حيدر الكفائي
كاتب
(Hider Yahya)
الحوار المتمدن-العدد: 6759 - 2020 / 12 / 12 - 04:41
المحور:
الادب والفن
كنت أعيب على صديقٍ لي في كثرة ضحكه لأي شيءٍ حتى لأمور تافهة وربما نعتُّهُ يوماً بالسَّفه ،،، لم أعرف ما حكاية ضحكه ولا قهقهته التي لا تُطرب السامعين بل ربما إنزعج الكثير ممن سمع تلك الضحكة التي اصبحت ماركته التي لايجيدها غيره ،،،، قُدِّر لي أن أكون ضيفاً عند هذا الصديق الذي قلب ميزان ظني وأَصغرني أمامه ، فقد صدمت مما شاهدته حين وجدت أولاده الذكور والأناث وهم معوقون لا يستطيعون عمل أي شيء ، كانت فقط الابتسامة تعلو وجوههم واللهفة التي شعرت بها ما إن وطئت قدماي على ذلك البساط المتهرأ والسقف الذي هو الآخر بالكاد يسترهم ، وتلك المرأة الوقور زوجته التي راحت ترحب بي وكأنني أخوها ،، بين الخجل الذي بدا عليه والكرم الذي اظهره هو وعائلته كان صديقي لا زال مبسمه لا يفتر عن عادته لكن تراءت لي دمعة حرجة فلتت من عينه حين ثنى ركبتيه على بنته التي كانت ممددة في وسط الحجرة وهو يلثم خديها ،،،،
الآن عرفت صديقي على حقيقته المرّة وعرفت أن قهقهاته كانت جمراً يتطاير وضحكاته التي كنت احسبها سفهاً كانت أسفاً وحُرَقاً يداوي بها ضيمه وبلاءه الذي لا يُحتمل .... ضحكاته كانت تحكي وجعاً غائراً وألماً كبيراً لكن نفسه الأبية تأبى أن تبوح بذلك ،،،، أصبحت لا ألوم كل من يغالي في ضحكه أو قهقهته فربما يُنفِّسُ بها عن أوجاعٍ لا تشفى وجروح لا تندمل .....!
#حيدر_الكفائي (هاشتاغ)
Hider_Yahya#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟