عزيز اليوسفي
الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 16:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحياة في أشكالها المختلفة ، غالبا ما تكون مزدحمة بتناقضاتها و صراعاتها الناتجة عن طبيعة المجتمعات البشرية القائمة . فالمجتمعات ذات التوجه الرأسمالي أو الشبه رأسمالي ، و هي السائدة أو هي المركز إن صح التعبير ، هي المجتمعات الأكثر عرضة للسيطرة و الهيمنة للقوى الكبرى ، و لهذه المجتمعات حكومات رجعية غارقة في التبعية و الخضوع التام لذلك المهيمن أو ذاك .بالتالي تنتفي شروط السيادة و ملكية القرار على الحياة العامة ، سواء على المستوى السياسي ، الإقتصادي و حتى الإجتماعي و الثقافي ، مما ينتج عن هذا الوضع ، هولا من البؤس العام و متاهات خطيرة غالبا ما تكون مدمرة على شعوب هذه الحكومات .
المجتمعات التي لا تملك قراراتها ، هي مجتمعات هجينة جائعة لكل ما هو جميل للإنسانية ، تفتقر لكل شيء ، عدا الذل و الخضوع ، فهما أمران يصاحبان حياتها على طول حركة التاريخ .إن أمر فقدان الكرامة و الهبة ، مرتبط جدليا بنوع السلطة السياسية السائدة ، و ليس بأنماط الثقافة و وجدان الشعوب ،الطامة الكبرى عندما تتحول هذه السمات إلى مواقف . آنذاك فالإضمحلال و الإنهيار التام ، هما المصير الذي ينتظر الجميع ، حاكمين و محكومين و حتى الأوطان التي ترزح تحت نير هذا الهول من الدونية و الإنحطاط نهايتها تترأى في أفق وجدانها في كل وقت و في كل حين . هذا على العكس تماما بالمجتمعات التي أثبتت ذاتها و انتزعت أمر قرارها و سيادتها و استقلاليتها . حيث غالبا ما تجد شعوبها و مجتمعاتها مرفوعة الهامة ، مفتخرخة بانجازاتها و مكانتها أمام مجتمعات الأرض . رافعة شعار السيادة و الكرامة تبدأ بإستقلالية القرار و التحرر من التبعية و تحقيق الإكتفاء الذاتي و الإهتمام بالرأسمال البشري كعامل محوري في كل هذه القضية .
في المحصلة ، أمام هذه النماذج من المجتمعات المحتضرة ، طريق طويل و شاق لبلوغ شاطئ الأمان ، و المهمة ليست بالمستحيلة و لا أنها شيء من الطوباوية و الوهم .
#عزيز_اليوسفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟