|
العداء للشيوعيين عداء للشعب وللديمقراطية والسلام .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6759 - 2020 / 12 / 12 - 22:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العداء للشيوعيين العراقيين ولحزبهم .. عداء للشعب وللتقدم والسلام والتأخي وللحرية وللديمقراطية . الشيوعية والشيوعيين العراقيين وعبر سفرهم الخالد والمشرف ، التي بدأت بواكير عملهم الكفاحي ونضالاتهم بعد الاحتلال البريطاني عام 1917 م ، بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وتقسيم الوطن العربي بين بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ، ليقع العراق تحت الانتداب البريطاني . كان الشيوعيين العراقيين وحتى قبل قيام الحزب الشيوعي العراقي عام 1934 م . في عشرينات القرن الماضي وتأثير ثورة أكتوبر في روسيا القيصرية بقيادة البلاشفة بزعامة القائد والمفكر الأممي لينين ، فقد تأثرت شعوب الشرق ومنها شعبنا بهذه الثورة الجبارة ، وحَرًكَت السكون ، ودفعت بحراك فكري وسياسي واجتماعي ، وتنامي ظهور مجاميع من المثقفين المتنورين في بغداد وبعض المدن والقصبات العراقية ، تدعوا إلى الحرية والخلاص من الاختلال البريطاني ومن هيمنة الإقطاع المدعوم من قبل الاستعمار البريطاني . قام الشيوعيين العراقيين قبل وأثناء وبعد قيام حزبهم المجيد ، بدور مشرف وعظيم ، في قيادة نضالات شعبنا التحررية ومن أجل الخبز والحرية والاستقلال والخلاص من الهيمنة الاستعمارية البغيضة . ووقف ضد شركات النفط الاستعمارية وضد هيمنة الإنكليز على ميناء البصرة وضد ظلم وجور الإقطاع للفلاحين المستعبدين من هؤلاء السارقين لجهد وتعب هذه الطبقة المضطهدة البائسة الفقيرة . وما سطره الشيوعيين في مسيرتهم الظافرة ، تعرفه قوى شعبنا والطبقة التي تحكم العراق اليوم ، الذين والبعض منهم بدأ يشهر سيفه ، ضد الشيوعيين والمدنيين الديمقراطيين ، وهؤلاء يعلمون بنبل وصدق نهج الشيوعيين ، وكم كان حجم تضحياتهم التي عمدوها بالدم وبالنفس والنفيس ، في سبيل رخاء وسعادة وسلامة العراق وشعبه ، ومن أجل تقدمه ورخائه واستقلاله الوطني . ألاف من الشيوعيين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل هذا الوطن الذي تعرض وما زال يتعرض إلى التدخل السافر في شؤونه ، وتستباح كرامة شعبه ، وتسفك الدماء وتسبى النساء وتسرق ثروته وخيراته ، وتصدر إلى خارج الحدود إلى البنوك وتودع لهؤلاء السارقين ومن يحكموه ويتحكم بمصائر هذا الشعب . أنا هنا أسأل قوى الإسلام السياسي الشيعية على وجه التحديد ومن يماثل الشيوعيين وحزبهم العداء ؟.. أين كنتم عندما كان الشيوعيين العراقيين يقارعون تلك الأنظمة المتعاقبة في الوثبة وكاور باغي ونصرت الشعب المصري عام 1956م ؟ .. أين كنتم عندما كانت الأنظمة الدكتاتورية القمعية تعتقل المئات من خيرة المناضلين والقادة الشيوعيين في غياهب السجون ، حين قام نوري السعيد وتهجت العطية والمندوب السامي البريطاني بالإشراف المباشر على تنفيذ حكم الإعدام الجائر بحق قادة حزبنا الأماجد فهد وحازم وصارم وأخرين ، ويبعث المئات منهم إلى السجون وبمحاكم قرقوشية صورية ، ويزجوهم في سجون نقرة السلمان سيئ الصيت وفي سجون العمارة والحلة وبغداد وبعقوبة والرمادي وغيرها ؟.. أين كنتم حين أقدم البعث الإرهابي في 8 شباط 1963 م ، وفي حمام دم حين أقدم هؤلاء البرابرة الأنجاس ، على نحر قادة ثورة تموز المجيدة ، وقتل الشيوعيين العراقيين ودون محاكمة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ، سكرتير حزبنا الشيوعي العراقي حسين محمد الرضا سلام عادل والرفاق جمال الحيدري وعبدالجبار وهبي ومحمد صالح العبللي وحسن عوينه ومتي الشيخ ووعدالله النجار وتوفيق منير والقائمة تطول ، أين كنتم ؟.. بل نزيدكم الشعر بيت البعض منكم بارك تلك المذبحة وعقد معهم زواج وباركها السفاحين والقتلة . أين كنتم من المجازر التي ارتكبها نظام صدام حسين المقبور بحق ألاف الشيوعيين .. وماذا كان موقفكم أنذك ، وهل كان لكم وجود على الساحة ؟ .. فلماذا تجربون حضكم في عدائكم للشيوعيين مرة أخرى ؟,, أما تعلمون بأن العداء للشيوعيين يعني عمليا سينتج عنه .. الخراب والموت والدماء والجهل والفقر والمرض والشقاق والنفاق ؟.. لست أنا من يقول ذلك !.. التأريخ هو من يخبركم بتلك الحقيقة !.. سأدعكم تراجعون تأريخ العراق الحديث خلال المئة عام التي مضت ، وتفحصوه جيدا !.. هل هناك استقرار أو تنمية أو سلام وتقدم واستقرار في فترات اضطهاد الشيوعيين والديمقراطيين ؟.. هل هناك ثقافة وفنون وعلوم وإبداع وعدل ومساواة وسلام ومحبة وديمقراطية ودولة قانون وعدالة اجتماعية بقمع الشيوعيين ؟.. هذه أسئلة وغيرها هل يمكنكم الإجابة عنها وبصدق وأمانة وضمير وشرف إن كنتم صادقين مؤمنين أتقياء وتخافون ( الله ) ؟.. عندي شيء أخير أطرحه عليكم وعلى الرأي العام العراقي وأسأل ؟.. بعد احتلال العراق في 2003 م ... في 2005 و2006 و2007 حدثت الحرب الأهلية الطائفية العنصرية وكنتم أنتم جزء من هذه الحرب وغذيتم تلك الحروب ، وتحت ذرائع وحجج مفتعلة كاذبة ومظللة ، وذهب نتيجة هذه الحرب الألاف من النفوس البريئة وبدوافع طائفية ( سياسية ! ) والسباق على السلطة والمغانم والمكاسب ، وما زالت الطائفية السياسية هي التي تتحكم بالمشهد العراقي والكثير منكم يتصدر هذا المشهد بل يغذي هذا النهج المدمر بكل ما يستطيع !.. والسؤال الأكثر أهمية هو هل وجدتم شيوعي أو شيوعية أو حزبهم ، قد دعا إلى الطائفية السياسية أو اتهم بالطائفية السياسية التي خربت البلد وما زالت ؟.. الجواب قطعا لا ، بل الأكثر إيلاما ويحز في النفوس !.. فقد فقد الشيوعيين العراقيين ، العشرات منهم ومن أصدقائهم أرواحهم نتيجة هذا الصراع الطائفي المحموم ، وعلى أيدي الإرهاب ومنظماته الإرهابية والشواهد كثيرة ومؤلمة ، كون الشيوعيين وقفوا ضد هذا الصراع الإرهابي المقيت . السؤال الأخر : الفساد خلال فترة حكمكم ( حكم الإسلام السياسي !) وخلال ال17 عام وصل الفساد إلى أرقام قياسية ، وقد تم إفراغ خزينة العراق من الأرصدة والأموال . اليوم العراق مطلوب كديون خارجية وداخلية أكثر من 150 مليار دولار ، علما بأن مدخولات العراق من عوائد النفط من 2006 حتى 2017 م بلغت واحد ترليون دولار ، وتقدر الأموال التي نهبت على أيدي حيتان الفساد وأغلبهم من الصف الأول في الكتل والأحزاب والميليشيات الطائفية وأحزاب الإسلام السياسي !.. هل هناك أحد من الشيوعيين قد اتهم بسرقة دينارا أو دولارا أو يورو ؟.. أجيبون بالله عليكم !.. الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات مستمرة خلال العشر سنوات الماضية وسقط الألاف بين شهيد ومصاب وجريح ومختطف ومعتقل ، ومنهم شيوعيين وديمقراطيين ووطنيين ومستقلين ، نتيجة قمع قوات مكافحة الشغب سيئة الصيت ، وعلى يد الميليشيات التابعة للأحزاب والكتل الشيعية التي جميعها تمتلك ميليشيات مسلحة إن كانت تنتمي للحشد أو تعمل خارج الحشد الشعبي !.. هل رأيتم شيوعيا يعمل في إحدى هذه الميليشيات أو غيرها ؟.. هل تم اتهام الحزب الشيوعي العراقي أو أحد الشيوعيين والديمقراطيين بعملية اغتيال أو اعتداء على المتظاهرين أو على أحزاب الإسلام السياسي أو غيرهم ؟.. هذا لم يحدث ولن يحدث أبدا ، كون الشيوعيين عبر تأريخهم المجيد دعاة للسلام والمحبة والتألف والأخوة ، ويدعون إلى الحوار وقبول الأخر ومن أجل قيام دولة المواطنة وتحقيق المساواة والقانون وهيبة الدولة ، ويعملون على محاربة الطائفية السياسية والعنصرية والمحاصصة وحق الناس بالحياة وبالعمل والتفكير وبحق الاختلاف والضمير والحرية . كما بينا .. العداء للشيوعيين ومحاربتهم وإلغائهم وتهميشهم سوف لن يجلب للعراق غير التمزق والتفرق والخصومة والفوضى العبثية الحمقاء ، وهو عداء فاضح لمبادئ الديمقراطية التي تقوم على الإقرار المطلق بحق الاختلاف ولحرية الاختيار والحوار ووفق الدستور والقانون ، كوننا ( دولة ديمقراطية اتحادية واحدة موحدة ) . أوقفوا العداء للشيوعية وللشيوعيين العراقيين وحزبهم الحزب الشيوعي العراقي ، كون ذلك في صالح السلم الأهلي وفي صالح العراق والعراقيين ، ويصب في مصلحة الاستقرار والنماء والأمن والسلام . الشيوعيين العراقيين وحزبهم المجيد ، هؤلاء خبرهم شعبنا وخبرتهم قواه السياسية والمجتمعية وخصومهم ، فهو حزب وطني حتى النخاع ، ولا يمكن تطويعه أو إيقاف مسيرته الظافرة ، ويحميه ويحرسه مناضلين أوفياء شجعان ، ولن يتمكن أحد من لوي إرادته الصلبة القوية ، ومن يحاول فعل ذلك ستلحق به الهزيمة واللعنة تلاحقه من قبل الشعب والملايين التي تنتصر لهذا الحزب المجيد . المجد لشهداء الحزب الشيوعي العراقي ولشهداء قوى شعبنا الديمقراطية والوطنيين الشرفاء . الموت والعار والخزي لأعداء حزبنا وللشيوعيين العراقية ولقوى شعبنا الديمقراطية الخيرة . النصر حليف شعبنا وقواه الخيرة والديمقراطية الساعية إلى قيام وطن حر رخي وشعب سعيد . عاش حزبنا الشيوعي العراقي قائدا لنضالات شعبنا في سبيل قيام دولة المواطنة وتحقيق العدالة والمساواة وتوزيع الثروة بشكل عادل ، بعيدا عن المحاصصة والفساد والتمييز وعن الطائفية السياسية . 12/12/2020م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تغريد البلابل فتراقصت السنابل في المساء !...
-
أدرك شعبنا وقال كفاكم ظلما أيه الظالمون .
-
الفساد والإرهاب ؟..
-
جاءتني في عتمة الليل مبكرتا مرعوبة ؟...
-
إلى متى يبقى الوعي غائبا عند الأغلبية من شعبنا ؟..
-
الدولة المدنية الديمقراطية ضرورة وطنية .الدولة المدنية الديم
...
-
أقوالنا في خطب الزعيم !..
-
وفاء لقادة حزبنا الشيوعي العراقي .
-
لماذا لا يدين أتباع الدين السياسي إلى أوطانهم وشعوبهم ؟..
-
ملحمة انتفاضة تشرين الباسلة وما تواجهه من مخاطر
-
الذكرى الأولى لانتفاضة تشرين الأول 2019 م
-
شيء من الذاكرة ..
-
كم مرة يحتاجها الساسة ليتأكدوا من حقيقتهم ؟..
-
ماذا يخفي البعض بالنزول إلى الشوارع ؟..
-
العراق عصي على التقسيم / معدل .
-
أي وصف يليق بهؤلاء ؟..
-
قوة المنطق .. ومنطق القوة !.. معدل
-
عشية ثورة تشرين المجيدة ؟..
-
لا ينفع الدعاء فالأموات لا يسمعون !..
-
عاش اليوم العالمي للسلام / معدل .
المزيد.....
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
-
التشيك.. زيلينسكي ناقش مع وزير الخارجية استمرار توريد الذخائ
...
-
الجيش الإسرائيلي يحقق بـ-مزاعم- مقتل رهينة لدى حماس، ومئات ا
...
-
مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي طال و
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تسقط صاروخين و27 طائرة مسيرة أوكراني
...
-
سقوط صاروخ -ستورم شادو- في ميناء برديانسك في زابوروجيه
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|