الجزء الثاني
(نص مفتوح)
..... ..... .... ....
تخلخلَت عظام الكهول
طفلٌ مغبّر الوجه
يبحث عن أمّه
بين الأنقاض
يصرخ صراخاً
يشقُّ وجه الشفق
أريد أمّي
أمّي
أين أنتِ يا أمّي؟
لا يكترث للكاميرات
ولا لصفّارات الإنذار
ينظرُ إلى السماء
مطرٌ يزداد اشتعالاً
فوق جموح الطوفان
تآمر الإنسان على ذاته
بشرٌ تشرّبوا مناهجاً من رماد
ضجرٌ يشرخ شموخ المكان
انزلق الكون في وادي الجنون
شعارات مفهرسة بالعناكب
بأحلام السيطرة على آبار الموت
تبخَّرَتِ الحكمة
من ذهنِ أصحاب القرار
رؤى مجوَّفة بالاشتعال
أشتعال قبّة المساء
ريش البلابل
حتّى خفافيش الليل
لاذَت بالفرار
تزلزل الكون
ومازال أحمق هذا الزمان
يداعب كلبه ببرودة أعصاب
لماذا تداعب أطفال العراق بالقنابل؟
لماذا تبيد خصوبة الحضارة؟
نام العرب نوماً منافساً أهل الكهف
خرج العرب خارج الزمان
عبروا نسيماً عليلاً
ظلّوا معلَّقين بين موجات النسيم
خفَّ وزنهم أكثر من ريش الحمام
طاروا إلى الأعالي
تاركين براكين القير
تزلزل جبهة الحياة
تقلَّصَت خصوبة الروح
عربٌ من لون الهشاشةِ
عربٌ قهروا الكون بالسلام
عربٌ في لبِّ الحضارة
لا يهمّهم لو قُصِفَت بابل
لو تهشّمَت جثث الفراعنة المحنّطة
يلوِّحون أيديهم باستهزاء
هامسين للجنِّ
شَبَعْنَا من الحضارة
شبعنا من الحروب
شبعنا من العلم
شبعنا من كلِّ شيءٍ
سوى الغباءِ!
.... ..... ....... يُتبع!
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطّي مع الكاتب.
ستوكهولم: نيسان 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]