أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - ليلةُ رُعبٍ في بَيتِ فَقيرٍ














المزيد.....

ليلةُ رُعبٍ في بَيتِ فَقيرٍ


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 6748 - 2020 / 11 / 30 - 22:45
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة جداً:

تجلسُ على بساطٍ ملتفةٍ بدثارٍ مع ابنتها، تنظر الى التلفاز عبر البث الارضي، تشاهد ما يمنُ بهِ عليها من عروض، فهم لا يملكون بث الصحن الفضائي؛ فقد ذهب الزوج الى عملهِ كحارس ليلي في المعمل المجاور لسكنهم، واتخذوا من غرفة "البلوك" وملحقاتها سكناً لهم، ذات سقف الحديد المغلون (الجي نكو)، وكما هو معروفٌ عن هذا السكن، فهو بارد رطب شتاءً، حار جاف صيفاً.
بدأت السماء تتلبد بالغيوم، وزادت عتمة الليل بالرغم من إضاءة المصباح، فقامت لتزيل الستارة عن النافذة، كي يدخل ضوء الشارع والبيوت العالية على الجانب المقابل لغرفتهم، ثم عادت لتلتف مع ابنتها الصغيرة لتحظى ببعض الدفء فلا مدفئة لديهم، وبينما هم كذلك أخذت السماء بالبرقِ والرعد، وبدأت السماء تمطرُ بماءٍ منهمر، فأنطفئ التيار الكهربائي كالعادة، حينها أحست ابنتها برعبِ والصقت جسمها بجسم أُمها، فقالت لها الأم وهي تلاطفها، تُبدي هدوءً وتُخفي رعباً، ففوبيا الظلام من عاداتها التي لم تتغلب عليها:
- لا عليكِ يأبنتي، سوف آتي بشمعة واضيئ المكان
- ارجوكِ يا امي لا تتركيني، إني أخاف من البرق واصوات الرعد
- كوني شجاعة، هل تريدين أن نبقى في العتمة؟
هنا أضاءت البيوت المقابلة لهم، فدخل الضوء من النافذة، ولم يُضئ مصباح الغرفة، والفتاة تنظر الى النافذة حينما كانت أُمها تداعب شعرها، فقالت الفتاة:
- أُمي لقد عادت الكهرباء
- لا يأبنتي انها المولدات الاهلية فقط
- ما معنى ذلك؟
- مولدات تبيع الكهرباء يمتلكها أناس مثلنا
- فلماذا لا يعطونا كهرباءً؟
- يجب أن ندفع لهم مالاً
- ولماذا لا ندفع لهم؟
- لأننا لا نملك المال الكافي
تصرخ الفتاة وهي مرعوبة، وتومئ الى النافذة وهي ترتعد، فتلتفت الأم لتشاهد ظل رجلٍ كأنهُ ينظر من النافذةِ ويتلمسها، فقامت الام وهي تحمل ابنتها على صدرها، لكن الظل اختفى، فبقيت واقفة لا تدري ماذا تفعل، وإذا بصوت خطوات مشيٍ سريعٍ فوق سطح الغرفة وكأنهُ يريدُ خلعه، فازداد خوف الام وبحالة من اللاشعور ركضت نحو باب الغرفة المطل على الشارع لتفتحه، لكن الباب انفتح من الخارج وبانت ملامح رجل، فأجفلت واصطكت، لكنهُ كان زوجها عاد ليطمئن على أسرتهِ، فهو يعرف بحالة زوجته وفوبيا الظلام، استغرب من حالتها فأخبرتهُ بما حصل.
خرج ليَنُظر عند النافذة، فوجد رجلاً متسولاً أتعبهُ المطر، وظن أن لا أحد في البيت فأراد النوم والاختباء حتى يسكت المطر، فأدخلهُ الاب معهم، ثم جلب صفيحة ووضع فيها خشباً وأشعل النار فيها، وأضاء شموعاً، فهدأ روع الجميع، وبدأ يقص عليهم بعض الحكايات الجميلة والمضحكة، ثُمَّ أنتبه ليجد أن الجميع ناموا مطمئنين.
.........................................................................................
ملاحظة: فكرة القصة لولدي (حسين)
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام
البريد الإلكتروني: [email protected]



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين غريج وحريج اختفت أموال الفريج
- الفريق ثامر الحسيني وفرقته والقائمة السوداء
- قصيدة - چذابه-
- قصيدة - ما حاچيك -
- (تفو) على كل فاسد
- عدوٌ محترمٌ خيرٌ من صديقٍ ذليل
- التطويع وبعده التطبيع
- خُذني مَعكَ
- جهاز استنساخ
- لا تحتضن مَنْ ليس مِنْ جنسك
- قصيدة - إلى رغد -
- قصص لجابر
- معرقلات في تُعطل القبول في الدراسات
- معاناة الدراسات العليا وروتين التقديمات
- الدولة العميقة والدولة العقيمة
- خطاب سياسي على لسان الحاكمون
- لولا فتوى المرجعية ما تحررت الأراضي العراقية
- فَك الخلاف في معنى عرب وعربية وأعراب
- فلسفة الصالح والمصلح
- زُرْ الحسين


المزيد.....




- سنو وايت، فيلم أشعلت بطلته الجدل، ما القصة؟
- بجودة عالية..استقبال تردد قناة روتانا سينما على النايل سات و ...
- أجمل عبارات تهنئة عيد الفطر مكتوبة 2025 في الوطن العربي “بال ...
- عبارات تهنئة عيد الفطر بالانجليزي مترجمة للعربية 2025 “أرسله ...
- رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟
- وفاة -شرير- فيلم جيمس بوند -الماس للأبد-
- الفنان -الصغير- إنزو يحسم -ديربي مدريد- بلمسة سحرية على طريق ...
- بعد انتقادات من الأعضاء.. الأكاديمية تعتذر للمخرج الفلسطيني ...
- “الحلم في بطن الحوت -جديد الوزير المغربي السابق سعد العلمي
- المدرسة النحوية مؤسسة أوقفها أمير مملوكي لتدريس علوم اللغة ا ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - ليلةُ رُعبٍ في بَيتِ فَقيرٍ