رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6766 - 2020 / 12 / 20 - 11:58
المحور:
الادب والفن
إلى خليل حاوي
" من شرع لك الانتحار سوى الألم وبيروت؟
الغابة الداخلية خالدة
والشوك متداخل مع الروح.
هل شفاك الانتحار؟
هل لضمت نثارك ملائكة الإله؟
العالم كافر بمحيطاتنا يا حاوي
والألغام في قلب عائلنا المجاز مدفونة
وبيروت الحزينة تصقل التوابيت لمتولهيها
فيا صاحبي الحزين الميت
أنتحر كل يوم بالحياة والكتابة
إلى حين غمر الموت لقلبي.
لست إيزيس لأحيك يا زوج اللغة
لست إلها لأقطع الزمن وأحضِر رشفة من حضورك
لست أنا حتى أؤمن أنك ميت"
*
أن يأتي شكل النص الأدبي متماثل مع الفكرة التي يطرحها، فهذا يشير إلى أنه كُتب بإحساس ومشاعر مرهفة، وانه صدر من قلب الكاتب/الشاعر، النص يتحدث عن خليل حاوي، الشاعر السعيد عبد الغني يُصل لفكرة من خلال الألفاظ المجردة: "من شرع؟، الانتحار (مكرر)، الغابة، الشوك، متداخل، الروح، هل (مكرر)؟، الكافر، حاوي، بيروت، الحزينة، التوابيت" كل هذه الألفاظ لها علاقة بخليل حاوي الذي انتحر احتجاجا وكرد فعل على دخول الاحتلال الإسرائيلي إلى لبنان.
واللافت أن هناك أسئلة تطرح عندما يُسمع أن هناك منتحر، "من، هل" كما أن لفظ "الألم، الداخلية، الروح، الانتحار، ملائكة، كافر" كلها تستخدم وتردد في حالة الانتحار، بهذا يكون السعيد عبد الغني قد أوصل الفكر من خلال الألفاظ المجردة، ومن خلال الأسئلة التي طرحا.
هذا بالنسبة للقسم الأول من النص والمتعلق بخليل حاوي، أما القسم الثاني والمتعلق بالكاتب/الشاعر السعيد عبد الغني" فنجده يبدأ في الحديث عن أثر الانتحار عليه: "أنتحر كل يوم بالحياة والكتابة" فهو يستخدم أنا المتكلم: "أنتحر، لقلبي، لست(مكررة)، لأحيك، لأقطع، أحضر، أنا، أومن" وكأنه يقول لنا: أنا/السعيد عبد الغني متأثر بانتحار حاوي، وهذا ما نجده في ألمه ودهشته لهذا الانتحار، فهو يبين عجزه وإيمانه معا: "لست إيزيس لأحيك، لست إلها لأقطع الزمن، لست أومن أنك ميت" فهذا الاضطراب والارتباك يأتي عند سماع خبر الموت، فبدا تأثر السعيد وكأن حاوي انتحر الآن، وليس قبل أكثر من سبعة وعشرين عاما، وهذا يشير إلى أن أثر حاوي ما زال حاميا وفاعلا.
النص منشور على صفحة الشاعر
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟