فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 11:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
البيوت الطائفية عملية قديمة بدأ العمل بها بعد عام/ 2003 وقد ثبت فشل تجربتها لأنها أصبحت ملجأ للفاسدين من حملة الهوية الطائفية وقد أفرزت سلبيات كثيرة أدت إلى ما نحن عليه الآن .. وعملية ترميم البيوت الطائفية يعني العودة إلى النهج الطائفي وإعادة الساحة السياسية العراقية إلى نقطة الصفر. في العشيرة والعائلة لا يمكن أن يكون جميع أبنائها ذات طبيعة أخلاقية واحدة ولا سلوك واحد ولا تصرف واحد ويوجد فيها الخيرون والأشرار وكل واحد منهم يحمل هوية العائلة والعشيرة والانتساب لها ومن خلال ذلك يستطيع البعض من تمييز الخيّر والشرير في العائلة أو العشيرة وليس كل العائلة أو العشيرة إلا أننا لا نستطيع أن نمحي أو نرفض عنه انتماءه للعائلة أو العشيرة وهكذا هو الإنسان الفاسد الذي ينتمي لطائفة معينة فلا نستطيع أن نحذف عنه انتماءه الطائفي أو نمنعه من الانتماء إلى الطائفة أو منعه من الدخول إلى الخيمة الطائفية. وقد ثبت ذلك من خلال التجربة السابقة حيث أصبحت قاعدة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) حينما أصبح الفاسد محمياً ومصاناً من قبل الأحزاب الطائفية حتى تجاوزوا مبدأ (مخافة الله) حينما رفع العلم العراقي على الأحزاب السياسية وهو مطرز عليه اسم الجلالة (الله أكبر) ورأس الحكومة مخافة الله وكان مرفوعاً على المؤسسات الحكومية ويرفرف على طاولة الفاسد الإداري وكان بعضهم من المنتسبين للطوائف الإسلامية.
بعد فشل تلك التجربة التي كلفت العراق بالكثير الكثير من الشهداء والمال والقيم المعنوية لذا يستوجب باستبدالها بالخيمة الوطنية العراقية (خير الناس من نفع الناس ومن سلم الناس من لسانه ويده والرجل المناسب في المكان المناسب) وليس حصر المنصب أو المركز بالشخص الفلاني أو الطائفة الفلانية ونطلق الاختيار للشخصية المناسبة والمؤهلة للمنصب والمركز من خلال جميع أبناء الشعب العراقي بمختلف طوائفه وأجندته الدينية والقومية .. وفي هذه الحالة يكون التصنيف وطنياً عراقياً يزكيه الشعب وليس يزكى من قبل الطائفة ... صحيح أن الجميع عراقيون ولكن يجب أن يكون التصنيف والاختيار من قبل جميع أبناء الشعب العراقي وليس من جزء منه وهي الطائفة.
إن البيوتات الطائفية كانت تجربة فاشلة وكلفت الشعب العراقي كثيراً من التضحيات المادية والمعنوية وإعادة نفس التجربة لا يمكن أن تكون أفضل من سابقتها لأن العراق وطن وشعب ما عاد يستطيع ويتحمل تجارب أخرى ولذلك يستحسن أن يكون سلوك الطريق الأئمن والأفضل هو الخيمة العراقية التي تحتضن أبناء الشعب بمختلف طوائفه وأجندته الدينية والقومية.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟