلحت برجال مناضلين أبطال.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟