أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرفار العياشي - السيادة على الصحراء : من اجل وطن غير عابر للحدود















المزيد.....

السيادة على الصحراء : من اجل وطن غير عابر للحدود


الفرفار العياشي
كاتب و استاذ علم الاجتماع جامعة ابن زهر اكادير المغرب

(Elfarfar Elayachi)


الحوار المتمدن-العدد: 6766 - 2020 / 12 / 20 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتراف الرئيس الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء يعتبر انجازا تاريخيا للدولة المغربية، سيشكل بلا شك نقطة تحول في تدبير ملف الوحدة الترابية للمملكة. الحدث سيشكل صدمة للكثيرين ،وهو أمر متوقع وعادي لشعب مغربي عاش دائما يحمل القضية في قلبه ووجدانه وما زال يحملها،و ان ساحات الرباط و البيضاء كانت شاهدة على مسيرات مليونية تنتصر للقضية و قدس العروبة. اليوم،الولايات تعترف بسيادة المغرب على صحرائه و بالمقابل المغرب يدخل في علاقات مباشرة مع إسرائيل. هو الخبر الذي خلف صدمة متوقعة نتيجة حضور البعد الوجداني في القضية. أغلب التفاعلات على شبكات التواصل غاضبة، حيث الانتصار للقضية و اعتبار إسرائيل دولة مغتصبة و قاتلة للأطفال. من المتوقع ان يكون الموقف الشعبي ضد تطبيع المغرب مع إسرائيل ولأسباب معروفة،اهمها ان وجدان الإنسان العربي مسكون بالقضية و بالقدس و بمعاداة اسرائيل و اليهود . ان تعيش على فكرة و تكبر معها يصعب في لحظة ان تتخلى عنها، فلسطين قضية العرب على الأقل على مستوى الوجدان و الشعارات،لذا يصعب ان يتخلى المواطن على فكرة عاش عليها طيلة حياته،و ان كل من يعادي القضية أو يتخلى عنها لا يستحق الحياة،و كما جسدته رواية غسان كنفاني : رجال في الشمس و عبارة “لماذا لم تطرقوا الجدران ” ، بعد ان عرف أبا الخيزران ان الشباب الفلسطينيين الثلاث،و الذين حاول تهجيرهم الى الكويت ماتوا في الصهريج.اشارة الى ان كل من يتخلى عن الارض و القدس و القضية مصيره الموت. القضية تسكن الوجدان العربي، بها يستعيد العربي المقهور احلامه و أمجاد أجداده : عمر بن الخطاب و خالد بن الوليد و صلاح الدين الايوبي و جمال عبد الناصر و صدام حسين. فلسطين كانت حلما في زمن التيه و الضياع و التشتت،لذا يفهم كيف ان الموقف العربي كان مشتتا و غاضبا وجدانيا ، لكنه متخاذل واقعيا وهنا المفارقة الصعبة. التفاعلات الغاضبة و الرافضة للتطبيع مع اسرائيل تؤمن بفكرة اسبقية الامة على الدولة، وأن الرهان الأساسي هو بناء الامة، وان الدولة القطرية مجرد عائق أمام بناء الامة العربية سواء في بعدها القومي / حزب البعث، والأحزاب اليسارية أو في بعدها الديني و الاسلامي / حركة الإخوان المسلمين. الانحياز للامة هو انحياز عاطفي و أيديولوجي على حساب الواقع / الدولة . ربما الانحياز الى الامة هو احتجاج على واقع مأزوم من خلال الدعوة الى معاداة الدولة، وعدم الاعتراف بها نتيجة فقدان الأمل في الحاضر و المستقبل، فيصبح الحلم هو استعادة الماضي و استرجاع أمجاد الامة، حتى لو كان ذلك بانتظار من لا يأتي : المهدي المنتظر نموذجا ، القومة، الحكم الرشيد، و غيرها ، لدرجة ان البعض اعتبر فيروس كورونا رسولا من الله، لمعاقبة من خرج عن الشرع وخالف الشريعة . الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب يشكل انتصارا للدولة على حساب منطق الامة ، وهو تأكيد على سيادة الدولة على حدودها و مجالها ،والانتصار للمنطق الدولة القطرية الغير العابرة للحدود، و إنما المهتمة بحدودها فقط . هذا القرار المنحاز للدولة القطرية و التي تشكل موضوع احتجاج من طرف دعاة الامة / الدولة ،والتي تتجاوز الحدود من أجل فكرة المشترك سواء العرق أو الدين . وهو سبب من بين أخرى يجعل الرأي العام المتبني لفكر الولاء للأمة يصبح احتجاجيا، لأنه قرار يقوي الدولة و يضعف احتمالات استعادة مشروع الأمة . و هو ما يجعل من وعي الرافضين وعيا أصوليا و احتجاجيا . الاحتجاج على الدولة و الانحياز الى احياء مشروع الأمة،هو نتيجة تراكم منسوب الاخفاقات و الاختلالات التدبيرية في الدولة القطرية. فالوعي العربي المنحاز للأمة، ويؤمن ان إيجاد حل للقضية و استعادة القدس رهين بتكسير الحدود،وبناء حدود جديدة مؤسسة على الدين و العرق، ّلدرجة ان البعض يعتبر ان تحرير فلسطين رهين بتحرير الوطن اولا . لذا يفهم التوظيف السياسي للقضية الفلسطينية في الصراع السياسي والإيديولوجي . ملاحظة تستوقف كل مهتم بالموضوع ان التعلق بالقضية هو تعلق وجداني/ الامة، وليس تعلقا واقعيا / الدولة. لذا يفهم ان اغلب الوقفات الاحتجاجية التي كانت من أجل فلسطين والقدس كانت ترفع شعارات معادية للدولة،ولسياساتها تأسيسا لشعار ان الطريق الى فلسطين يكون ببناء الامة، و تهديم الدولة او على الاقل السيطرة عليها. ربما ووفق هذا السياق يفهم ان فلسطين تم توظيفها كأداة لمساءلة مشروعية الدولة ،و هو ما يفسر ان الكثير من التفاعلات في ذات السياق عبرت وبشكل واضح ان فلسطين أهم من سيادة الدولة على ترابها و حراسة حدودها . السياسة وفق ميكافيلي هي حقل صراعي و تنافسي وهو ما يجعلها ممارسة حربية، وأن الممارسة السياسية هي القدرة على الحرب،و ان السياسي هو المحارب الجيد أو الجندي الذي يعرف كيف يحمي حدود البلاد. ما انجز اليوم , يخفي ان هناك جهد كبير مبذول في مجال الحرب ضد كل من يحاول إضعاف الدولة المغربية، وجعلها منقوصة السيادة او بلا سيادة. تاريخ المشكلة يكشف ان هناك من حاول جعل المغرب بلا دولة ، أو جعلها دولة بلا حدود . لا يوجد وطن عابر للحدود ،كل الشعارات الجميلة التي ملأت الساحات لمدة طويلة حول وحدة المصير والتاريخ و اللغة و الدين و المصير المشترك، لم تنتج غير الخيبات و التشتت و حروب و مكر الجيران . قرار الرئيس الامريكي اليوم ايجابي و يخدم وحدة وطننا، ويرسم حدود جديدة لواقع سياسي جديد يسمح بإزالة المسمار الذي وضعته الجارة في الحذاء المغربي على حد تعبير الهواري بومدين،حتى يتوقف الزمن المغربي بما يضمن عجز المملكة على حماية حدود و بناء الدولة المتحكمة في مجالها . اليوم ،تحول حاسم في طبيعة العلاقات و نوعها و رهاناتها، ان السياسة هي فعل مصالح،و ان السياسي الجيد هو محارب جيد يعرف كيف يكسب مساحات جديدة في المعركة . قرار اليوم سيحرر مساحات كبيرة للدولة المغربية لإنهاء صراع مفتعل،من طرف جار يدعي حسن الجوار وحدة اللغة والدين ووحدة المصير. الدفاع الوطن لا يعني التخلي عن القضية الفلسطينية، و انما الامر يتعلق بتغيير أدوات التعامل معها، من خلال الاطمئنان الى خيار الحوار يدعم حلا قائما على دولتين والحفاظ على الوضع الخاص للقدس . التاريخ يكشف ان التغيير لا تصنعه الشعارات و الأيديولوجيا ، وان الاحلام الكبرى كانت دائما سبب في الماسي الكبرى، كما .عبر عن ذلك المفكر الماركسي جورج سوريل . :



#الفرفار_العياشي (هاشتاغ)       Elfarfar_Elayachi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر و المغرب : حين يغيب الملح يصبح الكسكس بلا طعم
- احتجاجات منتصف الليل.. الخفافيش لا تخرج إلا ليلا
- فيروس كرونا والهروب من الحقيقة
- العالم القروي و التحولات الاجتماعية في زمن العولمة دراسة است ...
- جائحة كورنا : الحاجة الى دولة سبينوزا
- ازمة فيروس كورونا و انسحاب الاليات التقيلة .
- لماذا تحترم النساء قرارات الحظر ويقاومه الذكور؟
- فيروس كورونا و المعرفة القاتلة
- التواصل الافتراضي و الهوس بالذات: - السيلفي نموذجا -
- التهرب الضريبي : و قيم المواطنة السلبية دراسة استكشافية بمنط ...
- العنف الرياضي ومجموعات الالتراس : طبيعته و اسبابه مقاربة سوس ...
- برنامج انطلاقة : الحاجة الى استعادة الدولة القوية .
- حين صبح الخبز تجارة !
- التجمع الوطني للاحرار و مسار الثقة : الانتصار للمساواة و فوض ...
- اخنوش و الطريق الى الجنة !
- روتيني اليومي : حين تنتصر التفاهة
- علمني و الدي حب الوطن و عدم كره الاغنياء
- حزب العدالة والتنمية واسلمة الفعل السياسي
- الصحراء و الزمن المغربي
- الأسس المرجعية لفكرة -الثورة من الأعلى- عند محمد حسن الوزاني


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الفرفار العياشي - السيادة على الصحراء : من اجل وطن غير عابر للحدود