رياض زوما
الحوار المتمدن-العدد: 6758 - 2020 / 12 / 11 - 10:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
.................................
بعد 2003 سقطت بعض الأنظمة الدكتاتورية في بعض البلدان العربية ومنها العراق ,لكن هل تم بناء دول ديمقراطية جديدة بعيدا عن الأستقطاب الطائفي وخاصة في العراق ؟ الجواب كلا , والسبب لأن الأنظمة الجديدة ليس لديها القوانين والأنظمة التي يتم أعتمادها في اعادة بناء دولة المؤسسات وأولها الدستور (الذي لا يلائم التغييرات الجديدة بل بالعكس) حيث أبقت الحريات مكبلة وتجرّدَ الحكّام من القوانين و كتبوها لحماية تواجدهم واستمرارهم بالسلطة والمنصب ناهيك عن وجود كيانات وأحزاب تدعو للطائفية وترويج الأفكار التكفيرية المتطرفة ,بالاضافة الى خضوع وتبعية الكيانات الرئيسية والحاكمة لبعض الدول الأقليمية التي تسعى لتدمير العرب وخاصة العراق الغني .
لم نرَ أية دولة من تلك الدول تخرج من عقدة الخضوع للحاكم أو الحزب الواحد وتنتقل الى التعددية لأتساع مساحة المشاركة السياسية الحقيقية والسبب هو عدم اصلاح المنظومة القانونية والدستورية التي تتلائم مع التغيير الديمقراطي الجديد , وهنا تقع المسؤولية على القوى الليبرالية والعلمانية التي يتحمل مثقفيها وسياسييها بالأضافة الى منظمات المجتمع المدني والأعلام الوطني الحر بأعادة تأهيل المجتمع ليستوعب المفاهيم الجديدة التي تخدم مصلحة البلد والشعب بعيدا عن أخطاء الماضي لغرض ترسيخ المفاهيم الجديدة لدى المواطن , فهل من أمل لذلك خاصة بعد أن وقع الشعب العراقي في وحل التخلف والطائفية بفعل فاعل؟ وماذا بعد أن أصبح العراق أسيراً وتابعاً لأيران؟ فهل سيعود العراق بلد علماني كما كان وأحسن ؟ أشك في ذلك على الأقل للوقت القريب لأسباب كثيرة معقدة , ولكننا لن نفقد الأمل لأن الذي يستقريء الأمور في العراق عن قرب يرى أن هناك عقول تعمل بأفكار تقدمية وعلمية لترسيخ الوحدة الوطنية وتأهيل المجتمع بأفكار وثقافات بعيدة عن الطائفية والتشدد وخاصة في جنوب العراق الهاديء نسبياً والذي نتمناه أن يعمّ في الشمال بعد أن تحرّرت الموصل, وان غدٍ لناظره قريب. تحيتي ..
#رياض_زوما (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟