أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - العبرة بالتطبيق وليس بالتشريع














المزيد.....

العبرة بالتطبيق وليس بالتشريع


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 6747 - 2020 / 11 / 29 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العبرة ليس بالتشريع بل بالتطبيق
كل قانون او ضوابط او تعليمات لا تطبق تفقد قيمتها وتبقى حبر على ورق، في الآونة الاخيرة، تم التداول في تشريع قانون الجرائم الالكترونية في البرلمان، والذي وصفه البعض بانه المنقذ لتصرفات بعض الشباب في الابتزاز الالكتروني، والتي ارغمت بعض الفتيات على الانتحار، او دفع اموالها وما يملك اهلها من اجل الخلاص من التهديد بنشر مقاطع فيدوية او صور فاضحة، وقد وضعت عقوبات شديدة لتلك الجرائم ، والبعض متخوف من هاجس عودة الدكتاتورية وتكميم الافواه، فيحد من حرية التعبير النافذة الوحيدة المتاحة للناس للكلام عن ما في داخلهم، وانه يضع نصف الشعب العراقي في السجن اذا طبق،
ان الحكومة العراقية الحالية تحاول تحريك تشريع قوانين ، ربما لأنها سوف تحسب لها او تساعدها في فرض السلطة على الناس، فقانون الجرائم الالكترونية المعطل منذ 2011حيث كانت القراءة الاولى له، وفي خلاصته انه يهدف الى توفير الحماية القانونية للاستخدام المشروع للحاسوب وشبكة المعلومات، وهو ضد الاحتيال المالي، والاختلاس وغسيل الاموال، وتعطيل الشبكات، والمراقبة غير المشروعة، لكن بعض المراقبين وناشطي منظمات المجتمع المدني اعترضوا عليه بحجة انه يتعارض مع القانون الدولي والدستور العراقي، وخاصة المادة ( 3) والتي تتضمن السجن المؤبد وغرامة مالية كبيرة على كل من استخدم اجهزة الحاسوب وشبكة المعلومات بقصد المساس باستقلال البلاد ووحدتها وعلاقاتها ومصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية او الامنية العليا او التفاوض او الترويج او التعاقد مع جهة معادية باي شكل من الاشكال، ويقصد زعزعة الامن والنظام العام او الاساءة الى سمعة البلاد وتعريض البلاد للخطر، واثارة النعرات الطائفية والمذهبية لابد من وجود قانون ينظم هذه الجرائم، فهم يقولون ان تشريع هذا القانون سوف يحد من الوصول للمعلومة ويستخدمه اصحاب السلطة في تهديد الصحافة والاعلام الذان يحاولان كشف فسادهم، وفي المقابل وسمعنا من بعض نواب البرلمان ان مثل هذه التشريعات موجودة في دول متقدمة منذ الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، والدول العربية ايضا شرعت مثل هذه القوانين في بداية القرن الحالي، ويتم تطبيقها بانسيابية عالية والوضع مسيطر عليه،
وقانون حماية الاسرة ايضا كثر اللغط بشأنه، بحيث تستطيع الفتاة او الابن ان يشتكي على ابيه، والمراءة تشتكي على زوجها وبالعكس ، المشكلة ليس في سن القوانين وتشريعها، بل في صياغتها العامة وعدم تفصيل فقرات القانون، فمثل ماذا تعني كلمة زعزعة امن البلاد، والاساءة لسمعة البلاد؟ ، هل تعني مجرد الكلام ام الفعل وماهو الكلام المقصود وما هو الفعل، وفي قانون العقوبات نص واضح وصريح( لا جريمة ولا عقوبة من دون نص) ، مثلا بعض الدول التي شرعت تلك القوانين ذكرت الجرائم بالاسم كالإرهاب المعلوماتي، والتجسس، وتهكير المواقع الرسمية والخاصة، وتدمير نظم المعلومات، وسرقة البرامج الجاهزة واختراق الحسابات المصرفية، ونشر الصور والمحادثات وانتهاك الخصوصية، والتنصت على المعلومات، الابتزاز الالكتروني،
والمشكلة الاخرى وهي الاهم هي تطبيق القانون، ففي الحقيقة ان القانون عندنا لا يطبق على الجميع، مثل ما كان صدام وعائلته وقيادته في الحزب فوق القانون، لا يستطيع اي قاضي استدعائهم وتوجيه التهمة لهم حتى ولو كانت الجريمة المرتكبة في وضح النهار وامام الانظار ومع سبق الاصرار والترصد ومشاهدة من الجميع، لأنه سوف يكون هو المتهم وربما يفقد حياته وقبلها وظيفته وامواله المنقولة وغير المنقولة، واليوم نفس الشيء ولكن بأسلوب اخر، فالسلطة توزعت لأكثر من عائلة وحزب، فاصبح القاضي بين المطرقة والسندان، بين المطالب الشعبية والدولية بتطبيق القانون وبين احزاب السلطة التي تعتبر نفسها فوق القانون، فهو يرى ان هناك نصوص قانونية معطلة ، ليس لسبب عدم وضوحها او تعارضها مع الدستور، لكن الذي تطبق عليه اقوى من الاجهزة التنفيذية القضائية، فالمجرم ينتمي لاحد الاحزاب النافذة صاحبة السلطة، يملك اسلحة اقوى من اسلحة الدولة نفسها، فكم من قتيل وقتلى وسرقة مليارات واعتراف بوجود فساد، ونسمع بوجود لجان تحقيقية ولكننا لم نرى نتائج، ونسمع بمليارات تسرق ولكننا لم نرى سارقين، وكم من شرطي مرور تم اهانته او حتى قتله لأنه يحاول تطبيق القانون، وكم من معلم تم التجاوز عليه من قبل احد طلابه لأنه ابن احد اصحاب السلطة او اصحاب السلاح ، مع الاسف اصبحنا لا نختلف كثيراً عن دول العصابات، عصابات تحكم واخرى ترتكب الجريمة وهناك علاقة وثيقة بينهما، والقانون مجرد حبر على ورق، فالعبرة ليست بتشريع القوانين وانما في تطبيقها على ارض الواقع، فالحكومة ينبغي عليها فرض القانون على الجميع وبدون مجاملة سياسية، واذا لم تستطع ينبغي الاعتذار للشعب وتركها لمن يضبط الامور ويفرض القانون.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحرق ويسرق المال والاقتراض يصلح الحال؟!
- مدينة الاصلاح ليس فيها اصلاح
- بدل صندوق للاجيال ديون على الاطفال
- امخطط الولايات المتحدة الابراهيمية
- حملة ترامب بدات من ولايات خليجية
- الكذب والمشاريع الوهمية وراثة بعثية
- ماكرون والسيادة العراقية
- طلاب الأمس وطلاب اليوم
- حلة مشكلة الكهرباء بفتح ملفات الفساد
- نريد دولة قانون لا دولة اشخاص
- المفاوضات بين الاسراع والتاجيل
- الحكم بعقلية القائد بدل عقلية المعارضة
- معاجب الرعيان سارح
- بالزراعة واعادة معامل جميلة الصناعية نجتاز الازمة الاقتصادية
- تتوالى الازمات ونحن نعيش التكليف والاعتذار
- كورونا والانقلاب العسكري الامريكي
- الانانية والحرب العالمية
- لكم في السابقين عبرة
- امريكا ملاك ام شيطان
- لو العب لو اخرب الدولة


المزيد.....




- اتفاق جديد أم تكرار لاتفاق 2015؟ .. شاهد كيف وصف ولي نصر محا ...
- سواريز يثير الجدل بـ-محاولة عض- جديدة
- المجر تحظر فعاليات مجتمع الميم العامة بتعديل دستوري
- رائد فضاء روسي يكشف عن توقعاته حول مشروع المحطة القمرية
- مفاجأة مسقط: لدى طهران 7 قنابل نووية!
- أم فلسطينية تودع ستة من أبنائها قتلتهم غارة إسرائيلية في غزة ...
- تقرير إعلامي: ندوة تقديم إصدار أطاك المغرب “الصيد البحري في ...
- مقتل 3 أشخاص في احتجاجات شرق الهند رفضا لإقرار قانون يتعلق ب ...
- الهجمات -الإرهابية- تفاقم الأوضاع الإنسانية شمال بوركينا فاس ...
- معارك في البر والبحر.. هكذا تصعّد بريطانيا المواجهة مع روسيا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - العبرة بالتطبيق وليس بالتشريع