محنة الانساب و الانساب الشريفية

عبد الرافع كمال

الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 4 - 16:38
المحور: المجتمع المدني
    

ان تعداد القبائل ذات الانساب الشريفية في العالم العربي كبير جدا ، فهنالك مئات القبائل التي تنتسب للحسين و تتصف بالنسب الشريفي .
لم يقتصر وجود مثل هكذا قبائل علي العالم العربي فحسب بل تعداه الي دول من خارج الوطن العربي كنيجيريا و ايران و الباكستان و حتي اندونيسيا .
يطلق علي اسم القبائل التي تنتسب للحسين اسم " القبائل الشريفية " و تحظي بمكانة و منزلة اجتماعية مرموقة و تنال شرف الانتساب الي البيت النبوي .
ان ما يثير استعجابنا هو كثرة هذه القبائل التي تنتسب الي الحسين و ل " أل البيت "في العالم العربي و خارجه .
و لا ننسي ما يترتب علي الحصول علي نسب نبوي شريف من كسب اجتماعي نبيلي بل و حتي مادي .
لذا نقف موقف المرتاب الشاك امام تلك الانساب الشريفية و نطرح تساؤلات حيالها .
هل من المعقول ان تكون كل هذه المئات من القبائل شريفية حقا ؟؟
هل يعقل ان الحسين وحده انحب هذا العدد الهائل من القبائل ؟؟
الا يحتمل حدوث تزييف و تزوير في هذه الانساب .
ان هنالك ما يقارب السبع قبائل عربية في السودان وحده تنتسب للحسين . الا وهي
" المغاربة / الرفاعيين / الركابيين العوايدة / الفادنية / الجعافرة /،
اضف الي زلك محموعة القبائل الجعلية التي تنتسب للعباس و تشمل كل من " الجمع /الجميعات /الجموعية /و البطاحين /الشوايقة / البديرية /المناصير / الرباطاب /قبيلة الجعليين /
و اضف الي زلك الشكرية و ابناء عمومتهم الباسين و البوادرة الذين ينتسبون الي جعفر الطيار و بنو جرار ايضا .
حتي قبائل البيجا يحملون انساب عربية شريفية
هذا في السودان وحده ، ناهيك ما هو في مصر و المغرب و ليبيا و خارج الوطن العربي .
و ان وقوفنا موقف الشاك المرتاب هو موقف طبيعي نسبة لكثرة عددية هذه
القبائل و شيوع عملية تزييف الانساب الحسينية و الشريفية في العالم العربي .
لا ريب ولا شك في ان عملية تزييف الانساب الشريفية هو جريمة لا تغفر ، نسبة بما ينبني عليها من كذب مقدس ، و تضليل للاجيال و انحراف عن الحقيقة .
و نتساءل ايضا تساءل منطقي
اين هم نسل الكفار " ابي جهل و ابي لهب و عتبة بن شيبة "
اين سلالة هولاء ؟؟
اليس لهم سلالة ؟؟
اليسوا عربا و احرار و اشراف .
ما المشكلة في وجود سلف كافر ،
اليس حريا بنا ان اردنا ان نتفاخر بالانساب ان نفتخر بي ابي لهب و ابي جهل كونهما عربا احرارا و اشرافا
.
ان السبب الاساسي في عملية تزوير الانساب في العالم العربي هو ارتباط قيمة الانسان في المجتمع العربي بنسبه .
فعندما حرفت و نحلت تلك الانساب كان ذلك بدافع الحصول علي مرتبة اجتماعية مرموقة .
اذن هذه الثقافة اعني ثقافة تقييم الانسان حسب نسبه هي من تسببت في عملية التزييف و النحل .
اذن لا بد من ان تسود ثقافة جديدة ، ثقافة لا تحتقر او تقيم انسان حسب نسبه
ثقافة تنظر الي الانساب علي انها مدخل لمعرفة الاصل و الهوية ليس الا .
لا بد من وأد و قبر ثقافة الفخر بالانساب .
لا بد من شيوع ثقافة لا تحتقر شخص لان جده ابا جهل او ابو لهب ، و لا تعلي من قيمة انسان لأن جده الحسين .
لا بد من شيوع ثقافة التمدن التي لا تميز بين انسان و اخر .
لا بد من قنل و غبر ثقافة الانا المريضة و استبدالها بثقافة التمدن .
اننا كمفكرين طوباويين لا نستطيع ان نبدي اي قول تجاه هذه الانساب
نسبة ل انعدام وسيلة علمية نستطيع من خلالها تبيين ما هو صحيح و ما هو زائف من هذه الانساب .
فالجينات كما اسلفنا في مقال خاص ليست وسيلة و الية علمية للتحقق من صحة الانساب .
نسبة ل انعدام الوسيلة العلمية للتحقيق من صحة ولا صحة الانساب فآننا كطوباويبن نقول انه من المحتمل ان يكون بعضها صحيح و بعضها منحول
انه من المستحيل ان تكون جميها صحيحة .
لذا فاننا ندعو الي التعامل مع هذه الانساب علي اساس انه انساب فقط ليس الا .
فمثلا انتساب الجعليين الي العباس يجب ان نتعامل معه علي انه مجرد انتساب ليس الا دون ان يتم استحضار الانا بالتفاخر و التباهي .
ختاما نؤكد علي ضرورة نشر ثقافة التمدن في العالم العربي حتي نستطيع صناعة انسان ملئ بالحب و التفاهم و واد ثقافة الانا السائدة .

#عبد_الرافع_كمال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات